على الرغم من مكانتها التاريخية وارتباطها الوثيق بمسيرة الشعب اليمني ونضاله وكفاحه المرير من أجل الحرية ومقاومة الظلم والاستبداد ، إلا أنها اليوم تتعرض للتهدم والزوال دون أن يلتفت إليها أحد. وسط صمت رهيب من الجهات المعنية ، ومناشدات من الأهالي والسكان لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الثقافة للتدخل لإنقاذ ما تبقى منها. قلعة رداع التاريخية ذات الشهرة العسكرية التي صممت كحماية للمدينة من أي معتدي ، بنيت كتحفة رائعة واثر جمالي نادر ونموذج فريد ومتميز لفن العمارة الحربية اليمنية الأصيلة. ويقال بأنه تم تشيدها في عهد الملك " شمر يهرعش" وتم تجديدها في عهد "عامر بن عبد الوهاب الطاهري "، وتعتبر من أشهر المواقع الأثرية والتاريخية في اليمن. تقع قلعة رداع وسط المدنية وهي أعلى مكان في مدينة رداع, وتعتبر ثاني أهم موقع في رداع بعد قمة جبل " أحرم " ويعود بناؤها إلى عهد الملك الحميري "شمر يهرعش" سنة 243 ميلادي قبل الإسلام. وقام بترميمها وإعادة بنائها لاحقاً الملك عامر بن عبدا لوهاب الطاهري. ذكرت في نقش النصر في مأرب في القرن السابع قبل الميلاد كما ذكرت أيضاً في نقش القيصر في القرن الثالث الميلادي. الجزء العلوي منها حميري يعود بناؤه للدولة الحميرية، والذي يليه طاهري يعود بناؤه للدولة الطاهرية والجزء الأخير الذي تخرب وأنهار يعود بناؤه لعهد الإمام يحيى حميد الدين الذي جعل منه سجن للثوار الأحرار، وأستمر سجن حتى مطلع التسعينات من القرن الماضي. أكد وكيل محافظة البيضاء لشؤون مديريات قطاع رداع الدكتور سنان مقبل جرعون أن الوضع الحالي لقلعة رداع التاريخية خطير جداً وينذر بكارثة وشيكة قد تحل بها إن لم يتم تلافيها بالترميم في أسرع وقت، مضيفاً أن أسوار القلعة وبعض مرافقها أصبحت سيئة للغاية ومعرضة للسقوط في أي لحظة لا سيما ونحن هذه الأيام في موسم الأمطار الذي يجعها أكثر عرضة للانهيار بسبب عدم وجود قنوات لتصريف المياه. وأضاف الوكيل جرعون وخلال زيارتنا التفقدية لحجم الأضرار التي لحقت بالقلعة وجدنا أن هناك تشققات كثيرة تحت الأسوار تصل إليها مياه الأمطار مما يجعل تلك الأسوار مهددة بالانهيار في أي لحظة فقمنا بمخاطبة قيادة المحافظة و وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار بأكثر من مذكرة حول ضرورة تلافي خطر إنهيار قلعة رداع التاريخية وقمنا بتكرار تلك المذكرات نظرا لعدم وجود موازنه لدينا في قطاع رداع لمواجهة هذه المشكلة. * إنهيار الجزء الغربي والبوابة الرئيسية للقلعة. - استيقظ أبناء مدينة رداع فجر يوم السبت الموافق 1/سبتمبر من العام الماضي على وقع خبر تعرض أجزاء من قلعة رداع التاريخية للانهيار جراء تسرب مياه الأمطار وإهمال أعمال الصيانة والترميم. حيث تهدم الجانب الغربي والبوابة الرئيسية للقلعة التاريخية بسبب تسرب المياه الناجمة عن هطول الأمطار منذ فترة طويلة في ظل اهمال الترميم و الصيانة، حيث ما تزال الأجزاء الأخرى من القلعة مهددة بالتهدم إذا لم يتم سرعه ترميمها فضلا عن المخاطر التي تتهدد أهالي البيوت المجاورة لها. ردود الافعال باشرت الفرق الفنية الميدانية المختصة عملها برفع تقرير حول الإضرار الناتجة التي تعرضت قلعة رداع التاريخية بمحافظة البيضاء منها الجانب الغربي والبوابة الرئيسية لها جراء تسرب مياه الأمطار وإهمال أعمال الصيانة والترميم لها. أوضح القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني أن الفرق سيقوم بتقييم الإضرار واقتراح الحلول العاجلة الممكنة لإيقاف أية انهيارات المستقبلية في قلعة رداع التاريخية. وأشار المهندس السياني إلى أنه وفق توجهات معالي وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل منذوق قد بداء البحث عن مصادر وتمويلات جديدة لإعادة القلعة والأماكن والمعالم الأثرية والتاريخية بمدينة رداع . أراء المواطنين وعلق مواطنون عن سبب العزوف عن زيارة القلعة يعود لتحويلها الى سجن (يسجنون فيه المواطنين) بدلاً من أن تكون مزاراً لهم ولذلك ارتبطت بعنصر الخوف مع جيل آبائنا والان تسكنها ثلة من العساكر وكأنها منطقة عسكرية وليست تاريخ يجب إظهاره للأحفاد ليتعرفوا على تاريخ الأجداد. مضيفين أن المسئولية يتحملها كل أصحاب القرار ذوي الصلة بالموضوع من وزارة الآثار إلى مجلس الوزراء الى رئاسة الجمهورية، لان هذا تاريخنا، العالم كله يهتم بآثارنا ويدعمنا لكي نهتم بآثارنا ونحن للأسف نضع في الآثار من لا يقدر الآثار وإلا أين الهيئة العامة للأثار ..لماذا لا تتحرك أو تستقيل. مؤكدين أن الإهمال الذي حصل للقلعة من سابق، ثم التفرج على القلعة وهي تهدم، ثم جعل القلعة مغلقة لكل هذا الزمن بدون أن يتعرف المواطن على تاريخه وحضارته، جريمة، لابد من التحقيق فيها ولابد من معرفة من المسئول عن ذلك.. ثم وجهوا رسالة إلى الجهات المعنية لماذا لا تحاولون أن تسجلوا لكم تاريخ بترميم القلعة، وإلا سنقول للأجيال هؤلاء هم سبب العبث بتاريخنا هؤلاء الذين لعنوا تاريخهم بإهمالهم ، هؤلاء الذين شنقوا الحضارة ورموها وراء ظهورهم.. من جهته أكد مدير عام مكتب الآثار بمحافظة البيضاء المهندس يحيى النصيري أن دور مكتب الآثار في حماية قلعة رداع هو قيامه بترميمات جزئية للجدران العلوية وسقوف النوب التي كانت تشكل خطرا كبيرا يهدد المنازل المحيطة بها.مشيراً أن ما تعرضت له قلعة رداع التاريخية من انهيار للجزء الغربي في سبتمبر 2012م والذي يرجع سببه لأمرين : الأول: احتجاز تصريف مياه الأمطار. الثاني: دخول الجنود إليها بعد خروج القاعدة منها واستخدامهم للمياه بشكل عشوائي وبدون تقنين أدى إلى تسرب المياه إلى تحت السور الغربي مما أدى إلى سقوطه بعد ذلك. فقمنا على الفور بإنزال لجنة هندسية واثرية قامت بحصر الإضرار ورفع تقرير شامل حول ذلك سلمنا منه نسخة للأخ المحافظ ونسخة للأخ الوكيل ونسخة لوزير الثقافة، ولا أبالغ اذا قلت لكب إني دفعت تكاليف اللجنة من جيبي الخاص ولما تدفع لي الهيئة حتى ألان ما قدمته، لم يقتصر الأمر على ذلك بل قمنا برفع اكثر من مذكره لبعض الجهات مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية. ولليونسكو.مضيفاً أن سقوط الجزء الغربي كان في شهر 9 من العام الماضي وكانت الموازنة المركزية للحكومة قد أقرت حينها لذلك لم يدخل فيها تكاليف ترميم القلعة ونظرا لشحة الإمكانيات المحلية للمحافظة ولرداع نسعى جاهدين إلى رصد اكبر مبلغ لترميمها في موازنة العام القادم بمبلغ 20 مليون ريال يمني، ولا يزال السعي جاري للبحث عن جهة تتبنى الترميم والصيانة لها. وحول مكانة القلعة ضمن اهتمامات الهيئة العامة للأثار وهل هناك فترات زمنية تم فيها ترميم القلعة، أكد النصيري أن الآثار في اليمن كلها تحتل مكانة هامة في خطط الهيئة وتسعى للهيئة لترميمها لكن المعيق هي وزارة المالية لأنها كل ما طلبنا منها اعتماد للترميم ترفضن بل أن ميزانية الهيئة العامة للأثار للعام الجاري 2013م 90 مليون فقط ولا تكفي لمشروع واحد، موضحاً أن قلعة رداع مرت بأربع مراحل تم فيها ترميم الأجزاء العلوية للقلعة النوب التي كانت تشكل خطر كبير، لكنها توقفت منذ عام 2008م وحتى اليوم مركزياً والمشكلة أنه لا يوجد لدينا تمويل من السلطة المحلية . وفي ذات السياق قال مدير مكتب السياحة برداع الاستاذ قاسم عشيش أنه لا يوجد أي دور يذكر لمكتب السياحة في قلعة رداع وعلى الرغم من ذلك عندما تعرضت القلعة للانهيار بادر البعض بالإشارة بأصابع الاتهام إلى مكتب السياحة أين دوره ونود التوضيح هنا أن القلعة بيد مكتب الاثار مثلها مثل العامرية وبقية المعالم الأثرية في رداع.، بل حتى مجرد الدخول إليها لا أستطيع إلا بصعوبة جداً.مشيراً إلى إن هناك مشروع ودراسة تم إعدادها من قبل مكتب السياحة بالمحافظة وذلك لاستغلال القلعة سياحياً من قبل أحد المستثمرين لجعلها متنفساً سياحياً لدعم السياحة لكن الإحداث الأخيرة التي مرت بها رداع وسيطرة مسلحي القاعدة عليها مطلع العام الماضي ومن ثم دخول الجنود إليها عرقل ذلك.