يعيش ناصر الكردي خلف قضبان السجن المركزي بصنعاء منذ تسع سنوات منذ أن كان عمره لا يتجاوز الثالثة عشر حين جعلته الخطيئة تحت رحمة الطغيان الإنساني في بلد كاليمن يحاكم فيه الضعيف ويتحرر فيه القوي. وتحدث ناصر "للأهالي نت" عن قصته بالقول إن أحد الضباط في الأجهزة العسكرية وجده في أحد جولات العاصمة يبيع "الفاين" قبل ما يقارب العشر السنوات فطلب منه أن يأتي لخدمته في بيته على أن يعطيه الأجر الذي يأخذه في الجولة. وأضاف " استجبت لطلبه وظللت في بيته ما يقارب العام وقدر الله علي أن آخذ مسدسه الذي طلب مني أن أعطيه إياه فخرجت منه رصاصة استقرت في أحد حراس الضابط انتقلت على إثرها إلى السجون والمحاكمات وعمري لا يتجاوز الثالثة عشر. لناصر ست أخوات وليس هناك من يعولهن سوى والده الضعيف الذي لم يستطع التوفيق بين متابعة ولده في السجن وإعالة بيته نتيجة امكاناته المادية وكبر سنه. سالت دموع ناصر لعدة مرات أثناء حديثه معنا داخل السجن المركزي لكنه حدثنا عن حياته الخاصة في السجن وأخبرنا أنه حفظ من القرآن الكريم ثمانية عشر جزءا وأنه التحق في الدراسة النظامية داخل السجن المركزي وهو الآن في الصف الثاني الثانوي وأنه يطمح لأن يكون عالم فلك. ويقول المقدم محسن الحسني مدير التأهيل في السجن المركزي إن حالة ناصر من الحالات الإنسانية داخل قضبان السجن المركزي بصنعاء وأن محكوميته التي كانت ظالمة انتهت قبل ثلاث سنوات وهو الآن محجوز على ذمة الغرامة المالية فقط وأن على الخيرين مساعدته بدفع الغرامة المالية التي عليه. وتحدثت مؤسسة السجين الوطنية عن حالة ناصر قائلة " هو من السجناء المعسرين الذي ندعوا الخيرين ورجال الأعمال أن يساهموا بالإفراج عنه وأن يعطوه الحرية بأموال يدفعونها عنه". وناشد ناصر الكردي الجهات المختصة وفاعلي الخير مد يد العون له والتخفيف عن والداه المسنان وأخواته الست بدفع المبلغ المحدد عليه.