العقيد يحيى قاسم عيسى، محارب قديم ضحى من أجل الوطن في معظم الحروب الوطنية منذ بزوغ عهد الجهورية اليمنية وحتى حروب المناطق الوسطى والتحق في الجيش عام 1962م كجندي في وحدة الشرطة العسكرية ويحمل الرقم العسكري (74459). آثار خلفتها حروب كتب لها بدمه وسطرها صفحات على جسده، وما من موضع شبر إلا وتركت بصمة طلق ناري أو عيار رشاش، كان آخرها إصابته بانفجار لغم أثناء حروب المناطق في محافظة إب.. لم تثنه رصاصات تلك الحروب عن أداء واجبه الوطني الذي كان يعتقد أنها إلزامية وعملا مقدسا ومحراب عباده حتى لا تسقط الثورة السبتمبرية من جديد في يد الإماميين الذي ثار الشعب عليهم. رغم كل ذلك أقصي من الجيش مرتين، الأولى في عام1975وهو جريح حرب يعالج في المستشفى العسكري بعد أن أصيب في إحدى جولات الحروب مع أنصار الملكيين بطلق رشاش مزق مؤخرته. عن تلك الفترة تحدث العقيد يحيى عيسى لصحيفة "الأهالي" بحرقة شديدة وقال إن إصابته كانت بفعل خيانة بعض وحدات الجيش التي كانت تؤيد الإماميين وظل مصابا دون إسعاف من منتصف الليل حتى الفجر وبعد مجارحة طويلة شفي، وأول خروج له من المستشفى عاد للجيش ليكتشف أنه قد تم تنزيل اسمه من الكشوفات وأقصي من الخدمة العسكرية موجهاً أصابع الاتهام لشخصيات عسكرية كانت موالية للملكيين حاولت إقصائه نهائيا من الجيش إلا أنه استطاع وبعد معاملات أن يستعيد حقه وراتبه العسكري وظل يؤدي دوره في الدفاع عن الوطن. تم إرساله بداية حرب المناطق الوسطى مع مجموعة من زملائه إلى إب، كان يومئذ يحمل رتبة مساعد. القضاء العسكري ينتصر للمساعد يحيى صدر مؤخرا حكما قضائيا من المحكمة العسكرية الوسطى والشرقية الابتدائية رقم (6) لسنة 1434ه وتحديدا في يوم الأربعاء 26رجب 1434ه الموافق 5/6/2013م قضى منطوق الحكم بقبول الدعوة المرفوعة من العقيد عيسى وألزم وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ودائرة شئون الأفراد العامة والدائرة المالية ودائرة التقاعد العسكري بدفع جميع معاشات ومستحقات المذكور من تاريخ تنزيل مرتبه في 3/3/1985م وحتى الآن مع إعادة راتبه باعتباره في خدمة فعلية. الحكم ألزم وزارة الدفاع بترقية المساعد يحيى عيسى إلى رتبة عقيد وتنفيذه ماليا بصورة مستعجلة، وألزم الوزارة بتعويض المدعي عن الضرر المادي بمبلغ 10ملايين ريال. أشاد العقيد يحيى في حديثه ل"الأهالي" بالحكم الصادر وبنزاهة القاضي الذي نظر في القضية وشجاعته في إنصافه ضد وزارة الدفاع. وقال بأن الحكم يمثل انتصار للعدالة التي غابت عن اليمن خلال عقود من الزمن وخصوصا في مؤسسة الجيش والأمن. مضيفا أنه كان يتوقع أن يرقى إلى رتبة عميد خصوصا وأن حيثيات الحكم الصادر أشارت إلى نضاله السابق وإسهامه في الحفاظ على أهداف ثورة 26سبتمبر. وناشد العقيد الرئيس هادي إنصافه وإلزام وزارة الدفاع بتنفيذ الحكم الصادر ومراعاة ظروفه المادية الصعبة وقد بات يعيش فقيرا في منزل قديم ورثه عن والده وآيل للسقوط. حروب المناطق الوسطى قاتل في صفوف القوات المسلحة في مديريتي الشعر والعود ودمت وكان رأس حربه في قيادات الوحدات العسكرية، كما نص الحكم العسكري، وانفجر به لغم أرضي بتاريخ 25/06/1981م في منطقة الشعر، أحدث الانفجار أضرارا جسيمة في جسد الرجل وكسور في الرجل اليمني واليسرى والفم والأنف وكسرين في الفك العلوي. ورغم صدور قرار من قبل اللجنة الطبية العسكرية وعدد من المذكرات إلى قيادة الأركان لترحيل المساعد عيسى آنذاك إلى الخارج للعلاج إلا أنه حرم من هذا الحق وواجه مطبات كثيرة حالت دون أن يتحقق له ليكتفي بعلاجه في مستشفى ناصر بإب والمستشفى العسكري بصنعاء وتم خلال تلك الفترة بحسب حيثيات الحكم تصديره على المشوهين باعتباره جريح حرب وعليه تشوهات وبدلا من تصديره على المشوهين ومعاملته كجريح حرب تم حرمانه من راتبه في الجيش وفصله مرة أخرى. يفيد أن بعض الضباط -لم يسمهم- أبلغوه بأنه مراقب وأصبح مشكوك في ولائه وعميل للعدنيين، وهو ما ينكره تماما. العقيد عيسى وثورة الشباب انخرط عيسى في ساحات وميادين ثورة 11فبراير منذ الأيام الأولى رغم مرضه وأوجاعه وكبر سنه، شارك في كثير من المسيرات والتظاهرات التي كانت تخرج من محافظة إب وهو يتعكز على العصيان وبرفقة أبنائه. العقيد عيسى هو من أبناء قرية الضيف الواقعة فوق سائلة جبلة المتاخمة لجبل المسواد بمحافظة إب.