من يتابع تطورات مشكلة صعدة منذ البداية سيصل إلى نتيجة واحدة: الحوثيين لديهم مشروع كهونتي متخلف وصغير ولكنهم رغم مزاعم الدجل كالشعار المتخلف ذاك لا يجرؤون على مصارحة الشعب اليمني بمشروعهم، ولسبب بسيط ان الشعب اليمني لن يقبل مشاريع هذا نوعها. واحدة من أساليبهم التي لمستها أثناء زيارتي إلى صعدة ضمن لجنة دماج، فلسفة القسوة مع محيطهم القبلي. يلجأون إلى القوة والترويع للقبائل بهدف إخضاعهم.. سياسة القسوة والعنف التي ينتهجها الحوثيين ستجبر كثير من القبائل على الخضوع إلى ما يسمى أنصار الله، أو هذا الخط الغير واضح... وحقيقة الآن نشهده تمدد كل يوم خارج صعدة أو المظلومية أو المكان الذي حدثت فيه المشكلة، وعموما تجاوز الحوثيين تجاوز الحوثييين لمكان المظلومية والبدأ بالتوسيع واضح ويعني أن المشكلة ليست فقط مظلومية، بل مشروع متمدد. قبل شهور كنا نتحدث عن إنتهاكات حوثية مريعة لحقوق الإنسان، وكان الرد حينها من مقربين لهم أن هذه مجرد أخطاء، هناك من إلتمس لهم العذر وهناك من فضل الصمت. ما يسمونها أخطاء، حتى وإن كانت أخطاء، فهي أخطاء غير قابلة للإصلاح، كونها في الأصل ممارسات، والتبرير لها بأنها أخطاء، مغالطة أو عدم وعي بالمشكلة أو إستثمار للوقت فحسب. الخطأ إستثناء وليس نهج سيطرة هيمنة بالقوة وفرض ثقافة أصولية على المناطق التي يتمكنون من فرض نفوذهم عليها، أداة القوة والقسوة والترويع، من الأدوات العنيفة التي ترفضها من حيث المبدأ كل القيم الأخلاقية والإنسانية.. وعموما الحوثيين يرفضونها ويصنفونها أنها أمريكية وهذا قمة الجهل وعدم المعرفة بكيفية إنبثاقها أولا، وثانيا لأنها الشيء الوحيد الذي دافع عنهم من نظام صالح اساسا. ************ لا يوجد مثقفين حقيقيين في إطار الحوثية، أقصد مثقفين بالمعنى العام وبالمعنى الموضوعي للمثقف المتنور الحداثي، كل محتواها مجموعة من المتنطعين الذين تلقوا تعليم أصولي في حوزات مغلقة فكريا، حول فكرة دوجماطيقية ( كالأثنى عشرية)، وبالتالي مهما كبرت وأتسعت جغرافيتها، وفي داخلها غياب فكري حديث ومسافة هائلة مع الحداثة لا يمكنها موضوعا أن تشارك في مشروع حديث. ويمكن مقارنة الجماعة بحزب الإصلاح على سبيل المثال، كل المؤشرات تقول أن الإصلاح في داخله تيارات تسعى للحداثة والمدنية فعلا ونعرفها ومدركة. أما جماعة مغلقة وقطيعية كهذه، ورغم أنه يعوزها الكثير في داخلها، لا تتورع عن طرح افكار كالدولة المدنية التي لا تؤمن بها، وهذا ما لا نفهمه. فقط تزايد من طرح افكار كفكرة الدولة المدنية، أو الحديث عن الدولة الديمقراطية، مع أنها كذلك، ومع ان ملهمتها الدولة الإيرانية، هي الدولة الوحيدة على وجه البسيطة الباقية كدولة ثيوقراطية، وهذا قمة الفهلوة. كل المعطيات تؤكد أن كل ما تبشر به الجماعة تلك لا يوجد في داخلها رافعة فكرية وثقافية تعززه، بل العكس هو الصحيح، جماعة رايدكالية متخلفة ومغلقة فكريا من الداخل، وهذا النوع من الجماعات مهما رفعت شعارات حديثه، وفي داخلها هذا الخام المركب من التخلف لا يمكن التعويل عليها بأي حال من الاحوال، بل التعويل عليها ضرب من الغباء. *من صفحة الكاتب على الفيس بوك