إن هذه الأمة يغسل الله عارها اليوم بدماء شهدائها، فلا تلوثوا أنفسكم بانصرافكم عن متابعة أخباره وأخبار أهله إلى متابعة الرخيص من مناكر الأقوال والأفعال فتُحرَموا شرف التطهر به. كارثة سوريا أو مُصاب سوريا التي تعصف بأمتنا الإسلامية هذه الأيام كشفت أقنعة كثيرة، وأماطت اللثام عن الكثيرين ممن يزعم أنه من أمتنا الإسلامية وهو في الحقيقة عدو متربص بها، يتظاهر بالإسلام ويصلي مع المؤمنين أحيانا بكسل، ويرائي ببعض الأذكار وشعائر الإسلام ليوهم السذج أنه جزء من جسد هذه الأمة. هؤلاء هم في الحقيقة (جراثيم) تعيش في الجسد الإسلامي، لتوهنه وتضعفه خدمة لأسيادها من (أهل الكتاب)، إذا وجدت فرصة للنيل من أهل الإسلام لم يتوانوا ولم يتأخروا، بل يبحثون عن كل مصيبة تقع على المسلمين ليظهروا الشماتة بهم، {إن تصبكم سيئة يفرحوا بها} ، وإذا أصاب المسلمين عز ونصر أصابهم الهم والحزن!!. هذه الفئة تجدها منبهرة باليهود والنصارى، تتمنى الانتماء اليهم، وتفتخر بالاتصال بهم والاعتزاز بهم، ولاؤهم (للكفار) وبراؤهم من (المؤمنين)!!، بل وتحرض (اليهود) على ضرب المؤمنين الموحدين وقتال المجاهدين الصادقين، ثم بعد هذا يشهدون الشهادتين!! أقلامهم سيوف موجهة لصفوف المجاهدين، ألسنتهم حداد على أهل الدين والدعاة الصادقين، مقالاتهم تنشر في جرائد بني صهيون، وتتصدر شبكاتهم الإلكترونية، وتنشر بين أشد الناس عداوة للذين آمنوا لترفع معنوياتهم، فهم إخوان وأولياء يقودهم إبليس في جيش الشياطين. هؤلاء منتشرون في وسائل الإعلام، ومؤسسات التعليم، ودهاليز السياسة، هم الطابور الخامس، وهم عملاء بني صهيون المدسوسون في عالمنا الإسلامي، يغيظهم أن يروا المسلمين على قلب واحد، يحاولون بكل طاقاتهم إثارة الفرقة بين أبناء هذه الأمة {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة } فيضربون بلداً ببلد وشعبا بشعب، ويذكرون بخلافات قديمة ليحرشوا بين المسلمين، كما فعل إمامهم (شاس بن قيس)، والمصيبة أنه {وفيكم سماعون}. قلوبهم مريضة بحب (الشهوات) مليئة بظلمات (الشبهات)، تفوح منهم رائحة الفواحش، ويشككون في ثوابت الأمة ومعتقداتها، ثم بعد هذا يزعمون أنهم حريصون على الإسلام وأهله. لا يرفعون رؤوسهم ولا يصرحون بخبثهم إلا اذا رأوا في المسلمين ضعفا وذلا، فاذا رأوا قوة في المسلمين أخرسوا يبحثون عن المغانم والمكاسب، يزعمون دوما أنه لن يكون هناك أي نصر للمسلمين، ويسخرون من بشارات النصر النبوية، ويحاولون إقناع الجماهير أنه لا عز لهذه الأمة إلا إذا اتبعت اليهود والنصارى. يهولون من قدرة الكافرين، ويكذبون في قراءة الأحداث، ويزورون التاريخ كذبا وبهتانا ليفتوا من عضد الأمة ويوهنوها، إرجافهم بات مكشوفا، وكذبهم صار مفضوحا، قصده أن تستسلم الأمة لأعدائها، لكنهم في النهاية سيهزمون، وسيلعنهم اللاعنون، فهذه سنة الله في الخلق {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ,ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا }.