وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء الأحد إلى الرياض قادما من القاهرة، في زيارة تهدف إلى محاولة احتواء التوتر مع السعودية على خلفية الملفات السورية والإيرانية والمصرية. وتندرج زيارة كيري في إطار جولة إقليمية تستمر 11 يوما بدأها الأحد بزيارة القاهرة. وأعلن كيري في العاصمة المصرية أنه ربما تكون بين الولاياتالمتحدة والسعودية خلافات حول سوريا، ولكنها تتعلق بما سماه التكتيك وليس بالهدف، وهو انتقال السلطة في هذا البلد. وكان كيري أنهى مساء الأحد زيارة قصيرة للقاهرة، هي الأولى منذ انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي، طالب أثناءها السلطات المؤقتة في مصر بعدم تمديد حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ أغسطس/آب الماضي. والتقى كيري في زيارته الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، كما التقى نظيره المصري نبيل فهمى وعددا من ممثلي منظمات المجتمع المدني، حيث بحث آخر تطورات الوضع في مصر والمنطقة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية يرافق كيري إلى الرياض، إن الوزير الأميركي طالب السلطات المصرية المؤقتة بعدم تمديد حالة الطوارئ، التي يفترض أن تنتهي في أواسط الشهر الجاري. ودعا كيري -في أول زيارة لمصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي- إلى إجراء محاكمات نزيهة وشفافة لجميع المدنيين، ووصف القاهرة بأنها شريك مهم، مؤكدا أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر يجب ألا تحددها مساعدات بل شراكة سياسية واقتصادية. وأكد في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بالقاهرة أن الولاياتالمتحدة مستمرة في تقديم الدعم الذي تحتاجه مصر، لتأمين الحدود ومكافحة "الإرهاب"، وشدد في الوقت نفسه على أن تعليق بعض المساعدات ليس عقابا وإنما انعكاس لسياسات وقوانين داخلية في الولاياتالمتحدة. وتوترت العلاقات بين واشنطنوالقاهرة منذ الإطاحة بمرسي، حيث أسفر التعامل الأمني مع الحراك المناهض للانقلاب عن مقتل وإصابة الآلاف من أنصار مرسي، كما شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة في صفوف الإخوان المسلمين وأنصار مرسي. وأعلنت واشنطن في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنها جمدت مبلغ 260 مليون دولار من المساعدات المقدَّمة للجيش المصري والبالغة 1.3 مليار دولار سنويا. وأثار توقيت زيارة كيري جدلا على الساحة المصرية بالنظر إلى كونها تأتي قبل يوم واحد من انعقاد أولى جلسات محاكمة مرسي وقيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على قتل متظاهرين أمام قصر الاتحادية، فيما أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أنه لا يوجد رابط بين الزيارة والمحاكمة. ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ الإطاحة به، بعد أن قضى عاما فقط في السلطة، ومن المقرر أن يحاكم يوم الاثنين مع 14 آخرين من كبار قيادات جماعة الإخوان بتهمة التحريض على العنف.