**الأخ رئيس الجمهورية في كل مناسبة يظهر فيها وهو يلقي كلمة أو يوجه خطاباً على شاشة التلفزيون يحرص على تناول الأوضاع الإقتصادية والمعيشية وحث الحكومة على الإهتمام بقضايا وهموم الناس ومكافحة الفساد والغلاء وضبط الأسعار وتوفير متطلبات وإحتياجات المواطنين اليومية والضرورية ذات الأولوية الملحة من مواد وسلع غذائية وأدوية وحليب أطفال..وغيرها..هذا الجانب الإيجابي في خطابات الرئيس المثيرة للحيرة والإستغراب هو أن «كلام النهار..يمحوه سبات الليل»!! بمعنى أن توجيهات الرئيس تنعكس سلباً في اليوم التالي على الواقع بفعل وجود «لوبي فساد» ربما داخل النظام نفسه أو الحكومة المعنية بتنفيذ توجيهات وسياسات رئيس الجمهورية.فعندما يوجه بضبط الأسعار ومحاسبة المغالين والمحتكرين المستغلين لقوت الشعب ترتفع الأسعار وتختفي المواد الغذائية الضرورية من الأسواق!!.وليس أول من ذلك إختفاء الأسمنت من الأسواق وإرتفاع أسعاره بنسبة «100%»الأسبوع الماضي عقب زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية لعمران وقيامه بتدشين الخط الإنتاجي الجديد لمصنع عمران البالغ طاقته الإنتاجية مايزيد عن «150.000»ألف كيس في اليوم الواحد!!.وكان الأخ رئيس الجمهورية قد حث قيادة مؤسسة الأسمنت وإدارة مصنع عمران على توفير مادة الأسمنت وتلبية حاجة السوق والقضاء على الإحتكار وبيعه بالسعر الرسمي «1039»ريال للكيس الواحد.في اليوم التالي تأججت الأزمة من جديد وإرتفع سعر الكيس الواحد إلى «2000»ريال وغير متوفر في معارض مصنع الأسمنت إلا لدى تجار السوق السوداء الذين يتحكمون بمادة وأسعار الأسمنت بفعل التسهيلات الممنوحة لهم من «هذا وذاك»!! والمصلحة ربما مشتركة!!.مسئولو معارض بيع الأسمنت التابعة لمصنع عمران يقولون بأن الطاقة الإنتاجية للخط القديم البالغة «70.000»كيساً في اليوم تكفي وحدها لمواجهة الطلب والتغلب على الأزمة الحالية ولكن ما يورده المصنع لمعارض البيع في عمران وصنعاء وأمانة العاصمة لاتزيد عن 10% أي لايغطي الإحتياج اليومي.. فيما تذهب بقية الكمية لتجار «السوق السوداء» وهنا تتضاعف الأزمة وترتفع الأسعار.أما اليوم فطاقة المصنع الإنتاجية تضاعفت ووصلت مع طاقة الخط الجديد إلى أكثر من 220.000»ألف كيس يومياً و«لو» وردت هذه الكميات يومياً لمعارض البيع والتوزيع المعتمدة أولاً بأول لغطت إحتياج السوق المحلية.وإلا ما الجدوى من فتح معارض كبيرة لمصنع عمران؟..نحن نعرف بأن القضاء على الإحتكار وتوفير مادة الأسمنت والحصول عليه بسهولة من أهداف فتح هذه المعارض التي لايصلها «6%» من الإنتاج الكلي اليومي.. فأين تذهب البقية؟.. ومن يتحكم ويتاجر بها؟!.أحياناً يبرر البعض أزمة الأسمنت لمواجهة متطلبات تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية هنا وهناك!! في الوقت الذي تباع كميات كبيرة تحت هذه «المسميات» لتجار «السوق السوداء»!!.. وإلا لماذا لايتم الرجوع لمعارض البيع والتوزيع بإعتبارها الجهة المعنية «المبيعات»وشراء الأسمنت منها!! بدلاً من «إدارة المصنع» التي تنتزع وتمارس صلاحيات «المعارض»!!.نحن أمام «مافيا أو «لوبي» فاسد يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إجهاض أي مشروع نهضوي وأي لفتة ومبادرة وطنية وإنسانية لرئيس الجمهورية.هذا «اللوبي» يتمركز في عمق النظام داخل الحكومة!! ينفذ أهدافاً وخططاً مناهضة لتوجهات وسياسات قيادة الدولة تارة يستخدمها القطاع الخاص!! وحيناً قوى وأطراف معارضة «وحاقدة» لنظام الرئيس/علي عبدالله صالح-داخل وخارج الوطن.فهل من الحكمة مثلاً.. الإستعداد للإنتخابات النيابية العامة بترك «الحبل على الغارب» للفاسد والتجارب وغيرهم ليعبثوا بالأوضاع الإقتصادية والمعيشية ويزيدوا من معاناة الناس من خلال تكريس الغلاء والإحتكار وكل ماله علاقة وصلة بتهديد الأمن القومي؟..وهل من الصواب الظهور على الملأ والإعلان أن «الأسعار عالمية»!! كما فعل رئيس الحكومة د/مجور أمام البرلمان الأسبوع الماضي والذي إنعكس إعلانه سلباً أدى إلى إرتفاع أسعار كافة المواد والسلع الغذائية ك«القمح والدقيق والأرز» وحتى «الزبادي» المصنع ب«حوبان تعز»!.نحن نقول ل«الطابور الخامس» الموجود داخل النظام.. بالله عليكم.. إلى أين تقودون هذا النظام؟.. ألاتدرون بأن الحريق إذا إشتعل فإنه سيطال الجميع داخل البيت «الواحد»-الذي هو «النظام»...صحيح البعض يراهن على منصب كبير ما في «النظام الجديد»فيما إذا أطيح بالنظام الحالي كما يعتقدون!! والبعض ربما قد أمن حياته ومعيشته في «الخارج»! والبعض «متوجس» منتظر ساعة التخلص منه وإيجاد البديل!!.-نقول لهؤلاء جميعاً الوطن بخير بوحدته وتماسك جبهته الداخلية وبمواقفه القومية وبرجاله المخلصين وبقواته المسلحة والأمن وبقيادته التاريخية و«المعارضة الوطنية البناءة».لاننكر.. هناك «طابور خامس» داخل النظام الحاكم!!..وهناك «مافيا القطاع الخاص» ومحسوبين على النظام!! وهناك «لوبي» فساد داخل الحكومة جميعهم منفذون مؤامرة «الفوضى الخلاقة» ضد النظام بقصد ودون قصد هؤلاء نرجو أن يكونوا «تحت المجهر»!.ولكن.. ليعلم الجميع... بأن الشعب إذا ثار فإنه لاولن يرحم أحداً!! .«فساعة الظلم ساعة،وساعة الحق إلى قيام الساعة»..«وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».صدق الله العظيم