تشهد أمانة العاصمة ومحافظات يمنية اخرى أزمة خانقة في المشتقات النفطية منذ عدة أيام، بعد أن أوقفت محطات الوقود خدماتها للمواطنين بسبب نفاد الكميات المخصصة لها من قبل شركة النفط. وقال مدير عام شركة النفط اليمنية في الأمانة، علي الطايفي، إن الشركة قامت بضخ كميات إضافية من المشتقات النفطية إلى الأسواق لتفادى زيادة الطلب. وأوضح مسؤل في شركة النفط إن هناك لجانا مشتركة مع الداخلية مرافقة للقاطرات التي توزّع الوقود على المحطات لمراقبتها واتخاذ الإجراء المناسب حيال المحطات المخالفة. وأشار إلى أن اللجان قامت بإغلاق محطة واحدة مخالفة حتى مساء أمس الثلاثاء في أمانة العاصمة، مشيراً إلى عودة الاستقرار إلى ا لسوق خلال اليومين القادمين. ونقل موقع "26 سبتمبر" عن مصدر حكومي قوله إن الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع السلطات المحلية والجهات المختصة ستنفذ خلال الأيام المقبلة حملة أمنية شاملة لضبط محطات الوقود في المحافظات التي تتلاعب وتحتكر المشتقات النفطية. وبحسب الطايفي «الحملة قامت بإغلاق محطة واحدة مخالفة حتى مساء أمس الثلاثاء في أمانة العاصمة» مشيرا إلى عودة الاستقرار إلى السوق خلال اليومين القادمين. وأرجع المصدر الحكومي الأزمة الحاصلة في نقص المشتقات النفطية إلى الاحتكار والتلاعب الذي يقوم به ضعفاء النفوس من مالكي المحطات بغرض الكسب غير المشروع من خلال بيعها في الأسواق السوداء وخلق أزمة مفتعلة وحالة من عدم الاستقرار في توزيع المشتقات النفطية خاصة مادة الديزل التي يتزايد عليها الطلب يوما بعد يوم. وشوهدت طوابير من السيارات خلال الأيام الماضية مصطفة أمام محطات تزويد الوقود بعد تصريحات وزير المالية صخر الوجيه في البرلمان، الأسبوع الماضي، حول الأوضاع المالية الصعبة التي تعانيها حكومة الوفاق. الوزير، الذي طرح أربعة خيارات لمعالجة الوضع المالي الصعب للحكومة، أحدها تحرير أسعار المشتقات النفطية. معتبراً أن هذا الخيار، والذي يتجنّب الجميع الحديث عنه هو الأنسب، وأنه «الخيار المُر الذي سيُخرج اليمن من هذه الأزمة». وسائل الإعلام بدورها تناقلت هذا الخيار؛ كونه يمسّ حياة المواطن بشكل كبير على أنه أمر نافذ وأن الجرعة قادمة قبل أن يأتي نفي الحكومة الذي جاء متأخراً؛ عدم نية الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وأثار هذا التصريح حالة من السخط في أوساط المواطنين، ودفع الكثير وبنوع من الهلع إلى التزود بكميات كبيرة من البنزين أدت إلى شحة المعروض في الأسواق وتزاحم السيارات أمام محطات الوقود. وبالرغم من نفي الحكومة والتأكيدات المستمرة لمسؤولي شركة النفط بتوافر المشتقات النفطية وبكميات اضافية لا تزال الأزمة قائمة. أما فيما يخص مادة الديزل التي يُعاني سوق الوقود من انعدامها وبصورة مستمرة منذ فترة كبيرة تجاوزت الأشهر ولم تستطع الشركة وضع حد لذلك. ويعاني الكثير من المواطنين صعوبة في الحصول على احتياجهم من مادة الديزل من محطات الوقود بطرق رسمية. ويتوافر الديزل بشكل دائم في الأسواق السوداء الذي يلجأ إليه المواطنون كخيار مر، حيث يصل سعر الدبة 20 لتراً من الديزل في هذه السوق إلى خمسة آلاف ريال، قد تتراجع في حال توافره إلى ثلاثة آلاف ريال.