تواصل مئات الأسر السورية المقيمة في مصر مغادرة البلاد بعد الانقلاب العسكري يوم 3 يوليو/تموز الماضي، بسبب ارتفاع حملات الكراهية والتضييق الأمني بحقهم، حيث تزعم وسائل الإعلام المصرية أن اللاجئين السوريين يناصرون الإخوان المسلمين وكانوا مشاركين في اعتصام رابعة العدوية. وقالت المفوضية الدولية لحقوق الإنسان إن اللاجئين السوريين بمصر "يواجهون بيئة متزايدة العدائية، بما في ذلك العنف والاعتقال والاحتجاز والإعادة الجبرية إلى سوريا، في حين يبدي المجتمع الدولي لامبالاة بحالهم"، مطالبة بإجراءات فورية من قبل الأممالمتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي لوقف هذه الممارسات. وحذرت مما أسمته تزايدا للعداء تجاه اللاجئين السوريين خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى أنه بعد عزل الرئيس محمد مرسي ضيقت السلطات إجراءات حصول السوريين على التأشيرة رغم أنهم كانوا معفيين منها، إضافة إلى تزايد صعوبة حصولهم على تصريح إقامة. لاجئو القوارب وكشفت المفوضية أن نحو 4600 لاجئ سوري خاطروا بحياتهم وغادروا السواحل المصرية إلى إيطاليا في هجرة غير شرعية بالقوارب، في حين تحتجز السلطات المصرية 612 سوريا في محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ بتهمة محاولة الهجرة غير الشرعية. لكن مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير ناصر كامل أكد حرص مصر على توفير سبل الحياة بحرية للسوريين المقيمين بها، مشيرا إلى اعتماد الحكومة مؤخرًا قرارًا باستمرار معاملة الطلبة السوريين كالمصريين في العام الدراسي الجديد. وطالب كامل في كلمة ألقاها في الدورة الرابعة والستين للجنة التنفيذية للمفوضية العليا للاجئين في جنيف، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في تخفيف الأعباء عن الدول المستقبلة للاجئين السوريين. فقدان الأمن عبد الخالق الأحمد سوري غادر مع أسرته مدينة 6 أكتوبر المصرية إلى تركيا منذ أسبوعين بسبب ما أسماه فقدان الأمن والإحساس بالراحة بسبب حملات التحريض الإعلامي ضد السوريين، مما جعل شريحة من المصريين تكره السوريين وتنظر إليهم على أنهم غير مرحب بهم في البلاد. وأكد في اتصال مع الجزيرة نت أن الشرطة بدأت بعد الانقلاب العسكري مباشرة بحملات اعتقال عشوائية للسوريين من ميدان الحصري أكبر ميدان في مدينة 6 أكتوبر، مضيفا أن السلطات المصرية ترحّل كل من تعتقله ولا تجد معه إقامة. وانتقد الأحمد قرار السلطات المصرية منع دخول السوريين إلى مصر دون تأشيرات، ومنع أربع طائرات محملة باللاجئين السوريين من النزول في مطار القاهرة بعد الانقلاب مباشرة بحجة عدم وجود تأشيرة، وإعادتها إلى سوريا التي فروا من جحيم الحرب فيها. وشدد على أن الحكومة المصرية سحبت الكثير من الامتيازات التي يتمتع بها اللاجئ السوري في مصر، بداية من حقه في الدخول دون تأشيرة، مرورًا بحقه في تلقي الرعاية الصحية والتعليمية داخل المستشفيات والمدارس الحكومية. قلة الإمكانيات أما أبو محمد الذي فضل عدم كشف اسمه -وهو لاجئ سوري مقيم في القاهرة- فيرى أن ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الأسعار بالإضافة إلى فقدان الأمن وارتفاع نسبة السرقة بعد 30 يونيو/حزيران الماضي، من أهم الأسباب التي تدفع الكثير من السوريين لمغادرة مصر. وأضاف أن نحو 35% من السوريين تركوا مصر وسافر بعضهم إلى تركيا أو إلى دول أوروبية، في حين غادرت النسبة الأكبر إلى سوريا، مفضلين العودة إلى بلادهم لقلة إمكانياتهم وعدم قدرتهم على الإقامة في مصر أو أي دولة غربية. وحول أبرز المشاكل التي يعاني منها السوريون في مصر بعد الانقلاب العسكري، أوضح أبو محمد أن التحريض الإعلامي المستمر عليهم دفع بعض أصحاب الشقق لطرد المستأجرين السوريين منها بحجة أنهم ساعدوا الإخوان على قتل أفراد من الجيش في رابعة العدوية، كما طرد بعض أصحاب الشركات موظفيهم السوريين لأنهم باتوا محسوبين على الرئيس المعزول محمد مرسي، رغم عدم مشاركة السوريين في أي مظاهرة مؤيدة أو معارضة لمرسي. المصدر:الجزيرة