- الأصبحي: الشاحنات القادمة من (البرح) تأتي في الليل وتُباع حمولتها على تجار بفارق السعر لاتزال الأسواق السوداء مفتوحة على مصراعيها لسماسرة الإسمنت، وأبواب المعارض الرسمية المخصصة للبيع توصد في وجه المواطن الذي يبحث عن بضعة أكياس لاستكمال مشروعه المتواضع، كبناء مسكن أو غيره. وفي الآونة الأخيرة تم تشكيل لجان ميدانية لمراقبة الأسعار بتوجيهات عليا، أخمدت العديد من المحاولات غير المشروعة لبيع الإسمنت في السوق السوداء. ففي هذا الصدد أكد/ عبدالباسط الكميم - مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة صنعاء، أن لجان مراقبة «أسعار الاسمنت التابعة للمكتب ضبطت الأربعاء الماضي العديد من الشاحنات القادمة من مصنع عمران وعلى متنها أكثر من (1000) كيس من مادة الإسمنت كانت في طريقها للبيع بطريقة مخالفة وغير مشروعة. وقال الكميم في تصريح ل«الجمهورية»: إن عملية المراقبة كانت بتوجيهات من رئيس الجمهورية بعد زيارته لمصنع عمران، وذلك بغرض فضح مكامن الفساد الذي استشرى مؤخراً ويحمل تبعاته المواطن.. وأشار إلى أن محافظة صنعاء تحتضن (6) معارض خاصة ببيع الإسمنت ويستوعب كل معرض أكثر من 14 ألف كيس وكل هذه الكميات تباع في أسواق ليلية على تجار مخصصين بفارق أسعار تصل إلى 400 ريال في الكيس الواحد ويتقاضى مديرو المعارض مبالغ مالية كرشاوى مقابل ذلك. وقال الكميم: إن عملية الفساد المستشري تبدأ من مصنع عمران حيث يتواطأ مسئولو المصنع مع مثل هذه المخالفات، حيث أحالوا المصنع من منتج إلى موزع ومسوق، وهناك عملية لوبي فساد فظيع يلعب بتجارة الإسمنت في اليمن بأكمله.. من جانبه قال سلطان الأصبحي - مدير مكتب الصناعة بمحافظة تعز: إن لجان المراقبة التابعة للمكتب أحالت خلال الأسبوع المنصرم أكثر من 20 مخالفة تتعلق ببيع الإسمنت بطرق غير مشروعة إلى النيابة وإيقاف أكثر من 17 وكيلاً تم ضبطهم بمخالفات واضحة منها عملية الاحتكار وتصريف مايمتلكونه من أكياس الإسمنت بطرق غير مشروعة.. وأضَاف الأصبحي: إن الشاحنات المحملة بمادة الإسمنت القادمة من مصنع (البرح) تأتي في وقت متأخر من الليل وعندما تباشر لجان المراقبة مهامها يتضح أن المعارض شبه خالية من أكياس الإسمنت حيث يتم بيعها على تجار بفارق أسعار ومثل هذه المخالفات سنبذل أقصى جهدنا للحد منها وسنحيل كل من يمارسها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.