آلجوُّ خانق ؟ الجوّ خانق والليل رصّ صفوفه والبدر آبق والهمُّ ضيفٌ لا يفارق والفائضاتُ من المحاجرِ كالمحارق الجوّ خانق والقلبُ منشغلٌ وضائق أيّ الدروبِ لأيِّ دربٍ يَنقُلُ وبأيِّ أيٍّ يافؤادي تُشغلُ لا شيء يحتملُ السُرى هذي المصائِبُ تُثْقِلُ وجهاتك الشّتى منافذها مآزق ستظلُّ تطلبُ نسمةً* والجوّ خانق من أمسك الماضي يلاحقك الشتات وبيومك المغبرُّ يصفعكَ الفوات وغداً يصيحُ وقد أمِلْتَ بربحه لا لست آت شُدَّتْ مُناكَ على المشانق ولذا تراكَ على لظًى والجوُّ خانق لا يابن من فتحوا البلادُ وحطموا صلب القيود لا يُطلبُ التحليقُ ويحكَ بالقعود لاتُدرك الآمالُ بالعبراتِ أو لطم الخدود لاشيء يدركُ بالبكاء أوِ الرقود أطلق لآتيكَ العنانَ وحوّلِ الماضي وقود أبرِقْ بوجهِ البرقِ أرعد في الرعود وابعث دماك إلى الرصاصْ نكّلْ بجرحك في البنود غُص في لُجّةِ الدنيا وسابق واطرقْ بحقّك كلّ طارق إن لم تثر والجو خانق فمتى تثور ؟ إن لم تثر في وجه حاضرك المُغَيّب بالحضور إن لم تثر في وجههم حين امتطوا حوران وانتعلوا الشغور إن لم تثر في وجه من أسروا دمشقَ *وعربدوا في حمص وافترعوا الحرائر في بوادي الشامِ وانتقموا لسبّ إلههم بشارُ مهدي الموت بيّاع الثغور فمتى تثور ؟ إن لم تثر للصارخين من الأباةِ بوجه مذياعِ الثبور الرافعين لواءَ عزٍّ من تعزٍّ ليلهم قد شعَّ نور الجانحين حمام سلمٍ للسلامِ وحين هبتهم صقور إن لم تثر للثائرين على رُبى صنعاء تدفعهم رياح العدل في وجه الفجور خرجوا وملأ عقولهم أن الجسوم إذا استكانت للمهانة في الحياة غدت قبور وترى على مرمى قذيفة مدفعٍ أمّاً تسمّى أرحباً قد رحبت بالموت يختطف الصغارَ *يأتي يزمجر من علٍ ينسَلُّ من خلف الصخور لكنه من بعد بطشته يخور في أرحب الغرّاء صارت سنةً صوت القذائفِ واختلاط الطين بالأشلاء بعثرة المآذنِ زغردات الثكلِ أو فرح المآتم وانبجاسِ الفجرِ من عمق الصدور إن لم تثر في وجه من سرق الحياةَ وغلّ رائحة الزهور فمتى تثور ياصاحِ مهلاً لو سمحت. آلجوّ خانق