دعا وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي القوى السياسية الى الوصول لمصالحة حقيقية قبل تظاهرات حاشدة للمعارضة 30 يونيو والتي ستطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، قائلا إن الجيش قرر التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع. ووجه السيسي، تحذيراً شديد اللهجة الى كافة الأصوات التي علت في الآونة الأخيرة مهددة المجتمع باللجوء الى العنف لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية، وقمع المعارضة بتأكيده على أن القوات المسلحة على وعي كامل بكل ما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل، لأنها تعمل بتجرد وحياد كامل وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم، لافتاً إلى أن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي، إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها «تحتم عليها التدخل» لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين، أو الفتنة الطائفية، أو انهيار مؤسسات الدولة. ووجه السيسي خلال ندوة عقدت بمسرح الجلاء للقوات المسلحة أمس رسائل مباشرة إلى المصريين للاحتكام للعقل، وقال في معرض وصفه للوضع الراهن ان هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع، ويخطئ من يعتقد أن هذه الحالة في مصلحة المجتمع، ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومي المصري، مؤكداً في الوقت نفسه «يخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه».
إرادة الشعب كما أكد السيسي أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية وهي جزء من أدبيات وأخلاق القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويخطئ من يعتقد بأنه بأي حال من الأحوال يستطيع الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها، مشيراً الى أن «إرادة الشعب هي التي تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة».. ونحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن ان نسمح بالتعدي على إرادة الشعب. وفي اشارة مباشرة الى بعض أحداث العنف والاشتباكات التي شهدتها بعض المدن اخيراً، ورسائل التهديد التي وردت على لسان بعض قيادات التيارات الاسلامية بقيام «ثورة اسلامية»، والرد على المعارضة بعبارات مثل «اللي يرشنا بالماء نرشه بالدم» والتي جاءت تلميحاً أو تصريحاً في مليونية التيارات الاسلامية الجمعة الماضي، قال السيسي: ليس من المروءة أن نصمت أمام ترويع أو تخويف أهلنا المصريين والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر في وجود جيشه.
الاساءات ورداً على تصريحات طالت الجيش، أدلى بها القيادي الاخواني محمد البلتاجي سخر فيها من عودة الجيش الى الحياة السياسية، وأثارت حالة من الاستياء، قال السيسي: الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه هي إساءة للوطنية، والشعب المصري بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه، محذراً من أن القوات المسلحة لن تقف صامتة بعد الآن أمام أي إساءة قد توجه للجيش. وختم السيسي كلمته مناشداً الجميع باسم القوات المسلحة، دون أي مزايدات، لإيجاد صيغة تفاهم وتواصل ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا أسبوع يمكن أن يتحقق فيه الكثير، أي قبل يوم 30 يونيو الذي أطلقت عليه المعارضة «يوم رحيل مرسي».