التقت صحيفة «الأهالي» عضو فريق صعدة بمؤتمر الحوار الوطني ورئيس أحزاب اللقاء المشترك ورئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب الشيخ مبخوت الشريف، وأجرت معه حواراً تحدث فيه بصراحة وعمق حول كثير من المستجدات والتطورات.. إلى الحوار.. هل نجحت الثورة السلمية وحققت أهدافها؟ - الثورة الشبابية لم تفشل، ما يحصل هو نتاج لثورة مضادة تريد أن تعود إلى ما كانت عليه سابقا، وهذه طبيعة الثورات على مر التاريخ، كل ثورة تقوم لا بد أن تقوم ضدها ثورة مضادة. هناك من يقول إن نشوء الثورات المضادة وقوتها يكمن في فشل التغيير؟ - لا بالعكس حتى لو نجحت الثورات التي تقوم على أنظمة استبدادية ديكتاتورية فهذه الأنظمة يبقى فيها عرق ينبض تحاول من خلاله أن تعيد الحياة إلى بقية عروقها وهذا موجود في كل البلاد التي تحدث فيها ثورات، لكن الثورة التي تقوم على رغبة المواطن وعلى الأمل في تحسين أوضاعه هي التي عادة تتغلب على الثورات المضادة، وهناك ثورات مضادة تبقى مقاومة لعشرات السنوات، فنحن منذ الثورة الشبابية لم يمض علينا سوى 3 سنوات ونحن بحاجة إلى أن نعطي فرصة أكثر، الثورة السلمية في طريقها للانتصار الشامل والكامل على بقايا النظام السابق وعلى ما يعمله من عراقيل ومن ألغام على طريق الانتصار. تريد أن تقول أن كل العراقيل هي لبقايا تلك العروق؟ - هذا شيء طبيعي لكن للأسف الشديد أنه عندما يكون القائمين على الثورة المضادة لا يرون إلا أنفسهم ولا يفكرون إلا في ذواتهم فهم يفعلون حتى المحرمات، مثلا: علي عبدالله صالح الذي قامت الثورة عليه -للأسف الشديد- أنه يتصرف تصرف تنظيم القاعدة، القاعدة عندها شعار أنا أو الطوفان وهو يتصرف كذلك أنا أو الطوفان. القاعدة استهدفت مستشفى مجمع الدفاع في العرضي وصالح يستهدف كل يوم مستشفى من مستشفيات الجمهورية اليمنية من خلال أصابع التخريب من عناصر الثورة المضادة الذين يستهدفون أبراج الكهرباء، تخيل عندما تنقطع الكهرباء وفي المستشفيات المئات من المرضى في غرف العناية المركزة ولا شك أن الكثير منهم يموتون، إذا فالقاعدة تستهدف الناس ومصالحهم عن طريق العمليات الانتحارية وهذا يستهدفهم من خلال الطرق التخريبية. هل تريد القول أن علي صالح هو من يقف وراء الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء؟ - طبعا مثل هذا لا يحتاج إلى أدلة أكثر فالأدلة واضحة وقائمة لأنه عندما يحدث الحدث عليك أن تبحث عن المستفيد، طبعا المستفيد الوحيد من الأعمال التخريبية والمشاكل التي تحدث في بعض المحافظات وتشجيع المطالبين بالانفصال وتشجيع المناطقية والمذهبية هذه كلها لا شك تخدم الثورة المضادة لأنه ليس هناك أي عاقل سيأتي ويقول أن أصحاب ثورة التغيير هم من يريدون أن يفتعلوا مثل هذه الأحداث التي لا تخدمهم وتكون ضدهم بالأساس، ولهذا ابحث عن المستفيد من كل هذه الأحداث لتعرف تلقائيا من يقف وراء كل ذلك وهو بهذه الأفعال يريد أن يقول للناس كما يقول المثل «رحم الله النباش الأول» وهذا ما يحصل اليوم إذ نلاحظ أن بعض السذج من الناس يقولون أن حكم علي عبدالله صالح قد كان أفضل مما نحن عليه الآن وهو يريد أن يقول الناس هذا الكلام. صالح يرفض إنهاء أعمال مؤتمر الحوار ولا يريد أن تُحل القضية الجنوبية ويريد لها التمديد والعرقلة ويأتي بكلام يزعم فيه أنه حريص على الوحدة، عندما تأتي إلى وسائل إعلام صالح ووسائل علي سالم البيض تجد أن وسائل صالح تفوق وسائل البيض في التحريض على الانفصال. بالعودة إلى تفجيرات الكهرباء والنفط هناك من يتهم أبناء مأرب بأنهم هم من يقومون بمثل هذه الأعمال التخريبية, حتى وصل الحال بإحدى الصحف إلى أن تضع في صفحتها الأولى مانشيت عريض تقول فيه «مأرب تطفئ اليمن»؟ - مأرب هي جزء من اليمن وجزء من القوى السياسية، ومأرب مقسمة مثلما صنعاء مقسمة بين القوى السياسية، والقوى السياسية هي التي تحرك الأجزاء تبعها، صالح له النصيب الأكبر من المخربين في مأرب وهم يجلسون دوما بجواره ومسجلين على طول الخط معه، وهكذا تستطيع القول أن أبناء مأرب لا يفعلون تلك الأعمال من تلقاء أنفسهم وإنما تنفيذا لتوجيهات الثورة المضادة التي تريد أن تعرقل الحياة وتعكر الأجواء على أبناء الوطن. وعندما تشتد الخلافات بين القوى السياسية في صنعاء يزداد التخريب عندنا في محافظة مأرب. ما دور أبناء مأرب في حماية هذه المصالح؟ - الأكثرية الغالبة من أبناء مأرب ضد التخريب ولكن كما يقول المثل: (متى يبلغ البنيان يوما تمامه.. إذا كنت تبني وغيرك يهدم) فهادم واحد يعطل عمل ألف باني، هؤلاء المخربون هم قلة قليلة ويُعدون بالأصابع إلا أن الخراب له تأثيره بلا شك. هل ساعدتم الأجهزة الأمنية في القبض على المخربين الذين تقول أنهم يعدون بالأصابع؟ - الدولة والحكومة تمر بمرحلة انتقالية تحتاج فيها إلى وقت حتى تستطيع أن تبني نفسها من جديد. علي صالح ظل خلال 33 سنة يبني له جيشا يخصه وأمنا يحميه ومشائخ يوالوه، وفي ظل هذه الشبكات المختلفة سواء في الجيش أو في القبائل تحتاج إلى وقت حتى تتغلب عليها، وصنعاء ما بنيت في يوم ولا تزال تُبنى إلى اليوم. (مقاطعا) لكنك تعلم أن الجيش قد تم إعادة هيكلته؟ - الهيكلة قلصت من نفوذ صالح لكنها لم تصل بعد إلى التغيير المطلوب، وحاولت التخفيف من هذا النفوذ، بعض القيادات المرتبطة بالعائلة لا زالت في مواقعها، الهيكلة أبعدت قيادات العائلة مثل أحمد وعمار ويحي وطارق وصالح لكن لا يزال لعلي صالح نصيب من الموالين له داخل الجيش. ما الإجراءات العملية التي قمتم بها ضد أعمال التخريب؟ - أيام الثورة قام شباب الثورة في مأرب بتأمين الخطوط والمحافظة على المنشئات وقدموا نموذجا فريدا في الحفاظ على المصالح والمنشئات الحكومية لم يحصل في أي محافظة أخرى. ولماذا لم يستمر؟ - بعد اتفاقية المبادرة الخليجية ودخول المؤتمر الشعبي كشريك في حكومة الوفاق وتشكيل اللجنة العسكرية تم تسليم الطرقات والمنشئات لهذه اللجنة، لكن للأسف الشديد فإن البعض منهم يحاول أن يعرقل مسيرة الأمن في المحافظة. بصفتك رئيس أحزاب المشترك في مأرب، هل لديكم رؤية لمعالجة الأعمال التخريبية؟ - كما ذكرت لك أن الأوضاع السياسية عندما تكون ساخنة في صنعاء يكون التخريب في مأرب لأنها أصلا شريان الحياة في اليمن وترفد اليمن بأكثر من 70%من الميزانية فالثورة المضادة تكمن في مواجهة ضعف الحكومة الموجودة من خلال الاقتصاد. على ذكر اللقاء المشترك هناك من يقول أنه في طريقه إلى التفكك، كيف تقيم وضع المشترك في مأرب؟ - المشترك علاقته ببعضه البعض وبرامجه وخططه وأنشطته وتحركاته كلها تتم باتفاق في اللجنة التنفيذية في المحافظة، كل ما يتم الاتفاق عليه في المجلس الأعلى للمشترك في العاصمة واليمن تنزل التعليمات ونحن نقوم بتنفيذها على ما يرام. لكن هناك من يقول أن المشترك لم يعد أكثر من ظاهرة إعلامية؟ - لا أوافق الكثير ممن عندهم نظرة تشاؤمية ومن يقولون أن المشترك قد انتهى دوره، بالعكس المشترك دوره الحقيقي بدأ الآن لأن الثورة المضادة تريد أن تحقق بعض أهدافها ضد الثورة السلمية، ما يعني ضرورة أن يكون المشترك أكثر تماسكا من ذي قبل، صحيح أن هناك بعض الاختلاف في الرؤى لكن هذا لا يعني انتهاء دور المشترك وانفراط عقده، وإنما لكل حزب رؤاه ونظرته تجاه كل القضايا المطروحة، لكننا نلتقي على مستوى المجلس الأعلى للمشترك في هذه القضايا وتحكمه المصلحة العامة للوطن. يقال أن عدم دخول أحزاب المشترك مؤتمر الحوار برؤية موحدة تسبب في تأخير إنجاز مهام المؤتمر؟ - صعب على المشترك الذي يضم عدة أحزاب فعل ذلك، وكنا نتمنى أن يدخل اللقاء برؤية موحدة ومشتركة لكن القضايا المطروحة على مؤتمر الحوار كثيرة ومتشعبة حتى أنه على مستوى الحزب الواحد في بعض القضايا لا يتم الاتفاق عليها، فمثلا أنا ومجموعة من الإصلاح في نفس الفريق في مؤتمر الحوار قد تكون عندنا نظرة تجاه بعض القضايا وعند إخواننا لنفس القضية رؤية أخرى، فنحن نقدرها بوقتها وبقدرها وجعلنا المساحة واسعة لكل حزب من أحزاب المشترك أن يتبنى ما يراه مناسبا في إطار الثوابت العامة. هل كانت قرارات فريق صعدة ملبية لكافة الأطراف؟ - نعم جاءت ملبية لكافة الرؤى كلا بقدر ما يراه مناسبا داخل كل قرار، لكن التقرير للأسف الشديد لم يعرض على كافة الفريق حتى أن المقرر نفسه قام في الجلسة العامة وقال أنا لم يُعرض علي هذا التقرير ولم أوقع عليه، فكانت الاشكالية في صياغة التقرير فقط أما القرارات فكان متوافق عليها من قبل مختلف القوى المشاركة في المؤتمر. في تصريح سابق قلت أن أعضاء فريق صعدة شعروا أنهم قد غُلبوا على أمرهم.. من الذي غلبهم؟ - أظن أننا في داخل فريق صعدة ليس هناك لا غالب ولا مغلوب، نظرنا إلى المصلحة العامة رغم أن هناك بعض القوى كانت ترى مصلحتها فوق كل المصالح وخاصة الأخوة الممثلين للحوثي كانوا يرون مصلحتهم فوق مصلحة أبناء صعدة وكنا حريصين على اتخاذ قرارات لأبناء صعدة وليس للحوثيين ولا للقاء المشترك ولا للمؤتمر ولا للقوى السياسية الأخرى، وهذا ما تم وخرجنا بقرارات وتوصيات وصيغ دستوريه تخدم أهالي محافظة صعدة. من ضمن القرارات التي اتخذتموها نزع الأسلحة من مختلف المليشيات والجماعات المسلحة، هل تعتقد أن الحوثيين سيقومون بتسليم أسلحتهم؟ - طبعا اتفقنا وكان من ضمن القرارات هو نزع الأسلحة التي تم نهبها أو الاستيلاء عليها ونعني بها الحوثي، ما فيش أحد من القوى السياسية أو الأحزاب أو الجماعات معه أسلحة كما مع الحوثي، لديه دبابات وراجمات وأسلحة ثقيلة وفتاكة أخذها من معسكرات الدولة، وهذا ما نعني بها وفعلا عملنا قرار ووافق ممثلو الحوثي عليها وعندما تطلبهم الدولة وتكون الدولة في موقع القوة فأنهم لا شك سيسلمون هذه الأسلحة. هل أنتم راضون عما تم انجازه في مؤتمر الحوار بشكل عام حتى الآن؟ - في الحقيقة الرضى غاية لا تدرك، لكن نقول أنه تحقق الحد الأدنى مما كنا نطمح إليه. كثر اللغط حول وثيقة الحلول للقضية الجنوبية.. كيف تقيم هذه الوثيقة؟ - نحن في التجمع اليمني للإصلاح كنا من المبادرين إلى التوقيع على هذه الوثيقة ليس لأنها الأفضل والأحسن ولكن لأنها المخرج من حالة الانسداد التي كنا قد وصلنا إليه، وإذا كانت الوثيقة تحقق الحد الأدنى مما نطمح إليه فإنها -وأؤكد على هذا- تحمل الحد الأعلى للإخوة في المحافظات الجنوبية وفي مثل هذه الحالة كان توقيعنا على هذه الوثيقة من أجل أن نختتم الحوار وأن نخرج من هذه الدوامة، وللأسف الشديد الثورة المضادة والقوى التي لا تريد أن ننتقل إلى مرحلة بناء اليمن من الحركات الانفصالية والطائفية وتريد عرقلتها، ولهذا فإننا نقول أن هذا هو الحد الأدنى والأسلم الذي وصلنا إليه على أساس الخروج من هذه الدوامة وهذه المرحلة التي نظر الكثير فيها أن مؤتمر الحوار قد وصل إلى طريق مسدود لكنها فتحت لنا الطرق لنجاح الحوار. لكن البعض يزعم أنها وثيقة لتقسيم اليمن وأن الإصلاح هو الحزب الذي يراهن الكثير عليه في الحفاظ على الوحدة؟ - إذا نحن رأينا أنها تقسيم لليمن ثم وافقنا عليها تستطيع القول أننا خنا هذا الوطن من خلال تقسيمه لكن في المقابل تستطيع أن تقول أن توقيعنا نوع من الاضطرار لخرق السفينة.. وأقصد بالسفينة التي ركبها موسى والخضر عليهما السلام، ونحن بهذا رضينا بالضرر الأدنى حتى لا يحصل الضرر الأكبر الذي هو الانفصال. وهذه الوثيقة تصب في إطار الوحدة وهي صيغة من صيغ الوحدة وليست من صيغ التقسيم، مثلا عندما أقول لك محافظات الجمهورية عددها 22 محافظة هل هذا تقسيم، بالطبع لا، وإنما هي اسم لهياكل إدارية فكوني حولت الهياكل الإدارية من أسماء محافظات إلى أسماء أقاليم أو ولايات في إطار الوحدة أو إطار دولة اتحادية فمعنى هذا أني لم أقسم اليمن، التقسيم عندما أقوم بتقسيم اليمن إلى أشطار دون أن يعودوا إلى رئيس واحد وجيش واحد وسيادة واحدة وسياسة خارجية واحدة وعملة نقدية واحدة، معنى هذا أني لو تجاوزت كل هذا تقدر تقول حينها أني قسمت اليمن لكن هذا لم يحصل، تخيل أمريكا نفسها موجودة عندها هذه الصيغة، الإمارات العربية المتحدة عندهم هذا النظام من صيغ الدولة الاتحادية، هناك أكثر من 70 دولة في العالم لديها هذا النظام الذي نحن نسير عليه. لكن هناك بعض القوى السياسية اعترضت على هذه الوثيقة؟ - أقدر اعتراض الحزب الاشتراكي والناصري وقد يكون معهم بعض النظرات والتحفظات بشأن هذه الوثيقة وقد تكون لهما مبرراتهما لكن رفض المؤتمر الشعبي بزعيمه علي صالح ليس له مبرر، أن يقول أنه يحافظ على الوحدة ويقول أن هذه الاتفاقية تقسيم لليمن لأنه أصلا يسعى ومن خلال مخططات الثورة المضادة التي يتبناها مؤتمر صالح هو أن يشجع كل أعمال العنف والتخريب الذي يحصل في المحافظات الجنوبية مما يسموها هبة شعبية والحراك المسلح. (مقاطعا) لكنه الآن يبدو وكأنه هو من يحافظ على الوحدة؟ - للأسف الشديد أن كل المطالب التي جاءت من قبل الأخوة في المحافظات الجنوبية يعني أنهم يريدوا صيغة غير صيغة الوحدة التي تم التوقيع عليها في عام في 22 مايو 90م بسبب ممارسات النظام السابق ولو لم يكن النظام السابق برئاسة صالح يُمارس عليهم الظلم وأخذ ممتلكاتهم لما سمعنا لهم أي مطالبات تصل عند بعضهم إلى حد الانفصال كما هو حاصل اليوم. ما الذي قدمته الثورة لمأرب وماذا قدمت مأرب للثورة؟ - طبعا مأرب شأنها شأن الكثير من محافظات اليمن قدمت للثورة بقدر جهدها ومستطاعها، أما ما الذي تريده مأرب من الثورة فمأرب لا تطلب شيئا من الثورة في هذا الظرف لأننا نعلم أنها لا تزال في بدايتها وسنقدم للثورة كل ما تريده حتى تنتصر وتقوم على -حيلها كما يقول السودانيين- والنصر قادم وكل هذه العراقيل والذين يتجمعون في خندق واحد لإفشال هذه الثورة الشبابية التي حلم بها الأجداد قبل الأبناء كل هذه المؤامرات ستتكسر أمام حركة ونشاط ووحدة وصبر الشباب الذين قاموا بالثورة العظيمة.