كان المخلوع علي صالح يحاول جاهدا أن يجد طريقا لإحراق ساحة التغيير بالعاصمة، لأنها الساحة الواقعة في العاصمة، وكان سيفعل بها وبالمعتصمين فيها مثلما فعل السيسي عند اقتحام اعتصام رابعة العدوية، أو كما فعل هو عند اقتحام وإحراق ساحة الحرية في تعز، لكنه لم يتمكن من ذلك، وظلت آلته العسكرية تتكسر على أبواب ومداخل الساحة (في جولة سبأ، في شارع هائل، في الزراعة، في كنتاكي). كان الثوار يومها يدركون أهمية انضمام اللواء علي محسن إلى الثورة، لكن البعض منهم وقعوا -فيما بعد- تحت تأثير الحملة الإعلامية التي شنها علي صالح عبر إعلامه التابع له مباشرة، أو عبر إعلامه المسجل باسم حلفائه "المستقلين جدا"، واستغل الرعاة الغربيون هذا الأمر، ليطرحوا اسم اللواء علي محسن كشخص مطالب بالرحيل، شأنه في ذلك شأن أحمد علي!! البعض من هؤلاء الثوار لهم رأي معروف في اللواء علي محسن، ولا نهتم لهم لأنه لا أهمية لرأيهم أصلا، لكن البعض الآخر كان مثلهم في هذا كمثل الكسعي في القصة الأدبية المعروفة والتي تقول خلاصتها إن الكسعي كان يملك قوسا أصيلة لا تخطئ، وذات ليلة سمع في الظلام صوت حيوان مفترس (تقريبا كان هذا الحيوان عرجاء شيبة، أي ضبع مسن)، فأخذ قوسه ورماها فأصابت القوس قلبها فسقطت على الفور بلا حركة، لكن الكسعي لم يسمع صوت سقوطها ولا احتضارها، فاعتقد أن قوسه لم تعد تنفعه فكسرها، وفي الصباح وجد القوس في قلب العرجاء الميتة، وهنا عض على أحد أصابعه حتى قطعه من شدة الندم. من حسن الحظ، أن قوس الثورة اليمنية التي كانت بيد الثوار قد أصابت تلك العرجاء في مقتل، ولا حاجة بهم اليوم ليندموا ويعضوا أصابع الندم حتى يقطعوها، ولكن يكفي –فقط- أن يفهموا، ويبدو أنهم قد فهموا فعلا، وهذا ما تعكسه كثير من العبارات التي أوحت بها أحداث مصر إلى هؤلاء، إذ قال كثير منهم في تعليقاتهم ومشاركاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي -وهم يتابعون أحداث مصر- ما مفاده: الآن فهمنا أهمية الدور الذي لعبه علي محسن في حماية الثورة والثوار!!