توجه الملايين من اليمنيين إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية في اليمن، بعد إعلان الرئيس علي عبد الله صالح، تخليه عن السلط بعد 35 عاماً من الحكم، وذلك وسط انقسام بين مؤيد ومعارض لانتخاب عبد ربه منصور هادي المرشح التوافقي والوحيد. وفتحت مراكز الاقتراع في عموم محافظات اليمن عند الساعة الثامنة صباحا. وبلغ عدد الدوائر التي تم فتح مراكز الاقتراع فيها 293 دائرة من إجمالي 301 دائرة في عموم المحافظات. ولم تتمكن اللجان الانتخابية حتى اللحظة من ممارسة مهامها في عدد من مراكز الدوائر كما في عدد من دوائر محافظة الضالع ولحج وأبين وصعدة التي تعارض الانتخابات. ويصل إجمالي العاملين في كافة اللجان الانتخابية إلى 89 ألفا و892 عضواً، في حين يتولى أكثر من مائة وثلاثة آلاف ضابط وجندي من الجيش والأمن حماية اللجان والمراكز الانتخابية بما يكفل سير عملية الاقتراع في أجواء آمنة. وفي غضون ذلك أفادت اللجنة العليا للانتخابات بأنه تم استحداث نظام تقني خاص لربط مراكز الدوائر الانتخابية بمركز معلومات بيانات الناخبين في المقر الرئيسي للجنة العليا بهدف تمكين الناخبين المتواجدين في غير دوائرهم الانتخابية من الاقتراع. وخصصت لجان إضافية للنازحين من الحروب في شمال البلاد وجنوبها لتسجيل من بلغوا السن القانونية ولم يرد قيدهم في جداول الناخبين ومن ثم تمكينهم من المشاركة في الانتخابات اليوم اعتمادا على وثائق إثبات الهوية الشخصية. وتوقع وزير الداخلية في حكومة الوفاق اللواء عبد القادر قحطان حدوث إشكالات أمنية، لكنه تحدث في مؤتمر صحافي الإثنين عن "إجراءات وقائية" تنفذها وزارته لمواجهة أي جماعات تتجه لتنفيذ أعمال تحول دون ممارسة الناخبين حقهم في التعبير عن آرائهم. وتجري الانتخابات بموجب المبادرة الخليجية لانتقال السلطة التي وقعها صالح في الرياض في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أشهر من التظاهرات المطالبة بإنهاء حكمه. ورغم أن الانتخابات الرئاسية المبكرة لانتخاب هادي تحظى بدعم دولي، لنقل السلطة بشكل سلمي، يواجه انتخابه معارضة داخلية من جانب الثوار و(الحراك الجنوبي) والحوثيين، الذين يعتبرونه انقلاباً على الثورة. وتحول هادي خلال عامٍ من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام من رجل عسكري متحدر من جنوباليمن، إلى رجل توافقي بعد أن حظي بثقة المعارضة لإدارة المرحلة الانتقالية في اليمن المحددة بعامين. وقال صالح البدش أحد المؤيدين للانتخابات "يتطلّع اليمنيون اليوم إلى تغيير حقيقي من خلال انتخاب رئيس للمرة الأولى بحرية تامة ودون سابق معرفة بالنتائج كما درجت عليها الانتخابات السابقة رغم وجود محاولات لإفشالها". وبدوره قال علي جاحز، أحد المحسوبين على جماعة الحوثيين "المشير عبد ربه منصور هادي أصبح رئيساً لليمن سواء اقترعنا أم لم نقترع.. وهذا ما لا يختلف عليه اثنان.. ونتمنى له كل التوفيق في خدمة اليمن وعزته". وأضاف "لكنني لن أنتخب.. لأجل اليمن وكرامة اليمن.. ولست قلقاً على اليمن من فشل هذه المسرحية التي تستهدف سيادة اليمن واستقلاله.. لأن فشل الانتخابات لا يعني أن هادي سيفشل في أن يكون رئيساً.. بل يعني أن المؤامرة وما يترتب عليها مستقبلاً ستفشل". ويقود عبد الله الخولاني حملة في ساحة التغيير بصنعاء تدعو إلى مقاطعة الانتخابات. وقال في بيان صحافي "سندعو يوم 25 فبراير/ شباط إلى ثورة مضادة للانتخابات لأن المبادرة مؤامرة على الشعب اليمني"، مشيراً إلى "معارضة الكثيرين للانتخابات مثل الحوثيين والحراك الجنوبي وشباب الثورة". وقال ان الاعتصام مستمر حتى يتم بناء الدولة اليمنية الحديثة وإنهاء حكم العسكر. وفي مقابل جموع الرافضين لانتخاب هادي تقود مجاميع من أحزاب المؤتمر الشعبي العام والمعارضة حملة لتشجيع الناس في عموم المحافظات على الانتخابات.