اعتبر الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك في اليمن أن ما أسفرت عنه جلسة مجلس الأمن الدولي، أول أمس الثلاثاء، بشأن متابعة تنفيذ اتفاق التسوية السياسية “لم يكن بالدرجة المأمولة والمتوقعة”، إلا أنه رأى أن “ما جاء في مجلس الأمن لم يكن مخيباً للآمال بدرجة كبيرة، فقد تمت الإشارة إلى معرقلي المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وأنه مازالت هناك فرصة لأن يدركوا أنهم لن ينجوا من العقاب والمساءلة”. وقال د . عبده غالب العديني: كنا نتوقع من مجلس الأمن موقفاً وقرارات واضحة وصريحة، فلديه معلومات واضحة من هم المعرقلون للمبادرة الخليجية، وكنا نتوقع إجراءات رادعة وأوامر مثل تجميد أموال أو منع سفر، خاصة ونحن نسير في إطار تنفيذ المبادرة وآليتها وكان يفترض أن نكون قد بدأنا بخطوات أكثر في إطار تنفيذها ولكن نتيجة العرقلة من قبل علي صالح وإعاقة جهود الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني سيكون هناك تأجيل قضايا في المبادرة الخليجية. من جانبه، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي إن المجتمع الدولي حريص على الأمن والاستقرار في اليمن وتجاوز الصعوبات ومساعدة اليمنيين في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي توافقت عليها القوى السياسية وهي المخرج لتجاوز الأزمة التي عصفت بالبلاد العام الماضي. وأكد طارق الشامي حرص المؤتمر الشعبي العام على تنفيذ المبادرة الخليجية بكافة بنودها من دون انتقاء على أن يتم تهيئة الأجواء المناسبة لمؤتمر الحوار الوطني والوقوف أمام التعديلات الدستورية ومعالجة القضايا كافة كالقضية الجنوبية وأحداث صعدة وأن يرسم اليمنيون صورة المستقبل الجديد لبلادهم. وكان مجلس الأمن الدولي قد استمع، الثلاثاء، إلى تقرير من الموفد الدولي إلى اليمن جمال بن عمر عن سير عملية التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية التي وق�'عت عليها الأطراف السياسية في نوفمبر العام الماضي التي بموجبها تم تنحية علي عبدالله صالح عن منصب الرئاسة. ودعا ابن عمر في تقريره إلى معاقبة من يعرقل قرارات هادي لإعادة تنظيم قوات الجيش والأمن والسيطرة عليها، وقال إن “أولئك الذين يشجعون على التخريب والعرقلة من وراء الكواليس يجب أن يعلموا أنهم تحت المراقبة وأنه ستتم محاسبتهم وأن الصبر الدولي بدأ ينفد”، في إشارة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأعوانه، كما تطرق إلى تصاعد التوتر بعد رفض قائد اللواء الثالث حرس جمهوري طارق محمد صالح، نجل شقيق صالح التنحي عن منصبه. وأكد أن تلك التطورات تظهر أن الأسباب الكامنة للتوتر مازالت موجودة وتعرقل جهود هادي لإعادة تنظيم قوات الجيش والأمن والسيطرة عليها بما قد يعرقل عملية التحول الهشة في اليمن ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل خطر، مشدداً على ضرورة بذل كل الجهود لإبقاء عملية التحول على مسارها السليم. وأضاف قائلاً: “على الرغم من أن عملية التحول السياسي في اليمن لاتزال إلى حدٍ بعيد تسير في المسار الصحيح، إلا أنها لا يمكن أن تتم في ظل استمرار التهديدات العسكرية”. من جهتها كشفت مصادر دبلوماسية في الأممالمتحدة أن مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن اتفقوا على إصدار قرار تاريخي مهم بشأن اليمن سيصدر مطلع الأسبوع المقبل سيتضمن تأكيد وقوف أعضاء مجلس الأمن إلى جانب قرارات الرئيس هادي وتحذير أي طرف من عرقلة تنفيذ هذه القرارات، واعتبار العرقلة إعاقة لنقل السلطة سلمياً في اليمن، وبالتالي تحدياً لقرارات مجلس الأمن الدولي وللمبادرة الخليجية. - نقلا عن صحيفة الخليج الاماراتية