يعيش الإصلاحيون مراجعات مكثفة لدورهم في تحديد مسار التغيير الذي تشهده المنطقة في الذكرى ال 23 لتأسيس الحزب الذي نتمون إليه، يحاولون من خلالها معرفة ما يتميزون به عن غيرهم، ليس للتعالي به على من حولهم، وإنما لإهداء ذلك التميز لكل من يرغب مشاركتهم في بناء الحضارة وتشييد النهضة التي جعلوا منها مشروعاً استراتيجياً لمستقبلهم، حتى يصبح مشاعاً يعيشه الجميع. هذا لا يعني عدم الإلتفات إلى جوانب القصور الذي يعتري حركة سيرهم بل يلتمسون ذلك ويدققون فيه، ليتجاوزوه بحلول تم تحديد مستوى نجاحها بدقة. فيا شباب الإصلاح: اليوم يهدي إليكم خصومكم نوافذ النقص الذي يصحب مسيرتكم ، بنقد قد يُراد منه التشفي بكم، وأنا على ثقة بأنكم ستحولون ذلك التشفي إلى عمليات كشف مكثفة لمواطن ضعفكم لتسلكوا سبل قوانين الإستقواء للبناء، لتواجهوا به عمليات الهدم التي ينفذها غيركم ممن يعانون من ضعف في الإنتماء الوطني ولا هم لهم سوى مصالحهم الطائفية أو المناطقية الضيقة. أيها الإصلاحيون: كونوا على يقين أن كثرة النقد دليل على قوة الأثر وسعة انتشاره في عالم الواقع، فلا تضيقوا ذرعاً بنقد مخالفيكم، واجعلوا من نقدهم استبيان لتحديد حجم التواجد وجغرافيا التأثير. أيها الإصلاحيون : لا تنسوا أنكم حاضر اليمن ومستقبله ، ومن يعول عليه الشعب في تحقيق آماله. وما دمتم كذلك: فإن إدراككم لحجم متطلبات بناء المستقبل، وسعيكم الجاد والمستمر لتوفير أدوات التشييد النهضوي، ودقة معرفة قوانين الصعود الحضاري في الأمم، للسير في حتمياتها أثناء العمل لذلك، من أجلَّ ما ينتظره اليمانيون منكم كإصلاحيين لستم حاملين لأحلام شعبكم فحسب وإنما صانعين له أحلامه التي يتصورها من عالم المستحيل ، وقاطعين له وعداً بتحقيقها في الواقع الذي يعيشه. أيها الإصلاحيون : أنتم شموخ هذا الشعب العظيم ، وأمله الوحيد ، ونبضه المتجدد ، ولبنات الحضارة التي ينشدها ودينمو النهضة القادمة التي ترسمها له عالم التصورات، ولأنكم كذلك يتحتم عليكم إدراك أن نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام صنع بثقافة التدافع أرقى حضارة وأنقى نهضة، وبهذه الثقافة فتحت أسوار للتنافس واعتمدت في سيرها التنوع في السباق لتعانق التكامل الذي يعتبر عمود التفوق وشرط النجاح. إن الحضارات لا تبنى بثقافة الصراع، والنهوض لا يأتي بتجاهل قدرات الآخرين أو إهمالها، وحياة التعايش عمود الإستقرار، وشراكة التشييد أساس الصعود وضامن للإستمرار، ومن يشارك في التشييد لا يمكن أن يشارك في أي عمليات للهدم. وتذكروا أن ثقافة الصراع تسعى للتفرد وتؤسس للاستبداد ولا ترضى بأقل إلغاء الآخر وتغييبه بينما ثقافة التدافع تصنع حالة تكامل مجتمعي يؤمن بشراكة الجميع في السلطة والثروة وهذا ما ثرنا لتحقيقه في المستقبل القريب . وأنتم أيها الإصلاحيون من يعول عليكم في تحقيق ذلك والحفاظ عليه . دمتم بألف خير وأعاد الله مناسبتكم هذه عليكم وقد حققتم المزيد من طموحات شعبكم الكريم . الذكرى ال 23 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح .