يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري, إلى العاصمة المصرية القاهرة غداً الأحد, في زيارة هي الاولي من نوعها, يقوم بها مسؤول أميركي كبير لمصر منذ قيام ثورة 30 يونيو. وتأتي زيارة كيري قبل ساعات من بدء محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي, التي تبدأ صباح الاثنين المقبل, وفي ظل توتر واضطراب تشهده العلاقات الأميركية – المصرية, وهي علاقات كانت توصف حتى أسابيع قليلة مضت بأنها استراتيجية، وجاء التوتر على خلفية الموقف الأميركي المتردد من ثورة 30 يونيو, والداعم لجماعة الإخوان المسلمين. كما تأتي الزيارة في أعقاب استقبال القاهرة, لمدير المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال "فيكسلاف كوندراسكو", الذي تباحث مع كبار المسؤولين العسكريين المصريين حول إمدادات روسية لمصر بالسلاح, عوضاً عن صفقة أسلحة أميركية. وكانت الإدارة الأميركية, قد أوقفت تسليمها للجيش المصري الشهر الماضي العتاد العسكري، ما أربك حسابات واشنطن, وفقا لتقديرات خبراء بالسياسة الدولية, بسبب التقارب الروسي المصري. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس, ل "العربية.نت", أن زيارة كيري لمصر تأتي بعد بوادر ومؤشرات التقارب الروسي المصري, ما أثار قلقاً أميركياً، خاصة بعدما أثير مؤخرا, من أحاديث بجلسة مجلس النواب الأميركي, بخصوص تدهور العلاقات الأميركية مع مصر. واستبعد الدكتور جمال سلامة ارتباط زيارة كيري بمحاكمة مرسي, أو الحشد الإخواني والعنف ضد الدولة المصرية. مشيراً إلى أن أنصار المعزول أنفسهم, قد يستغلون هذه الزيارة, كفرصة لاستعراض حشودهم وتخريب المزيد من المرافق العامة, لإظهار مصر دولة غير آمنة بدون مرسي. ومن جهته، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية, ل "العربية نت"، أن زيارة كيري لمصر, تأتي في ظل الشد والجذب والتوتر الكبير في العلاقات ما بين الإدارة الأميركية والمصرية، وتهدف الزيارة للمزيد من التفاهم, وإزالة التوتر بينهما. الاتصالات مستمرة رغم تعليق المساعدات وأضاف الدكتور سلامة, أن الولاياتالمتحدة راجعت قراراتها الأخيرة, بشأن تجنيب جزء كبير من المساعدات العسكرية لمصر, ولأول مرة منذ عام 1980، ولفت إلى استمرار الاتصالات بين البلدين, رغم قرار تعليق المساعدات العسكرية لمصر، فلم تنقطع الاتصالات بين وزيري الدفاع الأميركي والمصري، فضلاً عن التصريحات الرسمية التي صدرت مؤخراً عن البيت الأبيض والخارجية الأميركية, دعماً لمصر في حملتها الكبيرة على الإرهاب. من ناحيته، نفى السفير الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "المصري اليوم", مساء الجمعة، أي علاقة بين زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للقاهرة ومحاكمة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، التي تبدأ بعد غدا الاثنين. وقال "عبد العاطي"، إن زيارة "كيري" تأتي ضمن جولة له, تشمل عددا من دول الشرق الأوسط, وتمثل مصر أول محطاته بهذه الجولة. وكانت مصادر بمطار القاهرة الدولي قد كشفت, في وقت سابق, عن وصول وفد أميركي يضم خمسة من كبار الدبلوماسيين الأميركان, برئاسة "جعفر دياب", على متن طائرة ألمانية قادمة من واشنطن, لترتيب برنامج زيارة كيري للعاصمة المصرية.