لقد جاءت ثورة سبتمبر بعد معاناة طويلة وتضحيات جسيمة ضد حكم استبدادي ظالم كهنوتي متخلف قدم فيها الشعب اليمني قوافل من الشهداء في ثورة 48, وفي60,55م ثم في ثورة 26 سبتمبر وهذا كله من أجل الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية والقضاء على الحكم المستبد الذي رزح عقودا من الزمن على كاهل الشعب اليمني ولقد أدرك الثوار الأحرار أهمية التخلص من الاستبداد والاستعمار فكان الهدف الأول من قيام الثورة هو التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما ... وعلى حين غرة من الثوار الأحرار صعد إلى السلطة من أعاد إلينا مأساة الحكم الإمامي البائد باسم الثورة وعمل كل ما في وسعه لتوريث الحكم لاولاده والقضاء على النظام الجمهوري ومكاسب الثورة المجيدة كل ذلك على حين غفلة من الشعب وكرس الظلم والاستبداد والفقر والجهل والمرض ... ولكن مع موجات ثورات الربيع العربي كان الشعب اليمني في المرصاد للطاغية الظالم وللحاكم المستبد فجاءت ثورة 11 فبراير 2011 للتحرر من لاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة ولقد استطاع شعب اليمن أن يزيح المستبد الظالم من رأس النظام بعد تضحيات جسيمة وآلاف الشهداء والجرحى الذين سكبوا دماءهم في شوارع اليمن في جمعة الكرامة في صنعاء وفي جولة كنتاكي ....وفي محرقة تعز وجمعة 11 _11في تعز كذلك وفي عدن والحديدة وكل محافظات الجمهورية قدموا هذه الدماء الزكية من أجل التخلص من الاستبداد الذي قامت من أجله ثورة سبتمبر وها نحن بعد 51 عاما ما زلنا ننضال من أجل القضاء على الاستبداد ومن أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدل والمواطنة المتساوية لكل الشعب اليمني. إذا فثورة 11 فبراير هي ثورة تجديدية لثورة 26 سبتمبر و14اكتوبر من أجل التحرر من الاستبداد .....ولابد من أن يدرك الثوار أنه كما سرقت ثورة 26 سبتمبر وصعد إلى الحكم من عمل ضد أهداف سبتمبر وانحرف بالثورة نحو الظلم والاستبداد والتوريث والقضاء على النظام الجمهوري فهناك اليوم من يعمل ضد ثورة 11 فبراير وباسم الثورة إن المستبد المخلوع وأزلامة وفلوله يعملون ليلى نهار في ثورة مضادة ضد أهداف ثورة 11 فبراير ويريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء مستغلين بعض السذج والمرتزقة من أجل تحقيق مآربهم الدنيئة ولكن نقول لهم أن شعب اليمن لكم بالمرصاد فالشعب قد تحرر من عقدة الخوف وهو مستعد أن يضحي بكل غال ورخيص ومن أجل حريته وكرامته وان شعوب الربيع العربي لا يمكن تعود إلى الوراء فهذه مصر رغم الانقلاب العسكري المدعوم إقليميا ودوليا هاهو الشعب المصري يخرج الى الشارع من أجل حريته وكرامته ويقدم يوميا الشهداء والجرحى حتى أصبح الانقلابيو ن في ورطة لا يدرون كيف يخرجون منها وقريبا بإذن الله سينتصر شعب مصر وستحتفل جميع الشعوب العربية بهذا النصر القريب بإذن الله... ولا يظن المخلوع وفلوله أن سيكرر تجربة مصر فالشعب اليمني له بالمرصاد وعيون الثوار تراقبه وتراقب تحركاته وممارسته الإجرامية في التخريب والتدمير سواء في أبراج الكهرباء أو أنابيب النفط أو عصابات التقطع و الإجرام أو إثارة الفوضى والشغب ... فالشعب اليمني الذي قدم الشهداء والجرحى في ثورة 11 فبراير لن يفرط فيها مهما عمل المخلوع وفلوله الذين يريدون أن يوصلوا الشعب اليمني إلى أن "ليس بالامكان أحسن مما كان ......."فالشعب يدرك ذلك كله وأنه لن يعود إلى الوراء ولا إلى الخلف مهما قدم من التضحيات وعلى الثوار الأحرار ومكونات الثورة كلها أن يدركوا هذه المؤامرة وأن لا ينفذ المخلوع والثورة المضادة من خلالهم وعلى أن يوحدوا صفوفهم نحو التوافق وبناء المستقبل وبناء اليمن الجديد يمن الحرية والعزة والكرامة يمن العلم والمعرفة والحضارة .... ولابد من وقفة تقويم حكومة الوفاق التي أنجزت بعض أهدافها وأخفقت في أخرى فلابد من المشترك من وقفة تقييميه حتى يقفون بشفافية أمام الانجاز وأمام الإخفاق ... حتى يتجه الجميع صوب تحقيق أهداف الثورة ومن أهمها بعد ما تحقق من الحرية والكرامة توفير العيش الكريم لكل أفراد الشعب اليمني والحياة الآمنة والمستقرة ثم العمل معا مع مخرجات الحوار الوطني حتى يتم تنفيذها في أرض الواقع والتي من أهم مخرجاتها العزل السياسي للقتلة ورفع الحصانة عنهم وتحقيق أهداف الثورة وعلى الثوار أن يثقوا كل الثقة بان ثورتهم منصورة وأن النصر حليفهم وان يتوكلوا على الله أولا وأخيرا وأن يستمروا في ثورتهم حتى تستكمل جميع أهدافه. "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم هم المنصورون وأن جندنا لهم الغالبون " "ألا إن نصر الله قريب.." "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" ورحم الله الشهيد الزبيري الذي شاهد ممارسات بعض الثوار الخاطئة وكتب قصيدته السينية وقال فيها: "وانتم طبعة للظلم ثانية, تداركت كل ما قد اهملوا ونسوا والحكم بالغصب رجعي نقاومه, حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا" الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر للثورة