نظم عدد من الصحفيين والناشطين والحقوقيين وقفة تضامنية مع صحيفة الثورة الرسمية التي سيطر عليها مسلحو جماعة الحوثي مطلع الأسبوع الماضي، ورفضاً لكل أشكال التهديدات والاعتداءات التي تطال الصحفيين والمؤسسات الاعلامية. وهوا الأمر الذي يعتبره الصحفيين والإعلاميين مؤشر خطير على مستقبل حرية الاعلام في اليمن. وقال نائب رئيس مؤسسة الثورة مروان دماج إن صحيفة الثورة أصبحت مخطوفة بيد المليشيات واللجان التابعة للحوثيين، وأن إصدارها أصبح خارج عن سيطرة هيئة التحرير. وروى دماج حادثة سيطرت حوثيين مع مجاميع مسلحة على الصحيفة، وفرضهم بعض المواد الصحفية التي تتنافى مع سياسية الصحيفة. وأضاف دماج إن أحد الحوثيين ومعه مسلحين دخلوا الى مكتب هيئة التحرير وفرضوا مواد صحفية بالقوة والتلويح بالسلاح لمن يعترضهم، وقاموا بإصدار الصحيفة رغم التوجيهات التي جاءت من قيادات الصحيفة ووزيرة الإعلام، والى الآن لا تزال الصحيفة تصدر خارج عن سيطرة إدارة التحرير. وأشار دماج أن المؤسسات الإعلامية الرسمية المرئية والمقروءة والمسموعة باتت في قبضت المليشيات المسلحة، وأن على الصحفيين والإعلاميين التضامن معها لاسترجاعها من قبضت المسلحين. وفي الوقفة أدان الصحفيين الحاضرين في الوقفة ما تقوم به جماعة الحوثي من فرض توجهاتها على الوسائل الاعلامية الرسمية، وخرجوا بمقترح تشكيل لجنة من الصحفيين والحقوقيين للمطالبة باسترجاع المؤسسات الاعلامية الى حاضنة الدولة. وناشدت نقابة الصحفيين اليمنيين جميع المؤسسات الاعلامية في اليمن بأن تتضامن مع زملائهم في الثورة أن تدعم كل الجهود الهادفة الى استعادة الوضع القانوي والمهني للصحيفة. الى ذلك دعاء الاتحاد الدولي للصحفيين عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين لوقف التحريض ضد وسائل الاعلام اليمنية وسحب مجاميعه من المؤسسات الاعلامية التي يحتلونها، حسب البيان. وقال جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين:” ندعو الحوثي الى إنهاء احتلاله للمؤسسات الاعلامية ووقف تهديده للصحفيين الذين ينتقدون حلكته. وأضاف إن المسار الذي يبيته الحوثي خطير وإننا نحمله مسئولية سلامة الصحفيين العاملين في صحيفة الثورة وأوضاعهم وظروفهم المعيشية”. كما أدان أبو ملحة إعمال المجاميع الحوثية داعيا الصحفيين الذين رفضوا الرضوخ لأوامر المليشيات التي أرادت التحكم بمحتويات الصحفية، الى رفض العمل في ظل هذه الظروف غير الآمنة. وأوقفت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف توزيع صحيفة الثورة الحكومية، في ظل سيطرة جماعة الحوثيين على هيئتها التحريرية وإصدارها خلافاً لسياستها الحكومية. وقالت السقاف خلال زيارتها لمكتب الصحيفة بعدن يوم الثلاثاء، إن على جميع المكاتب في المحافظات أن تغلق مكاتب التوزيع، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وكانت السقاف قالت في تدوينه لها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الاثنين، إن الحوثيين يصرون على التحكم بالسياسة التحريرية للإعلام الحكومي. ووفقا لنقابة الصحفيين اليمنيين نقلاً عن فرع النقابة في صحيفة الثورة، دخلت عدد من اعضاء اللجان الشعبية برفقة مسلحين إلى المبنى بعد ظهر يوم الثلاثاء 16 ديسمبر مطالبين بالاجتماع مع المحررين لمناقشة الخط التحريري للصحيفة، ولكن رفض الصحفيون التحدث معهم. ويأتي احتلال صحيفة الثورة الرسمية أكبر الصحف اليمنية بعد سيطرة مجموعة مسلحة من حركة أنصار الله في سبتمبر الماضي مقر تلفزيون اليمن، المحطة اليمنية الرسمية. ومنذ ذلك الحين، حصلت عدة اعتداءات موثقة من قبل مسلحين ينتمون إلى هذه المجموعة ضد وسائل الإعلام الخاصة، بالإضافة إلى تهديد عدد من الصحفيين. وفي وقت سابق وجه مدير عام رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون جبر الضبياني في مذكرة حصلت "الاهالي" عليها لوزيرة الاعلام يشكو تعرضه الى الإساءة والتهجم والمضايقات والاعتداء من قبل أطراف تحاول فرض أمر الواقع بالقوة وإجبار الكل للتعامل معه وان كان مخالفا للقوانين حد وصفه. وقال الضبياني إن جماعة الحوثيين تتخلص وتقصي كل من يحاول رفض وإنكار نشاطها في المؤسسة مشيرا إلى أنه تعرض لتهديدات مختلفة اذا لم يمتنع عن ممارسة عمله في المؤسسة الحكومية والتي سيطرت عليها الجماعة في أعقاب سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي. وكان عبد الملك الحوثي قد هاجم الأحد الماضي وسائل الإعلام والصحفيين في خطاب ألقاه امام زعماء القبائل، قائلا: "كثير من وسائل الاعلام وكثير من الاعلاميين يتحركون في الاتجاه المضاد لشعبنا اليمني العظيم وثورته المباركة بوضوح وبأساليب كثيرة... ويسلطون كل اعلامهم بعداء نحو اللجان الشعبية بالرغم مما تحققه من انجازات. يعملون على اثارة ضجيج حول قضايا ثانوية.. بدلا من أن يصب في الاتجاه الداعم للبناء يعتمد على الشتائم والسباب والأكاذيب بغية تشويه الثورة." ويواصل جماعة الحوثيين "أنصار الله", إصدار الصحيفة الحكومية بإشراف صحفيين موالين لهم، منذ أن سيطروا على الصحيفة الحكومية الأكبر في البلاد مطلع الأسبوع الماضي.