اعتبر الكاتب العربي المعروف ورئيس تحرير صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن/ عبد الباري عطوان.. اعتبر انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى تقسم اليمن لدويلات سيكون لعنة على اليمنيين وأن التاريخ لن يرحمهم. وهاجم المحلل السياسي عطوان, المطالبين بانفصال الجنوب اليمني, مؤكداً أن ما يحصل في اليمن هو تآمر دولي لغرض تمزيق اليمن وتشتيتها، متهماً دولة عربية مجاورة بمحاولة السيطرة على اليمن وتحويلها لإمارة تابعة لها أو إمارة تابعة للدولة الفارسية. وقال عطوان في مقال له ممتدحاً اليمن "للكتابة عن اليمن شجون.. فهي مهد العروبة وأهلها أهل الحكمة.. وبلادها بلدة طيبة ورب غفور.. وهم الأنصار وأهل الإيمان, إذا سألت عن الكرم فهم أهله وإذا بحث عن القلوب الطيبة فهم أهلها.. لا يشعر غريب بغربة ولا مقيم بمهانة.. لديهم أكثر من مليون لاجئ والدولة معترفة بهم وهم يسيحون بالبلاد بطولها وعرضها.. بينما دول لا تعترف باللاجئين بها أو تسمح لهم بمغادرة مخيماتهم وتتسول دول العالم للإنفاق عليهم.. بينما باليمن اللاجئ والمهاجر والمقيم وبن البلد سواء مادام وهم داخل اليمن.. لك مني التحية ولأهلك السلام. وأضاف: لا أدري كيف يراسلني أبناء وأحبة من اليمن ويردونني أؤيد مطالبهم بانفصال الجنوب ويسمونه دولة الجنوب العربي.. حتي اسم اليمن أسقطوه من الإسم.. لا أدري كيف يريدون مني أن أدعم مطالبهم وأنا أرى حجم المؤامرات على اليمن من كل جانب.. لو سلّمنا وانفصل الجنوب.. إلي أين سيتجه.. هل إلي الخليج وجناح قادته السابقين التي استثماراتهم بالمليارات بالخليج وأبراج دبي تشهد بذلك.. أم يتجهون إلى إيران وهي تجعل اليمن الآن نصب عينها وتعتبرها البوابة الجنوبية والممر الآمن للوصول إلى قلب الجزيرة العربية وبسط نفوذها.. وخاصه وأن جناحا منهم الآن مدعوم وبقوة من إيران وقناتين فضائيتين تدار بأموال إيرانية وبرامج إيرانية.. أم يتجهون إلي أمراء طوائف وعصابات لتهريب المخدرات والممنوعات إلى دول الجوار.. ام أتباعاً لمشروع تمزيق الممزق أصلاً. وأكد أن عروبته وقوميته تمنعانه أن يكون شاهد زور أو داعما لتمزيق أي بقعة في أي أرض عربية.. فكيف إذا كان الأمر يتعلق باليمن أم الحضارات حسب تعبيره. وأضاف عطوان: صحيح أن الجنوب قد ظلم بفعل سياسات خاطئة مورست من النظام البائد الذي دمر الجنوب ودمّر قبل ذلك الشمال, وحوّل اليمن إلي إقطاعية عائلية.. ولكن ليس هذا مبرراً لتقسم اليمن وخاصة وإن ثورة فبراير 2011 أسقطت مشروع العائلة وأعادت اليمن للجميع وقيادة الدولة الآن مع أبناء الجنوب.. فليس من العقل والمنطق أن ينفصلوا الآن وهم أساس الحكم.. إنما عليهم أن يقدموا مشروعا حضاريا لليمن وأن يرى أبناء الشمال في حكمهم العدالة والإخاء. وأفاد بأنه لا يتمني أن ينتهي مؤتمر الحوار الوطني إلى تقسم اليمن إلى دويلات فإن ذلك –حد قوله- سيكون لعنة عليهم والتاريخ لن يرحمهم.. لا مانع من صلاحيات واسعة للمحافظات وقانون صارم للعدالة وشفافية في الحقوق والواجبات وإعطاء المناصب للكفاءات بدون وساطة أو قبيلة أو عائلة. وأوضح بأن الانفصال يعني إعادة تجربة السودان وإعادة التقاتل بين الشمال والجنوب وإذا حصل سيقسم المقسم إلي أكثر من أسداس وأسباع وسيضيع الشعب والدولة والقيم والأخلاق.. وتساءل: هل سيدرك الحكماء باليمن سواء بالشمال أو الجنوب أهمية بقاء اليمن موحداً وأهمية بنائه وفق معايير عالمية فبلادهم مهيئة أن تكون سنغافورة أو كوريا ومواردهم لا تقل عن جيرانهم وثروتهم البشرية تكفي للخليج كامله وليس لليمن فقط... هل يدركون سعة شواطئهم أكثر من الفين كم مربع بها أدفأ المياه وتجمع أسماك العالم.. هل يدركون أهمية ميناء عدن الذي كان ثاني أكبر ميناء بالعالم بعد ميناء نيويورك أيام بريطانيا.. هل يدركون أنهم يتحكمون بأهم منفذ بحري عالمي وبهم يكون أمن العرب والقرن الإفريقي.. هل يدركون قوله تعالي بلدة طيبة ورب غفور.