نحن في حاجة ماسة للانتقال من العمل الجماعي إلى العمل المجتمعي. العمل المجتمعي يشترك فيه كل أبناء المجتمع الواحد، لكل من يمتلك روح ويتنفس ويهدف لتلبية الحاجات وإشباع الرغبات. العمل الجماعي يشترك فيه أصحاب فكرة أو قضية محددة، يناسب فئة أو مجموعة من المجتمع دون الأخرى، هدفه نشر الفكرة وتعميم القيم والعادات الخاصة بالفكرة. لأن الناس بحاجة إلى الاهتمام بهم والعيش لتحقيق حاجاتهم وتلبية رغباتهم وهو نوع من الدعوة بل أساس الدعوة.. وتقبلك للصديق والعدو والقريب والبعيد تجعل الناس يداً واحدة، والقرب من المجتمع مدرسة تعلمك الرحمة والحلم والصبر فتكون قادراً على قيادتهم ويمكنهم الوثوق فيك خاصة إذا توفرت فيك الشفافية والوضوح والرغبة الصادقة في الرفع من مستواهم المعيشي وتحقيق أحلامهم. العمل المجتمعي نوع من نشر العلاقة بين أفراد المجتمع فيما بينهم ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر، وهو أسلوب تلتزم به الحكومات وتتقدم فيه الجماعات، حيث يتمثل في تعميم الخير وإشراك الرأي والمسئولية لعامة أفراد المجتمع بلا استثناء. نريد من العمل الجماعي أن يكون وسيلة لتحقيق العمل المجتمعي. العمل الجماعي أمرا مطلوبا إذا كان نتاجه وأهدافه الحب والتعايش والتكامل مع المجتمع وتقديم مصلحته على مصلحة العمل الجماعي نفسه. نريد من العمل الجماعي أن يقدم نفسه كخادم لا كمسيطر، وتنظيم لشئون المجتمع لا كتنظيم على المجتمع، ورقيب على ما يضر المجتمع لا رقيب على تصرفاته. ويكون العمل الجماعي مرفوضا إذا كان يؤدي إلى الفرقة والطائفية والإرهاب والسيادة على المجتمع وقيادة النخبة، والإملاء على المجتمع لا مشاركته ليكون بذلك الاستبداد وسلطة الرأي الواحد والفكرة الفريدة. العمل المجتمعي رسالة السماء، ولقد كرمنا بني آدم، فنعمل على تكريمه ونسعى لتوفير حاجياته وتحقيق رغباته. الانسان ابن بيئته فكرا وثقافة وسلوكا، محيطه هو ما أوصله إلى قناعاته واعتقاداته فلا يمكن أن تتساوى القناعات أو تتحد الثقافات، لكن من الضروري أن تتم المساوات في الاحتياجات وتقديم الخدمات كونه مستحقا لذلك. العمل الجماعي يعمل على اتحاد الفكرة والإيمان بالمبادئ والقيم ونشر الوعي الموجه بقوة العمل وتوسيع دائرته. العمل المجتمعي، يعمل على اتحاد الحاجة وتعميم الحقوق والمساواة والمواطنة المتساوية لأبناء المجتمع الواحد بمجرد الهوية المشتركة، هوية الانتماء الوطني فقط. من أولوياتنا: علينا العيش في دائرة المجمتع بكل أنواعه وانتماءاته حبا وشعورا والتماس حاجاته بصدق وتجرد بدلا من العيش والانحصار في إطار الجماعة وتأطيراتها الضيقة مهما اتسعت.