المبادىء لا تتجزأ والكرامة أيضاً لا ينبغى أن نحتفظ بها وقت الحاجة فنتألم تارةً دفاعاً عنها ثم نتنازل عنها ونبيعها كلأً مباحاً للبيادة العسكرية تعبث بها متى وكيفما شاءت، وإلا فسنستحق أن نعيش حميراً وأنعاماً بل أضل ذلك أن الحمير والأنعام يعيشون لبطونهم يأتمرون بالعصا ولا يفهمون إلا لغة الإشارة نحو اليمين تارةً ونحو اليسار تارةً أخرى ، لكن حمير اليوم تحركهم البيادة فقط هى وحدها كفيلة بعمل الواجب. لم تنقطع أكاذيب الانقلابيين طوال أكثر من مائة يوم مادامت الحمير والأنعام تعيش بيننا بخير تطبيلاً وتزميراً للبيادة ، عابوا على الرئيس محمد مرسى انحيازه للأهل والعشيرة وهاهم اليوم يخاطبون شعباً آخر له رب غير الذى نعبده وديناً غير الذى ندين ذلك أن شعب الله المختار فى نظرهم هو شعب البيادة والرقص والخلاعة!! ، كذبوا على الحمير فقط بأن مرسى وجماعته استحوذوا على مقاليد الأمور وقاموا بالتكويش على المناصب الحساسة ومفاصل الدولة ، وهاهم اليوم يستحوذون على كل شىء فى الدولة ومفاصلها الرئيسية لصالح تيار واحد من العسكر والموالين لهم من الليبراليين واليساريين ولاعقى البيادة المُمَثّلين فى أحزاب جبهة الإنقاذ(الخراب) الكرتونية. عابوا على الرئيس مرسى تحصين قراراته فى إعلانه الدستورى (22 نوفمبر2012) رغم أنه كان مؤقتاً لفترة محددة وفى أضيق الحدود ورغم أن الرئيس قد تراجع عنه باعلانٍ دستورى آخر لا يراه شعب البيادة طبعاً ، وهاهم اليوم يريدون تحصين الصنم الأكبر وربهم الأعلى باسمه شخصياً فى نصٍ دستورى فى سابقةٍ هى الأولى فى التاريخ مع حملة تطبيل وتزمير يقودها إعلام البيادة الفلولية ، قاموا بحملة تشنيع وتشويه ممنهج ضد دستور الشعب (2012) تحت دعوى وذريعة خبيثة لا يصدقها سوى شعب البيادة وهى أنه دستور لتيار واحد كُتب بليل فى الخفاء رغم أنه كان يضم 100 عضو منتخب من قبل الشعب من بينهم تيارات ليبرالية ويسارية بعد حل اللجنة الأولى ورغم مرور أكثر من خمسة أشهر على كتابة هذا الدستور افتعلوا خلالها انسحاباً مدبراً ومتفقاً عليه فى الأيام الأخيرة قبل الانتهاء من المسودة النهائية لهذا الدستور المنقلب عليه ، وهاهم الآن يصيغون دستوراً لتيار واحد ولخدمة البيادة يكتبه بانجو ومخرج الفراش والعهر والراقصات وأرباب السوابق والفلول يؤسس لدولة علمانية تنسلخ عن هويتها الإسلامية فى عهدٍ جديد تعلمنا فيه الراقصات أمور ديننا وشريعتنا الإسلامية. اتهموا الرئيس مرسى زوراً وبهتاناً بتقويض حرية الإعلام والتضييق على الحق فى الرأى والتعبير، رغم أن فترة حكم مرسى كانت العصر الذهبى فى تاريخ مصر لحرية الرأى والإعلام والتعبير لدرجة إهانة الرئيس والتعريض به والسخرية منه وعائلته وجماعته والمنتسبين لتيار الإسلام السياسى عامةً ليلاً ونهاراً دون أن يُقصف قلم أو تُغلق قناة فضائية فى عهده ، وهاهم يقطعون بث سبعة قنوات فضائية إسلامية قبيل إلقاء بيان الانقلاب الدموى(3 يوليو) الماضى وقاموا بالتضييق على حرية الرأى والتعبير والضغط على الصحف ومنع كتاباً فى قامة وائل قنديل وأحمد منصور من الكتابة فى صحيفة (الشروق) الموالية للانقلاب ، فضلاً عن منع 25 صحفياً بالأهرام العريقة من كتابة مقالات رأى لآرائهم المناهضة والرافضة للانقلاب فلم يعد هناك حرية ولا عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية فى عهد البيادة العسكرية. اتهموا الرئيس مرسى بقتل المتظاهرين السلميين العزل( من البلطجية والمأجورين وجماعات البلاك بلوك الإرهابية إلا من بعض المتظاهرين الشرفاء حتى لا نقع فى فخ التعميم المخل) رغم أنه قد قُتل ثمانية من أهل مرسى وعشيرته من الإخوان المسلمين وأبناء التيار الإسلامى فى مقابل اثنين من المعارضين أمام قصر مرسى فى الاتحادية، وهاهم اليوم يقتلون ويحرقون الآلاف فى يومٍ واحد على الهوية الإخوانية أو بالأحرى الإسلامية – ادعوا تردى الأوضاع الاقتصادية فى عهد مرسى إلى أدنى مستوى لم يحدث من قبل رغم كذب ادعاءاتهم الباطلة باعتراف صحفهم ورجالهم ذلك أن الحق ما شهد به الخصوم والأعداء ، ففى اعترافٍ خطير طاعتنا صحيفة الأهرام الحكومية الموالية لانقلاب 3 يوليو بتاريخ الأول من شهر سبتمبر الماضى (الصفحة الثالثة) يكشف تحقيق حكومة د. هشام قنديل فائضاً فى الميزان التجارى المصرى للمرة الأولى منذ خمسين عاماً فى عهد الرئيس مرسى فى النصف الأول من عام 2013 بقيمة تصل إلى حوالى 15 مليار جنية حيث ارتفع إجمالى الصادرات إلى 90 ونصف المليار جنيه ، فيما لم يتجاوز حجم الواردات 75 مليار جنيه – وقال منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة فى حكومة الانقلاب بتاريخ 23 سبتمبر الماضى أن صادرات القطاع الزراعى زادت بنسبة 20% خلال العام المالى (2012 – 2013) أى إبان حكم الرئيس مرسى – واليوم يتراجع القطاع الزراعى بشكل مخيف انعكس على ارتفاع جنونى فى الأسعار فضلاً عن انهيار قطاع السياحة لدرجة الصفر تقريباً وإغلاق معظم المنشآت السياحية أبوابها وتشريد آلاف العاملين مما ساهم فى زيادة نسبة البطالة على الرغم من حدوث طفرة بزيادة 16% نمواً فى القطاع السياحى فى عهد الرئيس مرسى – مع تردى الحالة الأمنية وقانون الطوارىء وحظر التجوال ووقف سير خطوط السكك الحديدة الأمر الذى ساهم بشكل سلبى فى خسائر كبيرة لقطاع النقل والمواصلات منذ مذبحة فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة. أخذوا على الرئيس مرسى وشيوخ جماعته زوراً وبهتاناً تكفيرهم لخصومهم والمختلفين معهم فى الرأى ، وهاهم الآن وبعد 3 يوليو يؤسسون لعهدٍ جديد من إقصاء الآخر وتكريساً للتكفير فى أقبح صوره عبر ألفاظ وأوصاف يندى لها الجبين على لسان شيوخ البيادة العسكرية الجدد من عينة (الخوارج والأوباش وكلاب النار ذو الرائحة النتنة) والتحريض الصريح على القتل واستئصال الآخر (اضرب فى المليان) لأنهم لا يستحقون مصريتنا على حد قول مفتى العسكر الدموى. إن الإنقلابيين ومن والاهم يكذبون كما يتنفسون لأنهم لا يستطيعون العيش بدون الكذب لأنها بضاعتهم الوحيدة – فقد وصفوا مرسى وأنصاره بالخرفان ما يجعلنا نتساءل هل يصح أصلاً أن يعيب الحمار على الخروف؟! ، أعلم أن كلامى لن يؤثر فى الحمير والأنعام من حيوانات الإنس (إن صح التعبير) الذين تمردوا على إنسانيتهم وضمائرهم فاستقالوا منها طوعاً ، ذلك أن أمثالهم فقط هم من يصدق تلك الأكاذيب دون غيرهم مع كامل إعتذارى للحمير والأنعام الحقيقيين ، أعاذنا الله وإياكم من أن نكون ضمن قطيع الحمير والأنعام. كاتب مصرى [email protected]: