افهم جيدا ان يدعو رئيس حزب سياسي الى الاضراب العام وتنظيم مسيرات حاشدة لتحقيق مطالب سياسية. اتفهم ان تنادي نقابة عمالية او مهنية بإضراب عام وتسيير مسيرات جماهيرية بهدف تحقيق مطالب عمالية. اتفهم ان يدعو زعيم طائفة مذهبية الى خروج طائفته للتظاهر في الشوارع والاعتصام بالميادين لتحقيق مطالب تلك الطائفة اي كانت، لكني لا افهم ان يقوم وزير دفاع في اي دولة بطلب جماهير الشعب كافة عبر وسائل الاعلام الرسمية والخاصة بكل انواعها للخروج الى الشوارع والميادين "ليطابوه بل ويامروه" ان يتصدى للعنف والارهاب في البلاد. المعروف ان وزير الدفاع يتلقى اوامر وتوجيهات تنفيذ سياسات الدولة في مجال اختصاصه عبر رئيس الوزراء لكونه عضوا في حكومة تضامنية، ورئيس الوزراء يتلقى توجيهاته من رئيس الدولة في كثير من الانظمة المنتشرة في العالم، وان القائد الاعلى للقوات المسلحة هو رئس الجمهورية فلا يجوز طبقا للتقاليد العسكرية لوزير الدفاع ان يمارس اي عمل سياسي الا بتكليف من القيادة العليا. اذكّر جنرالات مصر العظام ان الجنرال الامريكي هيج قال في مؤتمر صحفي عام 1981 لحظة الاعلان عن محاولة اغتيال الرئيس الامريكي رونال ريغان "انني المسؤل هنا" وهو وزير خارجية في ذلك الزمان فقد منصبة لقوله(I am in control) لكن التاريخ لم ينس للجنرال هيج انه حافظ على مؤسسة الرئاسة عام 1974 اثناء فضيحة "وتر غيت " الشهيرة التي اطاحت بالرئيس الامريكي نكسون ، اما في حالة الجنرال السيسي فقد غدر بمؤسسة الرئاسة عندما اعلن الغاء الدستور الذي ارتضاه الشعب باغلبية تزيد عن 60% وعين رئيس جمهورية مؤقتا وشكل وزارة جديدة. ( 2 ) لقد شذ الجنرال السيسي عن القاعدة العسكرية وكذلك الاعراف السياسية في مطلع شهر يوليو من العام الحالي عندما الغى الدستور وعين رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيسا للجمهورية لمرحلة انتقالية وعين رئيس وزراء (الببلامي) وغير ذلك من التغييرات في المراكز القيادية العليا. معنى ذلك ان الجنرال السيسي قام بانقلاب عسكري في مصر ضد نظام الرئيس محمد مرسي المنتخب مباشرة من الشعب، والقي القبض على كل قيادة حزب العدالة والحرية وكذلك رئيس الجمهورية وقيادات الاخوان المسلمين اقوى واقدم حزب سياسي في مصر. في ظل هذا التكوين القيادي فأجاء الجنرال المجتمع المصري بوقوفه امام كمرات التلفزة المحلية والدولية يطالب الشعب بالخروج الى الشوارع والميادين ويطالبهم بان يطلبوا منه القضاء على"مظاهر العنف والارهاب" في جمهورية مصر العربية، والسؤال الذي يثور هنا، اين رئيس الجمهورية الموقت عدلي منصور واين رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي من هذا الاجراء . المعروف ان رئيس الجمهورية الموقت رجل قانون له باع طويل في هذا الشان فكيف يقبل على نفسه ان يتجاوزه وزير دفاعه في اصدار مثل هذه الدعوة وما هو حال رئيس الوزراء الببلاوي. الجواب ان الجنرال السيسي هو الحاكم الفعلي لمصر اليوم. ( 3 ) شاهدت على شاشات تلفزيونية مصرية وسمعت باذني متحدث يقول انه يتحدث من ميدان رابعة العدوية وانه يشاهد قناصة من على احد العمارات المجاورة للميدان تطلق النار على الجيش والشرطة وبينهم ثلاثون فلسطينيا من حركة حماس على العمارة المعنية، والمذيع يقول اعطني تفاصيل هؤلاء المجرمين الفلسطينيين. السؤال هل هذا الشاهد تحقق من جنسية وهوية هؤلاء الذين يرمون الجيش والشرطة عن بعد؟ طبعا لم يتم ذلك. محطة اخرى مواطن مصر يحمل مؤهل علمي يقول: انا اضرب تعظيم سلام للجندي الاسرائيلي الذي يقاتل الفلسطينيين". تنقل وسائل الاعلام المصرية لنا خبرا ان الرئيس محمد مرسي متهم بالتخابر مع حركة حماس ودول اجنبية . الكاتب هنا لا يدافع عن الرئيس المصري محمد مرسي المعتقل في احد السجون المصرية وانما اطلب من اهل القلم والمتصدرين للراي العام ان يكونوا واقعيين في اقوالهم حتى يصدقهم الناس. اولا: من حق رئيس الجمهورية ان يتخابر مع كل زعماء العالم بحكم وظيفته، وكذلك من حقة التخابر مع الحركات السياسية الفاعلة على الساحة العربية والدولية من اجل مصر، وفي شان حماس اوربا تتخابر مع قيادات حماس وكذلك امريكا سرا وعلانية. فما العيب ان يتخابر رئيس مصر مع حركة حماس وقد كان ذلك على شاشات التلفزة علا نية؟ اللواء/ الفريق السيسي كان مدير المخابرات العامة المصرية وكان يتخابر مع اعداء مصر الدولة والوطن وهم اسرائيل ولم يتهم بالتخابر معهم، كان قائدا عسكريا للمنطقة الشمالية في سيناء وكان يتخابر مع القادة الاسرائيليين على الطرف الثاني من الحدود فلماذا اتهام الرئيس مرسي بالتخابر مع جهات اجنبية والسيسي لا ينطبق علي الاتهام. مدير المخابرات سابقا السيسي ومن قبله كان اللواء عمر سليمان يتخابرون مع حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية فلماذا لا يتهمون بالتخابر مع حماس وغيرها ولا يتهمون بالتخابر مع قوى اجنبية. ( 5 ) في عهد الرئيس المؤقت لمصر عدلى منصور ورئيس وزرائة حازم الببلاوي ارتكبت في حق الشعب المصري جرائم قتل امام ميدان الحرس الجمهوري راح ضحيتها اكثر من 50 قتيل لا ذنب لهم الا انهم يطالبون باطلاق سراح رئيس الجمهورية من الاعتقال، ومذبحة اخرى في ميدان رابعة العدوية وثالثة امام جامعة القاهرة وفي الاسكندرية ومدن اخرى ولم يهتز للرئيس الموقت منصور ولا الببلاوي شعرة في جفن عين. ونذكّر الدكتور الببلاوي بانه استقال من منصبه كنائب لرئيس الوزراء في حكومة عصام شرف لانه لم يتحمل ضميره كما قال الاستمرار في منصبه بعد مذبحة مسبيرو الذي راح ضحيتها اكثر من 30 قتيل، والسؤال هل ضميره مرتاح الان بعد مذابح شهر يوليو في كل انحاء مصر المطالبين بعودة الشرعية؟ اخر القول : يا عقلاء مصر انقذوا بلادكم قبل ان يحيق بها الطوفان، واقفوا اعلام الكراهية والحقد وعودوا الى الحق فهو نجاتكم من الطوفان .