ياالله دخيلك الأزمات تحاصرنا من كل جانب، دربكة في العراق وشربكة في إيران وانين في الشام وطنين في البحرين وتعالت أصوات الجلبة هذه الأيام في الإمارات بعد التصريحات النارية لقائد الأمن في إمارة دبي الفريق ضاحي الخلفان، موجها نيرانه للشيخ يوسف القرضاوي ولتنظيم الإخوان المسلمين، فالقرقعة امتدت في كل مكان من أرجاء الوطن العربي والمثل يقول: «ما فيه قرقعة إلا وراها صرقعة» والأنظمة العربية خيّم عليها الوجوم، منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر ولا علم لنا إلا ما علمتنا الولاياتالمتحدة الأميركية، فالبيت الأبيض الأميركي هو من يعطي شهادة الوفاة لهذا النظام وشهادة الميلاد للنظام الآخر وهو من يكتب صكوك البراءة لهذه الدولة أو صحيفة الاتهام لتلك الدولة وتتلو علينا تلك الصكوك الأحزاب والتنظيمات السياسية النائمة والتي تستيقظ فجأة لأداء تلك المهمة بتكليف من الولاياتالمتحدة بعد أن اختارتها بعناية فائقة حسب معايير القدرة على إيصال الرسالة للجماهير وتطويعها لهضم عباراتها بسهولة ويسر ودون مناقشة. قبل فترة صرح الشيخ يوسف القرضاوي تصريحا غارقا بالثقة حيث قال في تصريحه «إن الثورات العربية خرجت من عباءتي»، فإذا كانت الثورات تخرج من عباءة الشيخ القرضاوي وتتم مباركتها من الولاياتالمتحدة فمعنى ذلك أن عباءة الشيخ تتمتع بثقة واحترام الأميركان، لذلك لا ألوم الفريق ضاحي الخلفان حينما يستبد به القلق على بلاده فالعباءة التي تصنع ثورة لابد أن يكون صاحبها في حديثه يعني ما يقول لا كحديث الفرزدق لصاحبه جرير، ورجل بمكانة القرضاوي الذي ارتجت لحديثه قيادات الإخوان المسلمين في كل مكان لا يمكن ان يؤخذ كلامه على أنه مزحة فقد أصبح فضيلته أحد شيوخ الحرب والسلم إن شاء أشعل الثورة وإن شاء أطفأها وضاحي الخلفان بصفته قائدا امنيا كبيرا لا شك انه يدرك مقاصد أحاديث احد أهم شيوخ الإخوان ويدرك ما يخفيه تحت عباءته. وفي تصوري فإن عام 2012 سيكون عام الهرج والمرج خليجيا يقوده طائفة من الإخوان وطائفة من السلف وسيثور بينهما غبار المساجلات وسينضم إلى الطرفين من كان يقف على الحياد من تلك المجاميع الشعبية التي ليس لها قائد ولا خطاب واضح المعالم فلا سبيل لتلك الجماهير سوى الانضمام لأحد تلك الأجنحة فالخطاب الإسلامي لا تستطيع أن تواجهه إلا بخطاب إسلامي مماثل، فإذا جنح الإخوان فعليك بالسلف والعكس صحيح، فقادة الطرفين استطاعوا أن يحققوا شعبية ونجومية طاغية في أوساط الجماهير وخدمهم في ذلك الإعلام كثيرا باستمالة الناس إليهم وكما قال كارل ماركس: «الدين أفيون الشعوب» فعندما يتحول رجل الدين إلى رجل سياسة فإنه يستثمر شعبيته في نشر أفكاره السياسية بسهوله كونها جزءا من الدين ويتحول من داعية بلا أجندة سياسية إلى سياسي بحقيبة انقلابية ولكل إسلامي عباءته ولا ندري ماذا تخبئ، فقوة وتأثير كل عباءة في إحداث التغيير مرهون برضا ودعم الولاياتالمتحدة فالأميركان يعرفون مقامات العبي والعمائم في العالم الإسلامي، فقد أفل نجم أصحاب البدل والكرافتات المزركشة منذ بداية الثمانينيات. * ناشر ورئيس تحرير الخط الأحمر