في مسيرة راجلة انطلقت من جولة مذبح بشارع الستين الغربي كان حسين الأحمر في مقدمة المشاركين إلى جوار كبير الأسرة "صادق" التي وصلت إلى منزل الرئيس عبدربه منصور هادي لأداء "البيعة" له بعد أيام قلائل من انتخابه رئيسا توافقيا في فبراير 2012م. وسط لفيف من المشائخ القبليين قطع الوريث "الأرشد" لتركة "الشيخ" وإلى جواره الابن الأصغر "حسين" كيلو متر أو تزيد مشيا على أقدامهم، مستعرضين أمام العدسات "مدنية" القبيلة وروحهم "الشبابية" لتكون الرحلة "القاحلة" أول خطى الشاب حسين وآل بيته نحو البيت الرئاسي.. وسط الغبار وحرارة الشمس وزحمة الشيلان والخيزران خاب أمل حسين في لقاء "الرئيس" الذي رأى أن الأصلح الخروج لاستقبال "البيعة" إلى حوش منزله وإلقاء بعض الكلمات على الحاضرين، لم يكن حسين من بين من حالفهم الحظ في الدخول إلى "القصر"، حضر صادق فبطل حسين، على الأقل لأن الأول محتزم "جنبية الوالد". لم يفوت حسين "المولد" فعاد بعد أيام إلى "القصر" ليقدم "الولاء" للرئيس، ليس باسم قبيلة "حاشد" أو عشيرة "العصيمات" لكن بجلباب "مجلس التضامن الوطني" الذي يلبسه منذ عهد صالح. سارع مجلس التضامن إلى إعلان تأييد الثورة الشبابية ونصب أول خيمة كبيرة بساحة التغيير بصنعاء، وأفصح يومئذ عن روحه الشبابية وأن الشباب هم من سيقودون المرحلة القادمة وأنه لن يتولى ومعه جميع إخوته أي منصب في نظام ما بعد صالح، ليعود بعد توقيع المبادرة التي قال إن مجلسه لعب دورا في مبادرات مماثلة وفي إنجاح المبادرة معتبرا نفسه أحد الشباب الثائر وأن له ما لهم من حقوق. أعلن القبيلي عزمه تصنيع "بالطو" جديد لدعم المبادرة الخليجية رغم منعه من دخول القاعة الملكية التي شهدت توقيعها بالرياض. ورغم تأييده المتكرر للمبادرة السعودية عقد الفتى مؤتمرا صحفيا وشن هجوما لاذعا على الرئيس هادي، وقال يومئذ أن هادي يتعامل بآليات صالح ويعيد إنتاج نظامه. ومن يومها وحسين يهرول في طريق معاكس أو مختلف عن وجهة إخوته الأكبر منه. تحدثت معلومات الأسبوع الماضي عن زيارة حسين إلى إيران عبر ترانزيت الإمارات، لا يستبعد أن يفعل ذلك فقد فعل من قبل وزار طرابلس وحمل على ظهره شوالات من أموال القذافي المخصصة لزعزعة أمن السعودية والغزو المسلح على آل سعود. لا مشكلة لدى حسين في ركوب الموجه ومجاراة مراهقاته في العودة إلى أحضان ولاة نعمة "البيت الأحمر" والارتماء على أبواب قصور آل سعود والمحافظة على شعرات وحبال علاقاتهم بإخوته. ومنذ تشكيل حكومة الوفاق التي رفضتها "طيرمانة" التضامن مبكرا بدأ القبيلي طريقه نحو آل البيت، عبر سادات الحق الإلهي في الولاية والشرف مستندا إلى تجربته في دخول قصور الرؤساء والملوك. قدم الشيخ أحد أولاده عربونا في حوزات المسيرة القرآنية ومدارس ال"حسين" قبل أن يقود ومعه حسن زيد وساطة بين جماعة الحوثي وسلفيو دماج، وقيل أن صادق الأحمر علق على تلك الوساطة بقوله "الحسن والحسين عيعفطوا الشغلة"!! حسين القبيلي لقي ترحيبا يليق بقبيلي مثله لدى أتباع "السيدي". لم يدرك الشاب الفارق الكبير بين ابن رسول الله وابن الشيخ والبعد العنصري بين حسين السيد وحسين القبيلي. يرفض ويعارض حسين حكومة الوفاق والرئيس وهو الأمر ذاته الذي لا يخفيه أتباع الحوثي ويتطابق مع موقف طهران.. ينطبق العداء ذاته في العلاقة مع السعودية التي قد لا ترفض استقبال حسين مجددا ولن ترفض مد يدها إلى جماعة حسين الحوثي.. ربما يجد حسين سماطة سعودية تصلح أن تكون عمامة!. الأسبوع الماضي رفع حسين الأحمر شعار الموت وتحدث عن السفير الأمريكي والوصاية الأمريكية، وهو الشعار الذي يقتل الشعب اليمني ويمازح الشعب الأمريكي. أطلق شعارات الحوثية من قلب السلطة التشريعية أقدس سلطات الجمهورية اليمنية.. وعاد إلى حضور جلسات البرلمان التي لا يعرفها ولا تعرفه منذ سنين. لقد ترك "الجني" اللي يعرفه وذهب إلى "الإنسي" اللي ما يعرفه، ونكث بوصية والده، وتجاهل قاعدة القبيلة اللي تقول "أنا عدو ابن عمي، وأنا عدو من يعاديه"!!