يوم يكون الشعب كالفراش المبثوث، وتكون البلاد كالعهن المنفوش .. إرحل يوم لا يُغني وطنٌ عن أهله شيئا، ولا تحمي الدولة مواطنا بريئا .. إرحل عندما لا تستطيع أن تكون رجلا، و حين تأبى إلا أن تكون ضعيفا .. إرحل حين تنهار الدولة.. ويتفكك النسيج الإجتماعي والسلم الأهلي .. إرحل أيها القوي الضعيف.. أيها الرئيس البائس.. أرجوك .. حاول أن تفهم هذا الشعب المغلوب، أن تتصرف كقائد حتى نستطيع أن نحترمك ولو قليلا .. حاول ياصاحب الفخامة والمقام الأعلى. أرجوك.. حاول أن تسمع وتعي يافخامة الرئيس، وتأكد أنك تمتلك من القوة ما يكفي لوضع حد لهذه الفوضى ولهذا الموت والعبث العام. صمتك يقتلنا.. خوفك يقتلنا.. مجاملاتك للمجرمين جناية جسيمة في حق شعبك ومساعدتك لهم كارثة في حق الحياة والوطن. سيدي الرئيس .. لعل كلامي يبدو قاسيا .. ولعلك لن تدرك أنني مكسور كجمجمة جندي بين أنياب الموت .. أنني حزين كأرملة شهيد خرج لشراء قطعة خبز فعاد قطعا في تابوت .. أو جثمان بارد مؤخرة سيارة الإسعاف . يؤسفني أن أراك ضعيفا وجبانا وبيدك أن تكون رجل المرحلة وبطل الواقع . أخجل أن أذكرك بخير وأنت شلل الذاكرة، لا أستطيع أن أفخر بكونك رئيسا للبلاد وأنت ضعيف وفاشل . لماذا تسكت حينما يجب أن تتكلم وتضحك عندما نبكي؟ لماذا تخاف ومعك الشعب والعالم وبيدك الأمر من قبل ومن بعد؟ لماذا تستسلم لأنصاف الرجال وقد شاء لك الشعب أن تكون رجلا؟ دعني الآن أقول لك من أنا لعلك تشعر بمعاناتي وبأوجاعي. أنا وطنك .. أنا بلادك .. أنا شعبك.. أنا الحياة. والآن .. سأعتذر لك عن كلماتي المتشجنة وعن انفعالي ، أو فلتعتبر أن ما أقول مجرد ثرثرات مخمور وهذيان غبي . لكن !! تأكد أنني أموت مع كل موت .. وأبكي على كل شهيد . الوطن ينهار ، البلاد تضيع ، الإنسان يسحق ، والمجرمون يضحكون من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن يسارك . آه لو تعلم كم أوجعني مقتل الجنود وانا الموجوع في كل حال . مهادنتك يافندم وتنازلاتك لتجار الموت هو من قتل الجنود كما قتل الشعب . أيها الجنود يا شرف هذه الأرض ويا حرّاس الملائكة في عيون الأطفال .. لا تسامحونا إن صفقتْ أيادينا للقادة القوادين الذين يعيشون على دمكم ودمنا ومثلما تسلقوا بالامس جراح الشهداء المدنيين وتقافزوا على أشلاء الشعب في شوارع الكرامة .. سيفعلون الآن . لكننا سنحاول أن لا نسمح لمصاصين الدماء وأكلة لحوم البشر أن يستمروا في استنزاف الحياة من قلوب المواطنين . إن وعينا بما يجري وإدراكنا لحجم الخطر الذي يتهدد الوطن ومعرفتنا للسفلة الانتهازين الذين يعبثون بأمن واستقرار الوطن .. بكل ذلك وأكثر سنتصدى لمحاولاتهم القذرة في جر البلاد الى الحروب والصراعات . وكما ضحّى أصدقائنا في الساحات بأرواحهم و يضحي الجنود البواسل في مواقع الشرف والنضال كل يوم .. سنضحي بأروحانا ولن نسمح للبلاد أن تنزلق في مستنقع الموت كما يريد لها الجبناء . صحيح أن الأمن والاستقرار في تدهور ، وأن الإقتصاد ينهار أكثر وأكثر ، وأن البلاد تتشظى ، وأن المأبونين يلعبون بشكل أوسخ وبطرق أكثر انحطاطا . لكنهم لن يمروا ... لعنات المقهورين ستطالهم وغضب الشعب أقوى من لعلعة الرصاص ودوي الإنفجارات وأشد فتكا من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة. ومن هنا أدعو كل الشرفاء على امتداد هذا الوطن أن تكون عيونهم عيون إخوانهم في الجيش والأمن وأن ترتفع أصوتهم عاليا ضد المجرمين والارهابين وقطاع الطرق وتجار الأسلحة والحروب ومخربي الكهرباء والساسة الحقراء . كما أتمنى من رئيس الجمهورية أن يستشعر المسئولية ويقوم بواجبه الوطني والأخلاقي تجاه هذا الشعب وأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه. فليستبدّ فخامة الرئيس ولا يبالي وليضرب بيد من حديد كل من يعمل على زعزعة الأمن وإثارة الفوضى والعبث بحياة الناس. ليقف بقوة وحزم ضد الارهاب والحرب .. ضد الفساد والتخريب.. ضد اللصوص والمرتزقة .. ضد الحكومة العاجزة أيضا.. وسيكون الشعب مع الرئيس ومع الجيش ومع الوطن .. يدا وفما وعينا وروح. لانحتاج إلى حكومة رخوة ولا إلى رئيس من قش ولا الى جيش مهزوم. الوضع يتطلب كثيرا من الحزم وقليلا من الرحمة حتى تقوم الدولة على أساس صلب ومن ثم ننتقل إلى الدولة المدنية بعد أن نتخلص من عنجهية القبيلة وخطر الحركات المسلحة وقذارة مراكز النفوذ. فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.. ماحدث اليوم في وزارة الدفاع انقلاب عسكري ولن يكون المخلوع بريئا من التورط بشكل أو بآخر وذلك بسبب تراخيك الذي أتاح له مساحة ليلعب بهدوء. رحم الله الشاعر يوم قال: واستبدتْ مرةً واحدةً / إنّما العاجز من لا يستبدْ