الطالب الفاشل يجوز لنفسه الغش هروبا من واقعية تقصيره في التحصيل والاستذكار الدراسي ويعبر بفعله هذا عن نفسيته المريضة أو اللا مسئولة إن صح التعبير ولنتصور كارثة هذا الطالب الذي اعتاد الغش طيلة مسيرته الدراسية واجتاز مراحله الدراسية بهذا الأسلوب وجلس وفق شهاداته الكاذبة على كرسي مؤسسة نافذة يشرف على تنفيذ مشاريع تنموية أو خدمية أو أمنية !! هل ينتظر من مثل هذا الذي عايش اكذوبة كبيرة لسنوات إسمها النجاح وارتضى لنفسه خداع المجتمع فيما يتعلق بمصيره ومستقبله التعليمي وضرب ضميره اللوام منذ زمن ليسكته فلا يعكر عليه ما هو عليه من لذة النجاح والوصول إلى ما لم يصل إليه الحالمون .. أينتظر من مثل هذا أن يخلص لوطنه ويصدق مع الله ويصدق مع وطنه والناس ؟! أنا حقيقة لا أستطيع تصور ذلك ! . لا تقوم الدول وتنهض من عثراتها بأمثال هؤلاء ، بل بهم تضرب فقرات الظهر والرأس لتدخل في غيبوبة لا تنجو منها إلا بأيد ماهرة حاذقة احدودبت ظهورها طيلة أعوامها الدراسية وهي تضم العلوم والمقررات الدراسية وتدخل قاعات الامتحانات وليس في قواميسها أبجديات الغش أو التغشيش بل يصيبها الغثيان إذا لمحت عينيها بعض الإشارات الدالة على الغش . . نعم .. هؤلاء وحدهم الذين تتطلع إليهم البلاد وتأمل فيهم الخير كله .. هؤلاء الذين يدركون معاني الوطنية إذ كانوا يرددون في طوابيرهم المدرسية كل يوم نشيدهم الوطني بحب وولاء بينما الفاشلون ذوو الغش يسرحون ويمرحون هنا وهناك بقناعات سطحية لا مسئولة إن واكبوا بعض أيام الأسبوع الدراسي فمن الحصة الثانية أو الثالثة ليغادروا مدارسهم أثناء فترة الراحة أو بعد الخامسة . صحيح أن انقطاع الكهرباء المتكرر والحر الشديد ووضع البلاد لا يساعد على التحصيل والاستذكار الدراسي بالشكل الجيد لكنه ليس المبرر ولن يكون مبررا للغش واللعب والاستهتار العلمي الذي تقوم حضارات الدول عليه ! وكما أن الطالب الفاشل يسعى للغش فكذلك للأسف هناك جهات مسئولة لا نعلم ما هي المصالح التي يجنوها من رعايتهم للجان تفتح أبوابها على مصراعيه للتغشيش وتصبح صورة اللجان كفصول دراسية ينقل الطالب من الكتاب إلى كراسة أو أوراق الامتحان ما يكون إجابات لأسئلة الامتحان ! إنها إدارة للتجهيل بقصد وإصرار تجمع للأسف رتبا عسكرية ومشايخ ووجهاء وأعيان ورجال أعمال أخشى ما أخشاه أن تكون إرادات سياسية لها مآربها الخاصة أو الحزبية أو أجندتها الخارجية !! لك الله يا وطن إنك تضرب في العمق من كل اتجاه وعلى كل مفصل من رأسك حتى أخمص قدميك . هل للتربية والتعليم ولا زلنا نحسن فيها الظن ونأمل في مساعيها كل خير أن تعمل على محاصرة هذه الجريمة في حق التعليم وفي حق الوطن وتجفف الكثير من مصادرها وتضع استراتيجية ولو لأعوام للقضاء تماما على إدارة استوطنت المؤسسة التربوية والتعليمية لتعمل على تخريب الأجيال وتجهيلها .