أثبتت تعز يوم 11فبراير بثوارها وثائراتها رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا بأنها لا تزال في ثوره مستمرة متجددة بحماس ثوري لا يكل ولا يمل، وأن الأمواج البشرية التي تدفقت إلى شارع جمال لدليل واضح على الروح الثورية المتوهجة التي رسمت لوحة فنية لوحدة مكونات الثورة ووجهت ضربة قوية للثورة المضادة التي يقودها المخلوع وفلوله ومرتزقيه. إن خروج الملايين من اليمنيين الأحرار والثوار والحرائر الثائرات يوم 11فبراير في كل اليمن وباندفاع ذاتي وطوعي ليدل دلالة قاطعة على الشعور بالتحرر والانعتاق من الاستبداد والظلم والطغيان الذي مارسه المخلوع الذي ظن بأنه يستطيع زرع الحكم الوراثي الإمامي المتخلف مرة أخرى، ولكن أحرار 11فبراير كانوا له بالمرصاد فتحالف المخلوع وفلوله مع فلول الملكية والإمامة وقد أخزاهم الله يوم 11فبراير بذلك التجمع الهزيل الذي ظهروا فيه كثورة مضادة. هذه الثورة المضادة أمر طبيعي كرد فعل على ثورة 11فبراير، وكما يقال (لكل فعل رد فعل) فكيف لا يكون هناك رد فعل وهؤلاء الذين حكموا 33عاما حتى شعروا أنهم قد ملكوا كل شيء واستأثروا بكل شيء حتى بدأوا خطواتهم العملية بتوريث الحكم وإعادة الإمامة والقضاء على الثورة والجمهورية. كيف يتركون مصالحهم التي ورثوها خلال حكمهم من بيع الغاز والبترول والثروات بأرخص الأثمان من أجل العائد إلى جيوبهم؟ كيف وقد عبثوا بكل شيء وأخذوا كل شيء فعبثوا بالمال العام بالمليارات من الدولارات وأرسلوها كأرصدة للخارج، واليوم يخافون استردادها ومحاكمتهم؟. كيف وقد عبثوا بالأرض العام وبأرض الأوقاف ووزعوها شرقا وغربا للمؤيدين والمقربين والمتنفذين من زبائنهم وعبيدهم؟.. كيف وقد أفسدوا كل شيء في التعليم والصحة والاقتصاد والسياسة؟. كيف وقد ارتكبوا جرائم حرب في حق الشعب في جمعة الكرامة وساحة الحرية بتعز وفي عدن وفي حضرموت وفي اليمن، كله كيف وقد قتلوا أكثر من 2000شهيد وأكثر من 20 ألف جريح؟. لذلك كان لابد من ثورة مضادة من قبل المخلوع وفلوله وبقايا الإمامة وفلولها، وكان لابد من التخريب، وعن طريق عصابة التخريب والعمل بكل ما لديهم من قوة لاسقاط ثورة 11فبراير والعودة إلى الحكم، ولكنهم واهمون واهمون واهمون فقد فاتهم القطار وانتصرت الثورة كما انتصرت ثورة سبتمبر بعد حصار السبعين ودحر فلول الملكية والارتزاق من العاصمة صنعاء. ولقد أثبت الشعب بخروجه يوم 11فبراير أنه قادر على حماية ثورته والتضحية من أجلها بكل ما يملك وبكل غال ونفيس. على الأخ الرئيس وحكومة الوفاق والأحزاب السياسية أن ينتقلوا من الأقوال إلى الأفعال، ولابد من التسريع في الأمور الآتية: عمل خطة واضحة ومزمنة لتطبيق مخرجات الحوار وفي مقدمتها لجنة الدستور، واستكمال هيكلة الجيش والأمن، وتطهير أجهزة الدولة من الفساد والفاسدين، وتوفير العيش الكريم لكل الشعب، وتوفير فرص عمل للشباب، والعمل على ثورة تعليمية تنموية لضمان مستقبل الأجيال، وعمل آلية تضمن العيش الكريم لأسر الشهداء ومعالجة الجرحى والإفراج عن المعتقلين. وأخيرا على جميع مكونات الثورة أن تظل في زخمها الثوري الذي جسدته يوم 11فبراير 2014 وأن يظل صفها موحدا وأن يتحول عملها نحو المستقبل وبناء اليمن الجديد. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والنصر للثورة والخزي والعار لأعداء الثورة. ورحم الله أبو الأحرار الزبيري حين قال سجل مكانك في التاريخ يا قلم فها هنا تبعث الأجيال والأمم هنا البراكين هبت من مضاجعها تتطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم ورحم الله الشابي حين قال إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر