إن أصحاب المبادئ يستطيعون صناعة أشياء كبيرة تفوق نطاق التوقع والخيال وان ماتوا في سبيل تلك المبادئ يكتب الله لمبادئهم وأفكارهم الحياة والتمكين وقد تضل تلك الأفكار والمبادئ محصورة في زوايا معينة بفعل الاستبداد والحكم القمعي ولذلك ينبغي أن يدرك أصحاب المبادئ إن تلك المبادئ والأفكار ستضل جثث هامدة لن تصل إلى غيرهم حتى تسيل قطرات العرق مخلوطة بالدماء وتزهق الأرواح في سبيل ذلك فما أجمل أن تعيش للمبادئ التي يرسمها الحق ويمجدها القرآن ويحبها الله عز وجل وحملها هو محظ العبودية لله عز وجل فطوبى لأولئك من الرجال الذين اطعموا مبادئهم وأفكارهم لحومهم وسقوها بدمائهم وماذا عسى ان يخشاه من سن جسده لان يكون مركباً للحق وروحه شرعان تدفع به نحو الهدف الذي تشربته تلك الروح وتحرك أرضا لله ذلك الجسد فمن كان هذا دأبه فطوبى له وحسن مآب وما عسى أن يفعله عباد الدرهم والدينار ونخاسي الضمير يفنون حياتهم في سبيل فتات زائل تتعفن به أرواحهم وأخلاقهم ومجتمعات قبل أن تتعفن أجساده. بهذه المقدمة نقرا الواقع الإنساني منذ لحظات نزول الحق إلى الأرض ومنذ أن نبت الباطل نجد أن أنصار الحق في بداية تشكله وتكويناته ضعفاء لكن بصمات المبادئ المنبثقة من الحق تسموا وتتربع في الأعالي وتنحسر راية الباطل مهما كانت مرتفعة في ربوع الدنيا فها هي أنات بلال الحبشي تصدح بالآذان إلى أن يشاء الله ونجد أنها تتطور وسائل الصدح بها بدائها بأحد احد حتى اعتلى الكعبة المشرفة ليسمع بصوته خير الخلق محمد (ص) وخيرة ما أقلت الأرض من الصحابة وبالمقابل كأني انظر إلى غطرسة ابو جهل تحت أقدام عبد الله بن مسعود ,وفي اتجاه أخر هناك مواقف مختلفة ومتباينة يوم أن كان أبو سفيان قائد لجيش يهدف لاستئصال الحق وبمرور الزمن آلت الخلافة الإسلامية إلى أولاده بعد ان كان في صدارة المناوئة وأتى ذلك لإذعانه للمبادئ .بالمقابل ابن الخطاب عمر الذي أدمى اقرب الناس إليه نصرة للباطل لكنه بالمقابل صار فاروق الإسلام وآخرون. العاقل هو من يخلص للحق ومن يبحث عن مآرب أخرى في انضمامه للحق سرعان ما يسقط في وحل النفاق ويدفن في لحد الباطل ولله في خلقه شؤؤن لكن في الأخير لا خير إلا مع الحق والمبادئ ينال العبد خير الدنيا والآخرة أما المنحرفين ولو تعمموا بعمامة الإسلام لن يجنوا إلا الخزي والعار وخسران الدنيا والآخرة والواقع اليمني يزخر بنماذج كثيرة جداً وهذا ما أبرزته الثورة الشبابية والشعبية السلمية.