صورة يقال أنها لأحد اسرى الحوثيين تم تداولها في مواقع التواصل الإجتماعي. تفاوتت التعليقات بين السخرية و النقد و الإعجاب و التفاخر، سطحية النظر غيب عنهم ما تروي الصورة عن مأساة واقعهم. خط الزمن في تعابير وجه الأسير قصة غربة في وطن، حيث يحكم الحرمان و يسهل الضياع. كتب على جبينه رحلة شقاء بين سد رمق جائع و البحث في فراغ. الفرص المتاحة لم تكن كثيرة، و خيارات العيش لم تترك للتعليم مجال ليصقل الوعي و الإدراك. سبل البحث عن الرزق ليست متوفرة حتى تتكفل بوحشة أوقات فراغ كبيرة، ذلك الفراغ الذي يتربص فيها الشيطان. على الوجه النحيل تاهت معاني العدالة، كيف يقاتل من يسكن العدم وجهه من اجل وجه اخر ممتلى حد التخمة. متخمون يقطفون إعمار الآخرين زهور تتورد بها وجوههم المنعمة، خلف الأسوار و الحراس يتحدثون بإسم الله و هم يقودن خلقه للهلاك. ثيابه التي توحي بتقشف مقاتل وهب نفسه للموت من اجل سيد، تسخر ملابسه ترفا من كرم الزاهدين. في يدة ساعة تشير الى زمن مختلف، يحرص عليها بعدما تخلى عنها الكثير في زمن الهواتف الذكية. فهي اكثر قدرة على التعامل مع الوقت و تنظيمة لمواكبة زخم الحياة و تعدد الخيرات . ولان حياته فراغ لم يتغير لازال مستكفيا بساعة تشير لوقت لا يعني له شئ سوء موعد واحد مع الموت. لا شئ في ملامح الأسير ينطق بالحياة، كل ما فيه يوحي بغياب صاحب الجسد، فقد تركه دون مباله وكانه يبحث عن الخلاص من عبء ثقيل. معا هذا الحزن والبؤس و المعاناة، ومع كل ما فيه من حرمان الا انه لازال أحمر عين.. حاله حال أبناء وطنه الذي يمكن لكل شئ فيهم ان يتماهى الا كونهم حمران عيون. مستعودن للموت في سبيل ان يحيى غيرهم، و يعجزون عن الحياة من اجل أنفسهم. *الصورة التي يتداولها نشطاء