هذا عنوان افتتاحية صحيفة الثوري الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني ، تبدأ الصحيفة بالقول "لمن يريد الاعتبار فإن نصف البلاد احتفل الثلاثاء الماضي بذكرى الانشقاق الغاضب والاضطراري لحكومة علي سالم البيض عام 1994 في مسعى أخير منها لحماية مواطنيها من الحرب الإجرامية التي شنها نظام على عبد الله صالح على رأس حلف من جماعات الإرهاب الديني ومراكز النفوذ القبلية والعسكرية". على الصفحة الأولى من الصحيفة حديث عن "مهرجان سياسي ضخم لأنصار الحراك في عدن "وفيه أيضا" ولجأ علي البيض يوم 21 مايو 1994 إلى إحياء الشخصية القانونية للجمهورية التي كانت ألغتها اتفاقية الوحدة وذلك بعد الحرب التي شنتها ....... الخ " على ذات الصفحة حديث جميل للدكتور ياسين نعمان يحذر من تفكك الجنوب ويدعو الشباب الجنوبي للخروج من حالة الغضب إلى حالة التفكير، وهي دعوة في نظري واعية تتناقض تقريبا مع النصف الأعلى من الصفحة. دعونا نتذكر.. في أول اجتماع للمكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والذي والذي تشكل بعد الحرب وبدون القيادة التي قادت الحرب واعلنت الانفصال ، صدر عن الاجتماع ردا على إعلان المبادئ الذي كانت قد أعلنته قيادة الخارج وقد جاء في هذا البيان الرد التالي : 1-أن إعلان المبادئ يعتبر حلقة خطيرة من حلقات النشاطات غير الشرعية التي تمت وتتم باسم الحزب شانها شان الانفصال. 2-أن الافكار الواردة فية خارجة عن الخط السياسي للحزب ولا تستهدق وحدة الحزب فحسب بل تستهدف ايضا تمزيق اليمن. 3-أن الحديث مجددا نياية عن شطر في اليمن وادارة الظهر لهموم بقية احزاء البلاد هو استمرار للعقلية نفسها التي رفضت نتائج الانتخابات العامة وتمترست بالكيان الشطري السابق وتحايلت على وثيقة العهد والاتفاق واعلنت فصل البلاد وساهمت في جر اليمن الى كارثة ، الامر الذي يعني أن اعادة الوضع الى سابق عهدة لا يمكن ان يكون في خدمة المصلحة الوطنية لأن الاتجاة نحو فصل شطري اليمن يعني خلق حالة من العداء والتمزق بين ابناء الشعب الواحد وهدر الطاقات وتوجية الموارد الوطنية للتسلح وللمواجهة بدل التنمية والبناء وبالتالي اقحام قوى خارجية في الحلافات السياسية الداخلية والدفع بالبلاد نحو مصير قاتم . حسنا لنتذكر أيضا : في 25تموز/يوليو1994عقد الحزب الاشتراكي اليمني - قيادة الداخل اجتماعا وهذا بعض ماخرجت بة : 1- إدانة الانفصال كعمل غير وطني وغير دستوري ويخالف برنامج الحزب وتوجهاته . 2- احترام الشرعية الدستورية والتقيد بنتائج انتخابات 1993. 3-رفض أي صيغة تدعوالى قيام معارضة سياسية تتخذ من الخارج مركزا لها أو ممولا لنشاطاتها . 4-رفض العنف كوسيلة لمعالحة الخلافات السياسية . ثمة أشياء كثيرة وموثقة أيضا تقول بإن الحزب الاشتراكي وبعد الحرب مباشرة لم يكن يعتقد أن فكرة الانفصال اضطرارية وأنها كانت المسعى الأخير لحماية أبناء الجنوب أو أنها كانت لإعادة الشخصية القانونية للجمهورية التي ألغتها الوحدة كما تقول صحيفة الثوري في افتتاحيتها اليوم . ثمة استغلال كبير للوهج الشعبي في الجنوب أعمى ربما أطرافا في الحزب الاشتراكي ، وأقول أطرافا لأن المشهد السياسي المتضارب للحزب يعكس هذه الصورة - لقراءة التاريخ بطريقة مغايرة عما كان يقرأه في 94م وهذه الطريقة في نظري ليست محل احترام الكثير من أبناء الجنوب و ربما الكثير من شباب الحزب الاشتراكي نفسه. القضية الجنوبية - أيا كان السقف الذي تتحدث به - أكبر من أن تتحول إلى ميدان للنزق السياسي واستعراض الخطابات ودعدغة مشاعر المظلومين. سيكون على المفكر الكبير ياسين نعمان أن يطلب أيضا من رفاقه في الثوري أن يخرجوا من حالة الغضب المصطنع إلى حالة التفكير الجاد في زحزحة القضايا باتجاه المستقبل وليس الحنين إلى الماضي. تحية لشباب الحزب الاشتراكي الذين يبحثون عن مستقبل آمن ، وهم كثير كما أعرف.