عاد وفد الإنقلابيين في جنيف للمشاركة في جلسة المباحثات الرابعة اليوم الجمعة، بعد أن قاطعها لساعات، عقد خلالها جلسة منفصلة مع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ. وقالت مصادر إعلامية في سويسرا إن التطورات الميدانية في اليمن ألقت بظلالها على مباحثات جنيف، حيث وجه الوفد الإنقلابي اتهامات للأمم المتحدة ومبعوثها بالتواطؤ مع الشرعية. وأكدت المصادر أن عضو وفد الإنقلابيين "مهدي المشاط" تلفظ بألفاظ نابيه على المبعوث ولد الشيخ خلال الجلسة الانفرادية المنعقدة بطلب منهم، كما وجه تهديدات لطاقم الأممالمتحدة ولمكاتبها في صنعاء، غير أن رئيس وفد المخلوع صالح، الدكتور القربي، اعتذر عن تلك الإساءة، واعتبر ذلك نتاج عن قلة الوعي والخبرة السياسية لوفد الحوثيين. يأتي هذا التطور في موقف الإنقلابيين، في ظل تباينات وخلافات حادة بين ممثلي الحوثيين من جهة وممثلي المخلوع صالح من جهة أخرى حول بعض القضايا، عزز من حدة التباينات التطورات الميدانية في اليمن التي تتجه لصالح الشرعية بعد أن حققت انتصارات كبيرة في محافظتي مأرب والجوف، وفي مدينة حرض الحدودية، وهي انتصارات جاءت كما تقول السلطات الشرعية، ردا على الخروقات المتواصلة للهدنة من قبل المليشيا الانقلابية، التي تجاوزت التراب الوطني، باستهداف الأراضي السعودية بصاروخين بالستية، تمكنت قوات التحالف من اعتراضها. وتشهد مفاوضات جنيف الثانية منذ انطلاقها يوم الثلاثاء خلافات في ظل محاولة وفد الانقلابيين فرض شروط جديدة. وباستثناء اتفاق على تسهيل إيصال مساعدات فورية إلى مدينة تعز، فشلت مساع أممية حثيثة لتقريب وجهات النظر بين وفدي الحكومة اليمنية، والحوثيين وحلفائهم، حول أولويات النقاش، خاصة فيما يتعلق بملفي المعتقلين والترتيبات الأمنية والعسكرية.