يتحدث الكثير حول نسبة تمثيل شباب الثورة في مؤتمر الحوار الوطني ، ومن الأحق بتمثيل شباب الثورة ، ولم يهتم هؤلاء - مع الأسف - بالحديث عن ضرورة أن تكون أهداف الثورة ومطالبها هي القاعدة الأساسية التي يجب أن ينطلق مؤتمر الحوار من خلالها ، وأن تأتي نتائجه ملبية لمطالبها ومستكملة لتحقيق أهدافها. إذ أن هناك مسلمة على قدر كبير من الأهمية يجب أن لا نغفلها عند تعاطينا مع أي قضية تتعلق بالمشهد السياسي، سواء كان مؤتمر الحوار أو غيره، هذه المسلمة تتمثل في أن الثورة الشعبية السلمية هي المتغير الوحيد والأساس الذي جاءت على إثره كل التطورات السياسية ونتجت عنه كل المتغيرات الأخرى. وبناء على تلك المسلمة يفترض أن يكون تعاملنا - كشباب - مع كل القضايا والمستجدات على مختلف صعد وجوانب المشهد على الساحة الوطنية. ولذلك من الخطأ والغباء قبولنا الحديث عن نسبة معينة لتمثيل شباب الثورة، دون الاهتمام بضرورة أن تكون الثورة هي الإطار العام الذي يجب أن يسير على ضوءه مؤتمر الحوار هذا من جانب، ومن جانب آخر يأتي الخطأ الكبير والكارثة الجسيمة في أن يقبل شباب الثورة الدخول في مؤتمر الحوار ضمن كتلة ما يسمى (بالشباب) هذا المصطلح العائم والمطاطي الذي جاء كتشتيت لأي دور يمكن أن يلعبه شباب الثورة في مستقبل متغيرات ووقائع المشهد السياسي اليمني، وكخطوة سعت لجنة التواصل ممثلة بعبدالقادر هلال ونادية السقاف وغيرهم إلى فرضها بل وإقناع الإتحاد الأوروبي بضرورة فرضها كطريقة مثلى لتمثيل شباب اليمن في مؤتمر الحوار، إذ لا تعدو عن كونها إجهاض وإفراغ متعمد للمتغير الرئيس الذي تحدثنا عنه وهو (الثورة) من أي تأثير أو ثقل في مؤتمر الحوار. لأنه وبناء على تلك الطريقة سيدخل شباب الثورة في مؤتمر الحوار مع مجرمي مخيمات عصر ومخيمات ميدان الثورة ومختلف الفئات التي وقفت ضد الثورة ضمن تكتل واحد إسمه (الشباب)، ولن يكون للثورة وأهدافها أي وجود أو ثقل أو تأثير على مجريات الحوار ونتائجه. كثوار، يجب أن لا نقبل بالحديث عن نسبة تمثيل معينة - في إطار الساحات- لشباب الأحزاب أو للمستقلين؛ فهذه إساءة بالغة ومتعمدة لشباب الثورة، إذ أننا جميعا - سواء المستقلين أو المتحزبين - نمثل الثورة والثورة فقط، ومن أراد التعامل معنا فليتعامل معنا كثوار، دون تصنيف إلى مستقلين أو متحزبين؛ فيما يبقى على شباب الثورة الدخول في حوار شبابي شبابي لكل مكونات الساحات وبمختلف انتماءاتهم، والخروج برؤية موحدة لمطالب وشروط ساحات الثورة للدخول في أي فعالية سياسية يطلب منهم الدخول فيها، ويتم التعامل معهم بناء عليها، وبعدها يستطيع فلان أو علان أن يمثل شباب الثورة بناء على تلك الرؤية. أما التهافت حول تمثيل الشباب، والإنجرار وراء الأطراف التي تغذي ذلك التهافت وتروج له، فلن يخدم الثورة بالقدر الذي سيكون عائقا أمام استمرارية المشروع الثوري وتأثيره على المشهد العام للمتغيرات القادمة.