أدلى الكويتيون أمس بأصواتهم في انتخابات مجلس الأمة الحادية عشرة، على نحو كبير وغير مسبوق تجاوز 80% نظرا لمشاركة المرأة ترشحا وتصويتا للمرة الأولى في تاريخ الكويت، فضلا عن مشاركة أبناء أسرة آل الصباح الحاكمة اقتراعا لأول مرة أيضا، فيما تتجه الترجيحات نحو فوز المعارضة الإسلامية والليبرالية، ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية اليوم.وأشارت التوقعات الأولية إلى "ان المرشحين الذين يمثلون المعارضة للحكومة سوف يحصلون على عدد كبير من المقاعد في المجلس، وخاصة ان الأصوات النسائية تتجه إلى المرشحين الإسلاميين في المناطق الخارجية، ما يعني ان المجلس سيشهد تحالفات بين التيارات للتصدي للحكومة".وقام عدد من أبناء أسرة آل الصباح بالتصويت في الانتخابات بشكل لافت، وقال وكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك الصباح بعد تصويته في الدائرة الانتخابية الجابرية إنه "يمارس حقا دستوريا" وتابع "نحن نؤمن بالديمقراطية وعلينا ان نشجعها"، وأضاف "إن تلفزيون الكويت نقل الانتخابات مباشرة على الهواء حتى ساعات فرز الأصوات وقد كلفنا أكثر من 150 مذيعا للقيام بالتغطية في كافة أجواء الانتخابات.من جانبه، ذكر رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح أثناء تفقده لإحدى الدوائر الانتخابية ان مشاركة النساء "أضفت روحا جديدة على مسيرة الديمقراطية في الكويت"، وكذلك أفاد وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح أن "الإقبال على الانتخابات التشريعية كبير جدا وغير مسبوق بسبب اقتراع النساء اللواتي يشاركن في انتخاب مجلس الأمة".وتابع "أخبرنا القضاة ان نسبة الإقبال كانت كبيرة جدا وهذه أول مرة يكون الإقبال بهذا الشكل وذلك بسبب مشاركة المرأة"، وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بعيد الظهر أمس "المرأة فازت اليوم في الاقتراع والحضور واعتقد ان هذا نجاح مهم للمرأة".من جهته، أعلن التلفزيون الكويتي الرسمي "ان نسبة المشاركة بلغت 40% بعد أربع ساعات فقط من بدء عمليات الاقتراع"، وفتحت أقلام الاقتراع أبوابها أمام المقترعين، حتى الثامنة مساء بتوقيت الكويت، في 94 مركزا انتخابيا موزعة بالمناصفة بين الرجال والنساء اللواتي يشكلن 57% من إجمالي الناخبين (195 ألف ناخبة من أصل 340 ألف ناخب).ويتنافس على مقاعد المجلس الخمسين 249 مرشحا بينهم 28 امرأة عاقدة العزم على استكمال التجربة رغم العقبات التي تحول دون أن تتمكن المرشحات من إلحاق الهزيمة بمنافسيهن من الرجال ومعظمهم من النواب السابقين الذين يسعون لإعادة انتخابهم.ويقول كثير من الخبراء إن "تصويت جماعات مثل الإسلاميين والقبائل المحافظة ذات النفوذ سيضر بفرص المرشحات لكن النساء المرشحات أنفسهن يقلن ان واحدة منهن على الأقل قد تفوز لأن النساء يشكلن 57 في المئة من الناخبين المسجلين وعددهم 340 ألفا".وعن أبرز معطيات الدوائر الانتخابية، فقد عرفت الدائرة ال21 بأنها "أم الدوائر" لأنها الأكبر بين الدوائر ال25 من حيث عدد الناخبين (30970 ناخبا، بينهم أكثر من 19 ألف امرأة)، أما الدائرة العاشرة التي تعد اكبر عدد من المرشحات (ست مرشحات من أصل 28 مرشحة في سائر الدوائر) وعدد الناخبات في هذه الدائرة يبلغ تقريبا ضعف عدد الناخبين الرجال، وسجل إقبال جيد في المناطق التي تعد معقلا للسلفيين الذين يعارضون منح المرأة حقوقها السياسية.وشهدت الدائرة الثالثة عشرة (الرميثة) أول اعتراض من المرشح عدنان عبد الصمد على احد القضاة لإلغائه صوت الناخبة (أم جاسم) لإبلاغها من دون قصد القاضي رغبتها بالتصويت للمرشح عدنان، ما يتناقض مع سرية التصويت وفق القانون، فتم إلغاء صوتها رغم اعتراض المرشح الذي قدم اعتراضا رسميا لرئيس اللجنة الانتخابية بذلك.ويتعين على المعارضة الفوز ب 34 مقعدا لتؤمن الأكثرية المطلقة، بما ان الوزراء يتمتعون بمقاعد في المجلس (16 عضوا في الحكومة كحد أقصى بحسب الدستور الثوره