اسفرت مواجهات بين السلفيين والمتمردين الحوثيين الشيعة في شمال اليمن عن 16 قتيلا على الاقل خلال الايام الماضية، بحسبما افادت مصادر من الطرفين. ويتبادل الطرفان الاتهامات بتلقي دعم مالي وعسكري من السعودية وإيران. ويثير قلق السعودية تواجد المتمردين الشيعة عند حدودها الجنوبية وقادت فيما سبق تحركا عسكريا واسعا ضدهم. ويتهم السلفيون وأوساط يمنية اخرى المتمردين الزيديين الشيعة بالتبعية لايران ويعتبرون أنهم يحاولون ايجاد موطئ قدم ايراني في اليمن. وقال محمد عبدالسلام المتحدت باسم الحوثيين ان “اربعة من رجالنا قتلوا واصيب ستة آخرون بجروح في معارك السبت مع ميليشيات السلفيين في كتاف” شرق محافظة صعدة الشمالية ومعقل الحوثيين. واكد عبدالسلام ان الحوثيين “يسيطرون على الوضع” بعد هذه المعارك التي قال ان “ميليشيات تعمل لحساب السعودية اطلقتها”. ونفى عبدالسلام حصول الحوثيين على اي دعم من ايران، وقال “هذه اتهامات مكررة ولا اساس لها”. من جهته، قال سرور الوادعي المتحدث باسم السلفيين في منطقة دماج بصعدة ان “مناوشات تجري بين حين وآخر بين السلفيين والحوثيين خصوصا في محافظة حجة (شمال) وفي دماج”، وهي منطقة تعد معقلا للسلفيين وسط الحوثيين. وقال “قتل 12 شخصا من جانبنا خلال الايام الثلاثة الماضية جراء الاعتداءات التي تقوم بها مجموعة الحوثي لمحاولة التمدد في محافظة حجة وبعض المحافظات مثل مأرب والجوف”. الا ان الوادعي ذكر بان خسارة الحوثيين في هذه المعارك بلغت 18 قتيلا. وكان السلفيون والحوثيون تواجهوا في معارك عنيفة نهاية 2011 ما اسفر عن مقتل العشرات من الطرفين. وفي كانون الثاني/يناير الماضي قتل 20 مقاتلا في مواجهات بين الطرفين في شمال غرب البلاد كما شهد كانون الاول/ديسمبر مواجهات بين الحوثيين والسلفيين في دماج جنوب صعدة. وكان الحوثيون تمردوا في 2004 ضد التهميش الذي يقولون انهم ضحيته في المستويات السياسية والاجتماعية والدينية. وخلفت معاركهم مع الجيش آلاف القتلى قبل وقف اطلاق النار في شباط/فبراير 2010. ومنذ ذلك الحين استغلوا ضعف السلطة المركزية بسبب حركة احتجاج شعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح بدات في كانون الثاني/يناير 2011، لتشديد سيطرتهم على بعض مناطق شمال البلاد. وبشكل عام تزايد عدد الاعتداءات الانتحارية منذ رحيل صالح من السلطة التي تولاها نائبه السابق عبد ربه هادي منصور. وفي 21 ايار/مايو قتل نحو مئة عسكري واصيب نحو 300 آخرون بجروح حين فجر احد رفاقهم نفسه فيهم اثناء تدريب تحضيرا لعرض عسكري.