وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الأحد الى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين في أول زيارة إلى مصر منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي. وتأتي هذه الزيارة عشية بدء محاكمة الرئيس الذي عزلته القوات المسلحة. وعقب ذلك اعلنت الولاياتالمتحدة تعليق بعض مساعداتها لها على اثر الاطاحة بأول رئيس منتخب ديموقراطيا في مصر. خارطة الطريق ومن المتوقع أن يلتقي كيري خلال زيارته نظيره المصري نبيل فهمي والرئيس المؤقت عدلي منصور وقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي. وستتركز محادثاتهم على العملية الانتقالية السياسية الواردة في خارطة الطريق التي وضعها العسكريون.
وسيدعو كيري السلطات الجديدة الى أن تكون هذه العملية الانتقالية "ديموقراطية" وان "تشمل كل الاطراف"، بحسب مسؤول كبير في الخارجية الاميركية.
في هذه الأثناء تواصل السلطات ملاحقة لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي. وقتل اكثر من الف شخص -في غالبيتهم من المتظاهرين المؤيدين لمرسي- منذ عزله، واوقفت السلطات حوالى الفي شخص بينهم كل قيادات الاخوان المسلمين تقريبا.
وسيلتقي كيري الذي سيمضي ست ساعات في القاهرة، ايضا بعض فعاليات المجتمع المدني ويتباحث معهم في لقاءات مغلقة بشان هواجس المدافعين عن حقوق الانسان. وتنص خارطة الطريق على تنظيم استفتاء على دستور جديد للبلاد تجري صياغته حاليا ثم انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول منتصف 2014.
وايدت الولاياتالمتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية رئاسة سلف مرسي --الرئيس حسني مبارك الذي اطيح اثر حركة احتجاج شعبية في بداية 2011-- ما جعل من اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان حليفا قويا للمحافظة على الاستقرار في المنطقة المضطربة.
من مصر إلى السعودية هذا ويصل كيري الى الرياض مساء الاحد في اعقاب اهتزاز ثقة ابرز حليف لواشنطن في المنطقة اثر تحولات في السياسة الأميركية. ومن المتوقع ان يلتقي كيري العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لتخفبف حدة التوتر بين الحليفين ومرده الخلافات حول إيران وسوريا خصوصا.
وتشهد العلاقات الأميركية السعودية فتورًا رغم نفي واشنطن، بسبب الملف السوري والتقارب الأميركي مع ايران. كما ادى تردي العلاقات التي بدات ابان الثلاثينات الى اعلان السعودية رفض مقعد في مجلس الامن الدولي.
وقد اعلنت الرياض في 18 تشرين الاول (اكتوبر) رفضها مقعدا غير دائم في خطوة غير مسبوقة بهدف الاحتجاج على "عجز" المجلس وبالتالي واشنطن ايضا، ازاء النزاع السوري. ويأخذ السعوديون على حلفائهم الأميركيين عدم قيامهم بضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.