يقول الرعية عن العكابر كلام عجيب، تخيلوا أن العكبار يأكل ظلف البقرة كله ويخلي الدم يسحب الحصى ومن غير أن تشعر البقرة بشيء؟ يقولون إن العكبار يمتلك تقنية خطيرة جدا، أولا «يجدم»، يعني: يعض. وثانيا «يكهّي»، يعني: يخرج من جوفه هواء ساخن ليخدر به موضع «الجدمة»، وهكذا يظل «يجدم ويكهي» حتى يأتي على الظلف كله والبقرة مش حاسس بحاجة.. هكذا يقولوا والعهدة عليهم، لأنه أنا –بصراحة- ما أفهمش بشغل العكابر. ويقول المثقفون في صنعاء إن بعض الأوادم عندهم ذات التقنية، وهذي أنا أفهم فيها كثير، وتعالوا نضرب مثل... الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الأحد، خرج الشيخ حسين الأحمر في مؤتمر صحفي يشن هجوما حادا على الرئيس هادي ويقول إنه يطلع أصحابه وأصحاب البلاد على حساب البقية. وساعتها قلت إن حسين الأحمر تشجع وقال ما جبن عن قوله كثير من الناس. وقلت له وأنا أقرأ الخبر: رغم أنك حسين الأحمر، لكن: أفدي اللقف هذا..!! ثم ما هي إلا أيام قليلة حتى اتضح أن المسألة فيها «إنّ»، وربما يكون فيها «إن» وعدد من أخواتها، وخلونا في «إن» على أساس أنه (معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده).. ظهر الرجل يوم السبت الماضي في حوار مع «الجمهورية»، وإذا به يمتدح الرئيس هادي ووزير الدفاع لأنهم قضوا على القاعدة في وقت قياسي. طيب، وأين دور الجيش ورئيس الوزراء والحكومة وقبائل أبين في تلك الحرب القياسية؟ ليش الرئيس ووزير الدفاع وحدهم دوناً عن العالم كله؟ الجواب واضح، كلام الأسبوع الماضي كان بمثابة «الجدمة» وفق مذهب «ادكمه يعرفك»، بينما كلام الأسبوع الحالي جاء بمثابة «الكهّاية»؟ فاكر والا أفكّرك!؟ أيش كمان قال حسين الأحمر في هذا الحوار الساخن بدرجة 360 درجة بمقياس رختر؟ قال: «أنت وغيرك يدرك أنه لولا القبيلة ما كانت حماية الثورة. القبائل هي التي حمت الثورة وقاتلوا عليها، الشباب خرجوا سلميين.. ولو لم يكن يوجد سلاح مع القبائل لكان علي عبدالله صالح ارتكب مجازر تاريخية بحق اليمنيين وأبادهم جميعا..». طبعا القبائل على عيوننا ورؤوسنا، وهم جزء من هذا الشعب، والجميع ثار ناضل وضحى من أجل نفسه ووطنه، ومن أجل مصلحته ومستقبله، ولا فضل لأحد على أحد، لكن الأخ حسين هنا يشتي يقدم نفسه هو وليس القبائل، وهذي العبارة التي قالها بمثابة «فاتورة» وطلب سداد!! وأتساءل: من الذي حمى حسين الأحمر في الحصبة؟ مش لولا أبناء الحصبة الذين هبوا للدفاع عن مدينتهم وثورتهم لكان علي عبدالله صالح اجتاح الحصبة وأبادهم جميعا و»أعطى لحمهم للطيور»؟ من الذي حماك يا أخ حسين؟ فاكر والا أفكرك؟ الشيخ حسين وشراكة القذافي رئيس مجلس التضامن القبلي الشهير الذي قطع حقه المصروف مؤخرا، راح يؤسس ما أسماه «التكتل الوطني للدولة المدنية الحديثة»، والزميل عبدالرحمن الضفري يكمل الاسم: «التكتل الوطني للدولة المدنية الحديثة العربية الاشتراكية العظمى!! وعلى ذكر الجماهيرية العربية الاشتراكية العظمى، يسأله الزميل ثابت الأحمدي عن ما كان من علاقته بالقذافي؟ فيقول: «علاقتي بليبيا هي علاقة تجارية فقط»، كيف يعني تجارية فقط؟ لو أنه كان مستثمرا في ليبيا لكان استثماره مستمرا حتى الآن، ذلك أن العلاقات التجارية والاستثمارات ستبقى وإن رحل القذافي. لكن الواضح أن القذافي هو الذي كان مستثمرا في اليمن بينما حسين الأحمر وكيل أو شريك، القذافي برأس ماله وحسين الأحمر بمجهوده!! مئة شلن.. من يكسب الرهان!؟ منذ عدة سنين وحسين الأحمر يكرر في كل حوار وتصريح أنه مستعد ينشر وثائق شرائهم بيت علي سالم، وذات الكلام المعاد قاله مجددا في هذا الحوار مع الجمهورية.. طيب انشر هذه الوثائق، من ماسك بيدك؟ إذا رفض الصحفيون التعاون معك؟ ولا يهمك، هذا إيميلي، وهذي عناوين صحيفة الأهالي، أرسلها ونحن ننشرها لك في العدد القادم، ولو تشتي نعمل لك عدد خاص ما فيش مانع، وأنا -هنا- أقدم هذا العرض بكل ثقة لأنني أعرف أنك ستعمل مثلما عمل ذاك الصومالي والفركس.. تشتوا تعرفوا القصة؟ كان هذا قبل نحو خمسين سنة، والمكان عدن، ومش متأكد إذا كانت القصة وقعت قريبا من البيت الذي سكن فيه علي سالم عدة عقود من عمره ولا يملك وثائق ملكيته أم في مكان بعيد!؟ المهم: هناك فاكهة معروفة نطلق عليها -نحن في تعزوعدن وفي عدة محافظات أخرى- اسم «فرسك»، ويسميها أصحاب محافظات أخرى «فركس»، والفرق بين الاسمين هو تقديم وتأخير الكاف. وطبعا، الصوماليون مهما عاشوا في اليمن تظل هناك بعض من الكلمات التي نستخدمها عصية عليهم ولا يتقنون نطقها، وكانوا ينطقون اسم هذه الفاكهة فركس. وهذا النطق في عدن يبدو مقلوبا ومثيرا للضحك. وذات مرة، قدم شخص لأحد الصوماليين عرضا، واحتلق الناس وتجمهروا عشان يتسلوا.. قال له: سأعطيك مئة شلن إذا استطعت أن تقول فرسك. وما كان من الصومالي إلا أن قبل بالعرض المغري وجعل يقول ويكرر: «ورية بانقول، ورية بانخسّر»، يعني أنه سسينطقها وسيخسر الشخص الآخر. وكان يرددها ويكررها بصوت مسموع وهو -في الحقيقة- يستجمع قواه ويتدرب -بينه وبين نفسه- على قول كلمة فرسك بشكل صحيح حتى يكسب الرهان ويفوز بالمئة شلن.. جعل يكرر: «ورية بانقول، ورية بانخسّر»، وعندما تأكد أنه أصبح قادرا على نطقها بشكل صحيح، قال: فركس. يا خسارة، نطقها بالمقلوب!! مسكين، خسر المئة شلن، وجلب على نفسه مزيدا من الضحك والسخرية، ولولا أنني نسيت اسمه الذي ذكره الراوي لذكرته اليوم وتركت الناس يضحكوا عليه بعد خمسين سنة من يوم وقوع القصة!! نهايته، فكر بكلامي جيدا يا أخ حسين، انشر الوثائق التي تفجعنا بنشرها منذ سنين، والعرض الذي قدمته لك مغري جدا: عدد خاص من هذا الرأس، وكمان مئة شلن!! الحشاشية المفرطة في هذا الحوار التاريخي نزل تلطيش في الأطراف السياسية، وتحديدا اللقاء المشترك، ورغم أنه قال: «لا تدخلني في حساسية مع اللقاء المشترك، هم حساسون..». رغم ذلك إلا أنه ظل كل شوية يحش عليهم حشة جامدة، بل ظهر كمن يستعرض عضلاته وقدراته في الحش (من حش يحش حشاشية).. يعني أنا مضطر أنبه لهذا التفصيل الصرفي علشان تكون الأمور واضحة وما نعملش مثل ذاك اللي سألوه: أيش معنى حساس بالإنجليزي؟ فقال لهم: سينستيف، قالوا طيب أيش معنى حشاش؟ فقال لهم: شينشتيف!! وعلى فكرة: إحدى الملاحظات أن كل الصور المنشورة لحسين الأحمر لا تظهر فيها عيونه، دائما يظهر بالنظارات السوداء التي تخفي العيون وما في الصدور.. كنت أعتقد أنه نوع من التعالي والزنط أو تقليد ليحيى صالح، لكن بعض الظن إثم، طلع الراجل عنده «حشاشية»!! مدرسة هائل تتحول إلى مدرسة الشهيد الأحمر يعتبر الشيخ حسين الأحمر أن التعليم هو طريق تمدين القبيلة، وكلامه صحيح، ولكن: أنتم الدولة منذ ثلاثين سنة يا شيخ حسين، أو ربما خمسين سنة، وطيلة هذه الفترة وإلى اليوم وكل شي بيدكم، وجاي تقول إن صالح أقصاكم من العملية التعليمية، وكأن هذا من أسباب معارضتكم له؟ لا والله، ما انخرطت في الثورة إلا بعد أن أقصاك صالح من العملية السياسية، أو بالأصح بعدما بدا لك مخطط استئثاره وأولاده بالكعكة دونكم، أما التعليم فما هو في أولوياتك ولا اهتماماتك ولا في ذهنك.. يا رجل حتى المدرسة التي بناها عندكم المرحوم «هائل سعيد أنعم» قلعتم لوحتها -كما قال أحد الكتاب- وسميتوها مدرسة الشهيد حميد الأحمر!! يا أخ حسين، منزل علي البيض قلتم إنكم اشتريتوه من الدولة وعندكم الوثائق بينما علي سالم الذي سكن فيه نحو أربعين سنة ما يملكش وثائق من الدولة.. طيب واللوحة حق مدرسة هائل: ممن اشتريتوها حتى تتحول إلى مدرسة الشهيد حميد الأحمر!؟