(1) تجربة «العدالة والتنمية » في تركيا.. هل تقبل أن تتكرر في اليمن؟؟.. المسألة ليست صعبة أو بعيدة المنال، فقد نجح الحزب خلال ثماني سنوات فقط! من حكمهِ في مضاعفة الدخل ثلاث مرات، وأعاد الثقة للاقتصاد، وثبَّت سعر الصرف ل الليرة التركية وأعاد لها الاحترام، وأصبح الدولار بليرة ونصف الليرة بعد أن كان بخمس عشرة ألف ليرة! (2) الاهتمام بالصناعة المحلية ، التحدي الذي يواجهنا في المستقبل؟.. إذا تجوّلتَ في الأسواق ستجد المنتج التركي هو السائد، وهو الأغلى سعراً لأنه الأجود والأفضل .. النظام سيد الموقف، والنظافة والتنسيق عنوان الشوارع في تركيا.. وأينما تجولتَ في شوارع «إسطنبول » مثلاً لا تقع عينك إلا على الورد والمسطحات الخضراء، ولا يؤذي بصرَك منظرٌ قبيح.. مناطق الترفيه منتشرة.. وألعاب الأطفال المتنوعة منتشرة في كل مكان، وبالمجان.. (3) عندما التقيت برئيس شباب حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وجدته شابا عمره في العشرينيات ، فتذكرت حينها كم من شيخ يقود دوائر الشباب والطلاب في أحزابنا!! ، سألته عن سبب تقدم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات وعن سر قبوله في أوساط الشارع التركي؟ فكانت إجابته مذهلة عندما أخبرني أنهم يتعاملون مع أحاسيس الناس!! ، بينما لاتزال الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي لا تغطي مطالب واحتياجات الناس المادية - فضلا عن أحاسيسهم المعنوية" (4) عندما يفتعل بعض المتشددين من التيارات والأحزاب السياسية في بلداننا العربية صراعات في الهُوية، نجد أن الشعوب العربية قد حسمت هويتها عندما اختارت الإسلام دينها والعربية لغتها الرسمية. أنظر إلى بلد إسلامي كتركيا يعيش انفصاماً عن هُويته وذلك بانتشار اللادينيين وكثرة مناظر التفسُّخ والسُفور الأخلاقي، فأجد حزب العدالة والتنمية الإسلامي ممثلا بزعيمه رجب طيب أردوغان يغض الطرف عن صراع الهُوية ومرجعية الدولة متجهاً نحو هدفٍ أسمى فأجده يجيب على مفكر كويتي عندما سأله عن رأيه في مناظر السفور بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم، فأجابه بالآتي: المناظر اللاأخلاقية كانت موجودة وهي موجودة وستظل موجودة في المستقبل، نحن يجب أن ننتقل إلى مشاريع أخطر وأهم مثل اقتصاد تركيا كيف ننهض به وكيف سنتحكم به، فإذا تحكمنا بالاقتصاد أصبح التركي ورانا يثق بنا ويصوت لنا، أما عن هذه المظاهر الذي تتحدث عنها أما تعلم أنه أيام البعثة المحمدية أيام محمد صلى الله عليه وسلم أيام نزول الوحي المكي، كانت في مكة صاحبات الرايات - بيوت للدعارة - وهذا السقوط في مكة كان يشوفه صلى الله عليه وسلم فكان لايلقي لذلك اهتماما بل كان اهتمامه كيف يقيم الدولة، فنحن الآن اهتمامنا كيف نكوّن أنفسنا ونقوي اقتصادنا ونغشى البرلمان ونتحكّم في الإعلام ثم ما رأيت فإنه سيذوب بعد ذلك.