قال ناشطون إن نحو 230 شخصا قتلوا الخميس بنيران الجيش السوري الذي اتهموه بارتكاب سلسلة من المجازر في ريف دمشق وحلب, بينما استمر القصف على إدلب وحمص ومناطق أخرى. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 229 شخصا قتلوا الخميس بنيران القوات النظامية في عموم سوريا, في حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية قبل ذلك بقليل أن حصيلة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش النظامي والمليشيات المتعاونة معه (الشبيحة) ارتفعت إلى 197 بينهم ستون أعدموا في بلدة قطنا بريف دمشق. وذكرت الهيئة العامة أن عشرة أشخاص أعدموا أيضا من قبل القوات النظامية في بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق, وكانت البلدة شهدت قبل مدة مجزرة قتل فيها العشرات. ومن بين القتلى الذين سقطوا في دمشق ثمانية في حي الحجر الأسود، حسب لجان التنسيق المحلية. وكان عثر أمس في إحدى ضواحي دمشق على جثث خمسة سائقين أعدمتهم القوات النظامية، حسب ناشطين. وفي ريف دمشق أيضا, قتل سبعة سوريين في قصف للجيش النظامي على بلدة الضمير, فيما تحدث ناشطون في وقت سابق عن إعدامات في بلدة داريا. ووفقا للجان التنسيق المحلية فإن ما لا يقل عن تسعين شخصا قتلوا برصاص وقذائف القوات النظامية في دمشق وريفها، بمن فيهم ضحايا مجزرة قطنا. وفي وقت سابق الخميس, قال ناشطون للجزيرة إن الجيش السوري ارتكب سلسلة من المجازر في حلب بدأت بقصف مخبز في حي قاضي عسكر بحلب، مما أسفر عن مقتل نحو أربعين شخصا كانوا يقفون في طابور لشراء الخبز الذي بات نادرا في المدينة. وقال مراسل الجزيرة من جهته إن القصف أوقع أيضا عشرات الجرحى. وتحدث ناشطون عن مقتل ثمانية آخرين في قصف مماثل على حي الشعار بحلب, كما سقط ثلاثة قتلى على الأقل في حي طريق الباب, وجرحى في حيّيْ بعيدين والميسر. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد تعرض أحياء الفردوس والأنصاري والكلاسة وبستان القصر والشعار بمدينة حلب للقصف، كما قُصفت بلدات بريف حلب بينها الأتارب ودار عزة والباب، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. وأكد ناشطون مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين في قصف بطائرات الميغ على بلدة معرة مصرين في إدلب التي قتل فيها 14 شخصا بالجملة. وقال العميد أركان حرب المتقاعد صفوت الزيات -في حديث للجزيرة- إن اكتفاء قوات النظام بالغارات الجوية دون دعم بري في محافظتيْ حلب وإدلب يؤكد أنها فقدت السيطرة على الأرض. وأضاف الخبير العسكري أن النظام لم يحقق مكاسب على الأرض بعد 28 يوما من القصف المتواصل على الأحياء السكنية في حلب، بينما يتقدم الجيش الحر في الحمدانية وغيرها. معارك دمشق من جهة أخرى، قال الزيات إن العمليات التي يشنها الجيش الحر في دمشق تستهدف الوصول بالنظام إلى مرحلة الإجهاد حتى يفقد القدرة على اتخاذ ردود الفعل، مضيفا أن الشائع في حرب العصابات أن يواصل المقاتلون الضغط بعمليات مباغتة ومتفرقة عبر التفجيرات والهجمات لاستنزاف النظام وإفقاده التوازن، ومؤكدا أن الصورة العامة في العاصمة تؤكد أن النظام فقد السيطرة على أجزاء واسعة. وقد اقتحم الجيش النظامي اليوم بالدبابات حي الحجر الأسود بدمشق وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، كما قصف مدينتيْ الضمير وعربين قرب العاصمة. وقال الناشط معاذ الشامي إن الجيش الحر دمر أربع دبابات على مشارف الحي. على صعيد آخر، قال التلفزيون السوري إن قوات نظامية تمكنت اليوم من تحرير ثلاثة صحفيين من قناة "الإخبارية" السورية اختطفهم مسلحون ببلدة التل قرب دمشق منذ أسبوع. وأضاف أن تحريرهم تم ب"عملية نوعية"، دون مزيد من التفاصيل. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد تحدث عن قصف عنيف للتل سبق عملية تحرير الطاقم الصحفي المختطف. قصف متواصل ويتواصل قصف قوات النظام على أنحاء متفرقة من البلاد، ففي حمص تجدد القصف بالمدفعية والهاون على مدن تلبيسة والحولة والرستن مع محاولة اقتحام الرستن من الشمال قبل أن يتصدى له الجيش الحر. وقالت لجان التنسيق المحلية إن خمسة أشخاص قتلوا الخميس في حمص. وفي مدينة دير الزور، تركز القصف على حي الجورة، كما سمع إطلاق نار كثيف بحي القصور، بينما قصف الطيران الحربي بلدة الشعيطات. وفي درعا, أوقع القصف عشرة قتلى، حسب لجان التنسيق المحلية. وفي درعا أيضا، تجدد القصف العشوائي على بلدة تل الشهاب الحدودية مع الأردن بريف درعا، وكذلك على مدينة اللطامنة بريف حماة. ووفقا للجان التنسيق المحلية، فقد قتل شخصان على الأقل في محافظة حماة.