اليوم الأحد، عقد السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين، مؤتمرا صحفيا مصغرا بمنزله داخل مقر السفارة التي تحاط بإجراءات أمنية مشددة، تحدث فيه عن تطور العلاقة بين اليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب ودعم العملية السياسية في اليمن ودور واشنطن في دعم ومساعدة حكومة الوفاق الوطني خلال المرحلة الانتقالية. بدأ فايرستاين حديثة عن زيارة الرئيس هادي لأمريكا أواخر يوليو الماضي، وركز على مراسيم استقبال هادي واللقاءات التي أجراها مع كبار المسئولين الأمريكيين، لعله أراد تأكيد اهتمام بلاده باليمن والعلاقة القوية التي تجمع الرئيس هادي بالقيادة الأمريكية. ومن بين ما قاله السفير: إن استقبال الرئيس كان على مستوى عال، والتقى بالرئيس الأمريكي يوم 1 أغسطس، والتقى بوزير الخارجية والخزانة ووزير الدفاع، وتم استقباله من كبار المسئولين في مجلس الشيوخ الأمريكي، ولقاءات أخرى". فايرستاين قال إن الأحداث التي أعقبت زيارة هادي خطفت أجواء نجاح الزيارة.. ولم تنسى الحديث عن المعتقلين اليمنيين في غوانتناموا، وقال إن أوباما أكد التزامه بإغلاق المعتقل، مشيرا إلى مؤتمر عقد الأسبوع الماضي في روما لإنشاء منشأة لإعادة تأهيل من وصفهم بأولئك المتطرفين في اليمن. بنفس الأسلوب الذي تحدث به عن زيارة هادي، تطرق فايرستاين إلى زيارة الفريق لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى لليمن، السبت الماضي، وقال إنها أول زيارة يقوم بها لويد إلى اليمن وهو في هذا المنصب، مضيفا: "وكانت فرصة لالتقائه بقيادة القوات في اليمن، ويراجع مستوى التعاون القائم مع القوات اليمنية". وخلص إلى أن الزيارة كانت "ناجحة جدا فيما يتعلق بموضوع هيكلة القوات المسلحة". وعن سعي اليمن لامتلاك طائرات بدون طيار قال: هناك حوار مستمر بين الحكومتين حول النظم التي يجب استخدامها فإذا كان لدى الحكومة قدرة على استخدام نظام دفاعي معين فإن الحكومة الأمريكية ستتخذ ذلك على مستوى الجدية. وفي رده عن استفسارات الصحفيين حول التعاون بين اليمن وأمريكا وسجال هادي وصالح حول هجمات الطائرات بدون طيار، ما إذا كان ذلك اتفاقا أم تنسيقا، أشار السفير إلى أن العناصر الأساسية للتعاون والتنسيق هي امتداد للتعاون والتنسيق لما تم قبل فبراير. وتابع: "وجهة نظري، القاعدة أكثر ضعفا مما كانت عليه قبل سنتين، وإن التهديد الأمني الذي تمثله القاعدة تم نقل أنه قد انتهى، ولسوء الحظ فإنا قد رأينا بعض الأعمال التي تهدد الأمن لليمنيين، وهذا يعزز كثير من النقاط التي ذكرها هادي من أجل العمل للتخلص من هذا التهديد.. والقاعدة في جزيرة العرب تمثل تهديدا على اليمن، وكانت خلال السنوات الماضية تسعى للسيطرة على مناطق وتسعى لتأسيس إمارات إسلامية.. وما حدث هذا الصباح (يقصد تفجير حافلة القوات الجوية بصنعاء) فإن هذا برهان على مقدرتهم على مواصلة هذه الهجمات، وبالتالي فإنها أصبحت أصغر مما كانت عليه إلا أنه دليل على أنها لم تنته، وبالتالي علينا مواصلة التعاون في القضاء عليها". في رد على استفسار حول بقاء السفارة مغلقة رغم أن السفارات الأخرى فتحت أبوابها مجددا قال: الإجراءات التي تم اتخاذها من واشنطن لا تؤثر على ثقة الولاياتالمتحدة في أن الحكومة قادرة على توفير الأمن للسفارة والعاملين فيها، ومن ذلك الوقت فإن الخطوات التي تم اتخاذها دليل على تواصل الحكومتين تقليص التهديدات". مؤتمر الحوار الوطني كان أحد أهم محاور المؤتمر، إذ أبدى سفير واشنطن تفاؤله في إنجاز المؤتمر في موعده المحدد. أضاف: "وسنتمكن من إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية، وهكذا سنواصل لقاءاتنا مع أصدقاءنا فيما يتعلق بمؤتمر الحوار، ونهنئ الحكومة على إصدارها الاعتذار للجنوب وصعدة، فعملية أن يعتذر الإنسان ليس بالأمر السهل، وبالتالي فأنا أعلم أن هناك تفكير كبير على الأسلوب الأمثل لإطلاق هذا الاعتذار". وبخصوص اعتراض علي سالم البيض على الاعتذار قال جيرالد: يجب أن يعتذر البيض، لأن ما حدث في 94م كان جزء من سلوكياته". أحداث مناطق: دماج، الرضمة، العصيمات، حضرت المؤتمر، قال فايرستاين: "عبرنا عن قلقنا من هذا التوتر الطائفي وضرورة الجهود لحل هذه القضايا وعدم انزلاق البلاد في نزاع بين السنة والشيعة ونرحب بإرسال لجنة وساطة لحل التوتر". في إجابته على سؤال مقدم من مندوب صحيفة "الأهالي" حول قضية التمديد للرئيس هادي وحضورها ضمن أجندة زيارة هادي لأمريكا، وهل هناك نوايا أو تحركات لرعاة المبادرة والقوى السياسية اليمنية في هذا الجانب، أجاب فايرستاين: خلال المناقشات التي تمت أثناء زيارة هادي للولايات المتحدة قال أوباما يجب أن نحرص على تنفيذ المبادرة ونحن متفائلون على إنجازها في وقت محدد وانجاز الحوار في موعده والسجل الانتخابي يمضي قدما ونأمل أن يتم أخذ التوصيات التي سيتم إنجازها في الحوار ثم الوصول إلى الانتخابات، وبالتالي فإن جهودنا ودعمنا للجنة الانتخابات, فيما يتعلق بالمرشحين للرئاسة القادمة إذا كان هادي ينوي يرشح نفسه، هذا الأمر مختلف ولدينا علاقة جيدة مع هادي ونحن مرتاحين لهذا الأمر –حد قوله. وفي إجابته عن سؤال حول مستقبل حزب التجمع اليمني للإصلاح في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة، قال جيرالد: حزب الإصلاح لعب دورا إيجابيا خلال المرحلة الانتقالية في اليمن، شاركوا في مؤتمر الحوار وحكومة الوفاق وأظهروا التزاما أن يكونوا جزءا من هذه البنية في اليمن.. وأعتقد أن حزب الإصلاح يستحق كثير من التقدير، فعلى سبيل المثال وافق الإصلاح على إزاحة المركزية من الحكومة وهذا موقف مختلف عن مواقفه القديمة، والدور الذي يقوم به الإصلاح سيتم تحديده من قبل الشعب عندما يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ولكننا مرتاحون من الدور الذي يقوم به الإصلاح، ولذلك سنواصل حوارنا معه".