- هل من مصلحة الحوثي وجود دولة قوية تفرض هيبتها وسلطتها على كل المحافظات؟ - من يصدق أن جماعة الحوثي ستسلم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة؟ - أيعقل أن رئيسا أدار البلاد بسياسات كارثية وغباء مفرط خلال 3 سنوات أن ينجح خلال الفترة القادمة؟ - هل يمكن بناء دولة مدنية مع وجود جماعات مسلحة؟ - هل يمكن أن تستقر البلاد في ظل انفلات شامل وأزمات مزمنة وقيادة سياسية فاشلة؟ - كيف ستهدأ الأوضاع في ظل وجود جماعات تستقوي بالسلاح، وتمارس تصفية حسابات ضد خصومها السياسيين وبتواطؤ رسمي؟ - هل يستطيع بلد أن ينهض ورئيسه شخص غير مسؤول وحكومته بلا صلاحيات والأحزاب السياسية فيه ضعيفة، وجماعات العنف والإرهاب تتوسع باضطراد؟ - ماذا تتوقع من بلد صنعت فيه إحدى دول الإقليم أدوات محلية عميلة وترسانة عسكرية لتنفيذ استراتيجيتها الجهنمية في المنطقة؟ - ضرب الحوثي الاقتصاد الوطني في العمق، كم نحتاج من الوقت لترميم ما دمره؟ الإجابة عن هذه الأسئلة يقودنا مباشرة إلى معرفة المستقبل الذي ينتظر اليمن واليمنيين! صحيح أن المستقبل بيد الله لكن هذه مؤشرات واضحة لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا، وقد تحدث متغيرات مفاجئة في لحظة ما وتقلب موازين القوى لكن هذه أمور من علم الغيب لا يعلمها إلا الله، ولا ينبغي الركون عليها. نحن أمام مشهد سوداوي سيقودنا حتما إلى مستقبل كارثي سندفع نحن وأبناؤنا وأحفادنا ثمنه باهضا، بلد لديه كل إمكانيات النهوض ابتلاه الله بغياب القيادة المؤهلة لإدارته، كان لدينا دولة هشة انفرط عقدها بلمح البصر ونحتاج إلى سنوات من أجل استعادتها، مخرجات الحوار رغم سلبياتها القاتلة تجاوزتها الأحداث الأخيرة، اتفاق السلم والشراكة داسته جماعة الحوثي قبل أن يجف حبره، لا توجد مؤسسة في البلد تتمتع بالشرعية، تحديات لا تحصى ومخاوف شتى. لم يعد أمام اليمنيين من خيارات سوى الهجرة، وهذا خيار صعب في ظل المضايقات التي يعانيها المغتربون اليمنيون في الخارج، أو السكوت وفي هذه الحالة عليهم انتظار سنوات عجاف وحروب أهلية تأكل الأخضر واليابس طالما أن رئيس الجمهورية عاجز، والحكومة شكلية والأحزاب منخورة من الداخل، والحوثي مجنون والقاعدة عقلها صغير، وصالح بلا ذمة أو ضمير والحراك الجنوبي بدون رأس، والخارج متآمر ودول الجوار مصابة بالعمى. الحل الأفضل لليمنيين الآن هو إنشاء حركات وتكتلات ضغط جديدة بعيدا عن كل الوجوه القديمة، وستكون حتما نواة لتشكيل جبهة وطنية قادمة تقودها قيادات غير ملوثة بطريقة مختلفة، وسيلتف الشارع حولها بعد أن يئس من إحراز أي تقدم وخوفا من مصير مجهول ينتظره. نحتاج إلى مبادرات فردية صادقة وغير مشبوهة يدشنها شباب مخلصون بغض النظر عن حجمهم وأعدادهم، ولا بد من التضحية في سبيل هذا الوطن، وفي فترة قياسية سيجدون جماهير تصطف خلفهم وبعض القيادات السياسية النظيفة من مختلف الأطياف ستلحق بهم من أجل بدء ثورة جديدة تتلافى كل قصور السابق والأخطاء الماضية. تبدأ الثورة بنصب الخيام أمام دار الرئاسة، ولا ترفع إلا بعد صدور قرار جمهوري بدعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية مبكرة في موعد محدد مع ضمان الحرية والنزاهة والشفافية، ويتم التوافق على شخصية وطنية قوية تحظى بإجماع عام والدفع بها للمنافسة ببرنامج انتخابي واضح ومزمن يعقبها تشكيل حكومة من القوى الثورية الصاعدة تدير الدولة لفترة انتقالية محددة، وهذه هي الخطوة الأولى والوحيدة لانتشال اليمن من حافة الهاوية. * رئيس تحرير صحيفة الناس