أن تُدرك الأشياء على غير ما هي عليه فهذا يسمى جهل مركب، وان لا تدرك الأشياء بالخالص أهون من أن تدرك على غير حقيقتها، ففي إدراك الأشياء على غير حقيقتها لا يستبعد أن يكون هناك طرف يريدها أن تدرك بالطريقة المغلوطة لأنه يقيس الأشياء وفق مصالحه الخاصة. طاولة الحوار الوطني تنتظر العديد من القضايا بغرض إيجاد الحل الجذري لها، والخطوة الأولى لحل القضايا التي تؤرق المجتمع اليمني هو طرحها كما هي في الواقع وكما هي في المجتمع الذي يعاني ويتألم منها، وهو الذي يطالب بحلها ويلح على ذلك حتى يتخلص من جراحاته وآلامه. ما يلاحظ أن هناك بعض الأخطاء أو بالأصح خطأ مركب إزاء بعض القضايا في النهاية نجد أن الجرح توسع بعكس المأمول وهو تضميده. القضية في صعدة هي الإنسان المسحوق وليس قضية الحوثي الذي كان عامل مساعد في سحق الإنسان الصعدي واليمني بشكل عام باعتبار أن هناك العديد من المحافظات قدمت تضحيات كبيره من نوع حياة إنسان كريم يعول أسرة بكاملها بعكس ما ينظر البعض ويتصور. على أي أساس يتصور البعض أن إرضاء عبده الحوثي هو حل لقضية صعدة، هل لأنه متمرد على دولة؟ أم لأنه يقتات من زكاة الفقراء ويمول أتباعه المتمردين من الخُمس؟ أم لأنه تسبب في حرب أهلكت الحرث والنسل في صعدة تحت مبرر لا يرقى إلى درجة أن يغفر له من كان ينعم بفاكهة الرمان الصعدي ناهيك عن جرائم إنسانية وخسائر اقتصادية ومحاولة لشق الاصطفاف الوطني؟ أم لأنه الجريح عن طريق الخطأ الذي تم علاجه في مستشفى 48 بالسواد؟ أم لأنه طعن الثورة السلمية من الخلف؟. لحل قضية صعدة حلا جذريا يجب أن نضع الحوثي وصالح في مربع واحد ونسألهم لماذا نشبت الحرب بين جماعة يقف على رأسها الحوثي وممولها علي صالح؟ حرب كان فيها القرار الأول والأخير للمسة زر تلفون دون أن يأخذ أي اعتبار لقضية وطن وإنسان، أكيد كل طرف سيتهم الآخر ويختلق أدلة وبراهين، والحقيقة انه تم سحق بني ادم بأضحوكة الموت لليهود والأمريكان، والنتيجة تاجر السلاح محافظ لصعدة والحوثي الحاكم الفعلي يجمع الزكاة والخُمس ويضطهد أبناءها ويتخذ من الحرب التي يقودها في حجة والجوف خطوط دفاع أولى عن جرائمه في صعده. عندما نطرح قضية صعدة يجب أن نطرح قضية أكثر من ثلاثين ألف قتيل وأكثر من مائة ألف أسرة نازحة، كانوا ضحية حرب لم تعرف أسبابها الحقيقية حتى الآن، ولا نسمع إلا اتهامات متبادلة بين طرف محصن في جبال صعده ينعم بالزكاة والخُمس، وطرف آخر محصن بترسانة عسكرية قيل أنها أنشئت لحماية الوطن. عندما نطرح قضية صعدة يجب أن نطرح قضية أُسر هجرت من منازلها تحت سلطة الحرب وأخرى تحت سلطة الحوثي الذي يريد أن يبني دولته على دماء أبناء صعده الأبرياء كما حاول أن يتخذ دماء شهداء الثورة أداة لتصفية حساباته مع المعارضة ودول الجوار. الأهالي نت..