تطلع الأنظار إلى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، وسط تساؤلات عن مغزى الزيارة وأهدافها ومن المستهدف من ورائها؟ السياسي سيد مشرف يدعو للانتباه جيدًا، مشيرا إلى أن ترامب يُروّج لنيّته تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي"، في صفقة دعائية صبيانية مقابل 3 تريليونات دولار من دول الخليج بطريقة تكشف أطماعه الحقيقية في عرب الخليج. ويضيف: "الأخطر أن زيارته تسبق القمة العربية المرتقبة في بغداد، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول أهدافها، وما قد يُطبخ فيها من ترتيبات تمس مصير المنطقة كلها".. وبرأي مشرف فإن الخطر الحقيقي ليس في تغيير اسم الخليج، بل في تصريحاته بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة بمعرفة أمريكا فقط،وتعيين "حاكم أمريكي" هناك، لافتا إلى أن هذا الكلام ليس بريئًا، بل تمهيد واضح لمخطط اقتلاع سكان غزة ودفعهم نحو سيناء،حتى لو بالقوة المسلحة، وتحت ستار "الإنقاذ الإنساني". وعن حقيقة خلافه مع نتنياهو، يرى أنها حدوتة لا تُقنع طفلًا صغيرًا بل هي تمويه "كاموفلاج" لكل ما يخططون له في سيناء. ويقول إن إسرائيل هي الولاية الأمريكية رقم 51، وهي الصندوق السيادي لواشنطن في المنطقة،وقد أنفقت عليها أمريكا أكثر من 13 تريليون دولار.. فهل ستسمح بانهيارها؟ وينبه إلى أن المشهد على الأرض يزداد خطورة: حشود مدرعة إسرائيلية، مدفعية، وسائل شوشرة إلكترونية،كلها تتحرك على حدودنا، وبكثافة لافتة في رفح الفلسطينية.. حيث توجه الدبابات مدافعها إلى سيناء مباشرة. ويخلص إلى أن هناك تنسيقا أمريكيا –إسرائيليا؟ ويختتم مشرف موجها نداء إلى القيادة المصرية: "نحن في خط المواجهة الأول، ولا أحد غيرنا. لا تنتظروا دعمًا من أنظمة طبّعت وخنعت، ولا من قمم تُدار بالهواتف والولاءات. ضعوا أسوأ السيناريوهات على الطاولة.. واستعدوا لها، سياسيا، عسكريا، وأمنيا، فتاريخ المنطقة كلها يُكتب الآن، إما ان يكتب بشرف الصمود والنصر، أو بعار التفريط". ويردف: "التحركات خطيرة جدا (ال سي اي ايه) تلعب بكل قوتها وامريكا ضمنت حياد الحوثيين في الجنوب لتتوجه البوارج الامريكية وحاملات الطائرات نحو شمال البحر الاحمر وخليج السويس". من جهته يستبعد السفير فرغلي طه وجود بعض خلافات بين ترامب ونتانياهو، أو فى سياسة أمريكا وإسرائيل فى المنطقة، لمجرد أن ترامب سيزور ثلاث دول خليجية ولا يزور إسرائيل، أو لأنه مستمر فى مباحثاته مع إيران أو لوقفه الحرب مع الحوثيين. ويضيف أن إسرائيل كانت وستظل الحليف الأساسى لأمريكا فى المنطقة وربما فى العالم، لأسباب كثيرة أهمها سيطرة الإيباك واللوبى اليهودى فى أمريكا على كل مفاصلها، فضلا عن أن ترامب نفسه تم التبرع له وانتخابه فترة ثانية مقابل تنفيذ أجندة صهيونية معينة يسير فيها حاليا ، ويوم يفكر فى الانحراف عنها ستكون نهايته. ويختتم مؤكدا أن ما يحدث هو توزيع أدوار وتكاملها وتكتيكات لابتزاز دول الخليج والضغط على إيران أو المناورة معها، لافتا إلى أنه لا يثق في أمريكا حتى وإن جاءت بشراكة أمريكية (بغير ضرورة وبلا شريك فى وجود منظمات الأممالمتحدة) لإدخال المعونات الإنسانية إلى غزة وفى حراسة إسرائيل؛ لأن من يمنح السلاح لقتل الفلسطينيين ولا يوافق على وقف النار لعام ونصف فى مجلس الأمن، لا يمنح الطعام بإخلاص أو بغير أهداف خفية له . مصر وإيران زيارة الرئيس الأمريكي إلى الخليج، دعا البعض لتجديد الدعوة القديمة للتقارب بين مصر وإيران، وهي الدعوة التي لا تجد آذانا صاغية برغم أهميتها وقدرتها على تغيير المعادلة. د. محمد السعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يقول إنه في 79 وقعت مصر كامب ديفيد، وخرجت من الصراع مع الكيان الصهيوني، وفي ذات العام قامت الثورة الاسلامية في إيران وسقط الشاه، ورغبت إيران في زعامة تيار المقاومة ضد الكيان، مشيرا إلى أن القدر يبدو وكأنه لا يريد لمصر أن تلتقي مع إيران لمحاربة إسرائيل! في ذات السياق يقول السفير د. عبد الله الأشعل إن أمريكا ليست علي خلاف مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الصهيوني الأكبر ترامب يقدم ضمانات لإنشاء إسرائيل الكبري وسيستولي علي غزة، ولن يقدم لسكان غزة سوي الموت. # "رأي اليوم"