منذ الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي قاده الفريق أول عبدالفتاح السيسي في ال30 يونيو الماضي، بلغ عدد الشهداء أكثر من 500 شهيد وما يزيد عن8000 جريح و 1500 معتقل. وتعددت المجازر المرتكبة بحق المتظاهرين السلميين المناصرين لمرسي بدءا بما يسمى ب"مجزرة السجود" التي نفذت أمام مقر الحرس الجمهوري بالقاهرة. الجمعة الماضية خرج عدد من المصريين وإلى جانبهم عناصر من الجيش والشرطة والأمن بلباس مدني إلى ميدان التحرير استجابة لدعوة أطلقها السيسي لتفويضه لمحاربة ما وصفه الإرهاب والعنف، وهي الدعوة التي وصفت بأنها دعوة لحرب أهلية بين مكونات الشعب المصري. وتواترت المجازر بحق الشعب المصري منذ إعلان الانقلاب الذي أيدته اليمن ودول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات. وبعد ساعات من حصول السيسي على "التفويض"، ارتكبت قوات الأمن، صباح السبت، مجزرة هي الأبشع والأكثر ضحايا استهدفت المتظاهرين السلميين في جمعة "كسر الانقلاب" عند النصب التذكاري بمدينة نصر بالقاهرة وسقط فيها وفقا لرواية المستشفى الميداني بميدان رابعة العدوية 66 شهيد إضافة إلي 61 حالة موت إكلينيكي، ليصبح الإجمالي 127 قتلوا جميعا بدم بارد، فضلا عن جرح نحو 4500 متظاهر بإصابات أغلبها خطيرة. وتراوحت الإصابات بين 700 إصابة بطلق ناري وكسور وسجحات وخرطوش، فضلا عن أكثر من 3500 حالة إصابة بالغاز وفى حالة تشنجات، ومئات الحالات الأخرى التي تمت معالجتهم في مستشفيات ومراكز طبية. وتحول ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم أنصار الديمقراطية بكامله إلى مستشفى ميداني ونفدت الأدوية والمستلزمات الطبية التي تحت تصرف الميدان بسبب الزيادة الرهيبة في أعداد الشهداء والمصابين، وعانى الأطباء والكوادر الطبية من إعياء وإجهاد شديد حيث ظل�'وا يستقبلون الحالات طيلة فترة المجزرة التي قاربت زهاء (12) ساعة كاملة. واستخدمت قوات الأمن نوعا جديدا من الغاز يؤدي لإحداث تشنجات أو فقدان السيطرة على الوعي مما يستدعى إجراء تحليل لمحتوياته للتأكد من احتوائه على مواد تخالف القوانين الدولية، وتم استخدامه بكثافة شديدة بحيث تحوله من وسيلة لإحداث اختناق مؤقت لأداة قتل مباشر من شدته. وتم استخدام الرصاص الحي بكثافة شديدة من قبل قوات الأمن، مع التركيز على الرأس والقلب بغرض القتل العمد، واستخدام مدافع المروحيات الحربية في إطلاق الأعيرة النارية تجاه المتظاهرين مباشرة في إطفيح بالجيزة، مما تسبب في إحداث إصابات خطيرة بهم فضلا عن الشهداء، وتم إعاقة وصول سيارات الإسعاف أو زيادة عددها للتعاطي مع الأعداد المتصاعدة في الجرحى والقتلى، ومنع المستشفيات الحكومية القريبة من الميدان من استقبال الجرحى أو التضييق عليها. ووفقا لرواية المستشفى الميداني فقد تم استخدام قن�'اصة تابعين للأجهزة الأمنية للتسبب في إيقاع أكبر عدد من القتلى، وتم محاصرة المساجد وانتهاك حرمتها وسماح للبلطجية باقتحامها والاعتداء على النساء والأطفال بها كما حدث في مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. كما لقي 12 شخصا مصرعهم في اشتباكات مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، الجمعة، إضافة إلى 400 مصاب بطلقات خرطوش ورصاص حي وجروح قطعية وفقا لبيان وزارة الداخلية، كما اعتقل 85 من أنصار مرسي. وقتل شخصان وأصيب عشرات آخرون بجروح في اشتباكات وقعت بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومعارضيه. وقال مصدر أمني إن شابا قتل بعدما أصيب بطلق ناري في الظهر، كما أصيب 28 آخرون بجروح في أحداث عنف اندلعت في محافظة بورسعيد بين أنصار مرسي ومعارضيه. كما أسفرت الاشتباكات عن تحطيم سيارة شرطة وعدد من المحلات التجارية التابعة للأنصار. وأوضح أنه أثناء تشييع جنازة عمر هريدي الذي سقط في مجزرة المنصة قرب اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة فجر السبت، وقعت الاشتباكات بين الأنصار والمعارضين. كما شهدت مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية فجر الأحد اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية إثر مهاجمة معارضين لمرسي أنصاره أثناء تشييعهم جنازة شاب سقط كذلك في أحداث المنصة، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة عشرات آخرين. وفي محافظة المنوفية نشب "حريق هائل" في مقر الإخوان بمدينة السادات إثر خروج "الأهالي" في مسيرة ردا على مسيرة لأنصار مرسي خرجت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش المصري والفريق عبد الفتاح السيسي، بحسب ما قالته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. كما تحدثت وكالات الأنباء عن إصابة العشرات أيضا فجر اليوم في اشتباكات وقعت في عدد من المدن والمحافظات المصرية ولا سيما في محيط رابعة العدوية وحلوان بالقاهرة، إضافة إلى الإسكندرية الساحلية والمنيا وأسوان في الجنوب، وكذلك في مرسى مطروح بأقصى الغرب. في المقابل لم تسجل أي إصابات أو أية أعمال عنف في ميدان التحرير وقصر الاتحادية حيث احتشد مؤيدو السيسي الجمعة الماضية.