قبل أيام أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي توجيهاته إلى الحكومة بالعمل على تنفيذ النقاط ال(20) التي أقرتها اللجنة الفنية للحوار، والنقاط ال(11) التي أقرها فريق القضية الجنوبية. وأهمية هذا التوجيه كونه يشير إلى أن هناك جدية لحل القضايا الوطنية العالقة والانتقال من لغة الكلام إلى لغة الفعل والعمل. وفي هذا السياق لاشك أن الرئيس هادي حريص بأن يريح ضميره ويشعر أنه ينظر لكل اليمنيين بعين واحدة. ولذلك من المتوقع أن يصدر توجيهاته أيضاً بشأن معالجة المظلوميات الوظيفية والحقوقية الخاصة بالذين لم تشملهم النقاط ال(20) أو النقاط ال(11)، باعتبارهم مواطنين يمنيين لهم ما لغيرهم من الحقوق وعليهم ما على غيرهم من الواجبات. وبالتأكيد هناك من سيسأل لماذا "بعين واحدة"؟. وللتوضيح فالمقصود بالعين الواحدة هنا هو التساوي، حيث تتعامل العينين مع ما يدور أمامها بنفس مقاييس الرؤية فتكون العينين بمثابة عين واحدة. أما إذا استخدمت إحدى العينين لرؤية جزء محدد من المشهد واستخدمت العين الأخرى لرؤية الجزء الآخر، فإن هذا يعكس حالة من الخلل المقصود الذي ينتج صورة مهزوزة ومشوهة وغير واضحة المعالم. وبالطبع عندما يكون الخلل في الرؤية غير مقصود ولكنه واقع ومعمول به فإن ذلك يعني أن صاحب العينين يعاني من ( حَوَل) والحول أو الانحراف البصري هو في الغالب مرض طبيعي (خلقي) يحتاج من صاحبه البحث عن العلاج الأمثل.