في حديث جانبي بيني وبعض أعضاء الحوار الوطني جاء ذكر أمين العاصمة (هلال) فقال أحد المتحاورين من ممثلي المؤتمر الشعبي العام معلقا: (هذا هو الرجل المتهم بالنزاهة) . وأصدقكم القول أنني وقفت مشدوهاً أمام هذا الوصف الذي يحمل الكثير خلف كلماته إذ كلنا يعرف القاعدة القانونية القائلة ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) فهل نحتاج إلى أدلة تثبت نزاهة (هلال) كونها تهمة موجهة إليه لا حقيقة موجودة فيه. لا أجدني مهتماً بنفي نزاهة (هلال) أو إثباتها وإن شهد في ذلك ( شاهد من اهلها ) بقدر اهتمامي بإثبات حذلقته وتذاكيه وهو يبرر رفضه لرفع صور الشهداء على لوحة حديقة ( 21 مارس 2011 الفرقة سابقاً ) بقوله :(الوفاء لشهداء الثورة ليس برفع صورة بل بنصب تذكاري يخلد دورهما التاريخي وسيكون داخل الحديقة ) فهل يمكن لشخص رفض أن يرى الشهداء صوراً وعناوين أن يقبلهم نُصُباً ومضامين . ولا أقول هذا سوء ظن فيه بل قراءة واعية لمسيرته العريقة في التحذلق والتذاكي ويكفي دليلاً على ذلك شهادة العزيز أحمد الشلفي حول رسالة (هلال) بالاستقالة من المؤتمر والانضمام للثورة ثم تراجعه عنها بعد ربع ساعة فقط. المثير في تصريح الهلالي سالف الذكر هو محاولته المكشوفة لمقايضة الثوار بشأن النصب التذكاري الذي زعم تخليد الشهداء من خلاله حين (اكد ان عملية الاتفاق التي تمت في اليمن وميزت التجربة اليمنية عن غيرها سيكون لها حضور بمجسمات في الحديقة) . ولا أدري هل سيحقق هذه العبارة بنصب تذكاري يخلد فيه ( الزعيم ) وهو يسلم السلطة بصورة ( سلمية) وكأن الشهداء قتلوا في تزاحم جماهيري لحضور مباراة كرة قدم لا سَحقاً تحت جنازير الرغبة (الصالحية) المتشبثة بالسلطة مهما بلغت الأثمان أم ماذا ؟!! ختاماً أرجو أن لا يتضايق أمين العاصمة من هذه السطور تماماً كما أتمنى أن لا يتضايق من تصريحي الذي طالبته فيه ( ان يكف عن تقديم نفسه كنسخة مكرورة من أدوات وكروت نظام صالح المحترقة ) فأنا في كل ذلك لم أزد على أن أكدت صدق الولاء الذي يكنه في نفسه ل(الزعيم) والذي صرح به أمام العالم عاتباً على كل من يشكك فيه أو ينتقص منه بقوله في رسالته الشهيرة ل(صالح) يومها:(نعم، قد يخطى الإنسان ويقصر في عمله وطبيعي أن يتعرض للنقد والمحاسبة إلا التشكيك في الولاء فأعتبر نفسي قد تجاوزت هذا الامتحان منذ مايتجاوز 24 سنة ومررنا بمنعطفات ومواقف اختبر فيها الرجال وجربت قناعتهم فكنا معكم بالحب والتفاني والإخلاص قناعة لا نفاقا ومصالح). وتبقى الثورة أكبر من حدبقة تُشيّد. والشهداء أعظم من لوحة تُعلّق , أو تذكار يُنصب . لكن الثائر دوماً وأبداً ليس بالخب ولا الخب يخدعه.