فيما تشهد منطقة شبه جزيرة سيناء توتراً أمنياً كبيراً بين الجيش والمسلحين، أعلن الجيش المصري أنّ عملياته في المنطقة تمخّضت عن مصادرة طائرات من دون طيّار ومقتل 33 مسلّحاً واعتقال 58 آخرين، بالتزامن مع نصب مسلحين كميناً للجيش في مدينة الشيخ زويد شمال سيناء. وقال الناطق العسكري الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، في مؤتمر صحافي أمس، لاستعراض نتائج العمليات في سيناء، إنّه «تمّ اكتشاف 31 نفقاً للتهريب على الحدود مع قطاع غزة»، لافتاً إلى مقتل 33 فرداً من العناصر الإجرامية خلال الاشتباكات مع قوات الجيش والشرطة، وضبط حوالي 58 فرداً من العناصر المشتبه بهم كما جرى الإفراج عن 20 معتقلاً بعد التحقيق معهم. ولفت الناطق إلى مصادرة عدد كبير من الأسلحة والعتاد منها بنادق آلية ورشاشات وقذائف ار.بي.جي، وبنادق قناصة وخمس دانات مدفع وكميات كبيرة من الذخائر. وكشف مصادرة «طائرات موجّهة من دون طيّار، بغرض زرع عبوات ناسفة داخلها وتفجيرها باستخدام أجهزة عن بعد». وأكد الناطق العسكري استمرار عمليات القوات المسلحة الأمنية وأعطى المرحلة الثانية من العملية اسم «عملية سيناء»، بدلاً من « نسر»الذي كان مستخدماً لوصف المرحلة الأولى التي انطلقت فجر السابع من أغسطس الماضي، لاسترجاع الأمن إليها والقضاء على البؤر الإجرامية، موضحاً أنّ «هذه المرحلة حققت نجاحاً متميزاً من خلال ما تمّ الإعلان عنه من نتائج»، لاسيما أنّه لم يصب أي ضابط خلال العملية. استمرار عمليات على الصعيد ذاته، أكّدت القوات المسلحة المصرية اعتزامها استمرار العملية «سيناء» التي تقوم بها في شبه جزيرة سيناء، إلى حين تطهيرها من جميع العناصر الإجرامية وعودة الهدوء والأمن إلى جميع مناطقها، لافتة إلى «رصد مبلغ 1,650 مليار جنيه مصري من الموازنة العامة للدولة لتنمية سيناء». وأوضح الناطق باسم القوات المسلّحة أحمد محمد علي، أنّ «العمليات العسكرية التي تجري في سيناء تستند إلى جملة من المُحدِّدات أهمها سيادة القرار الوطني المصري وحرية مصر الكاملة في العمل بسيناء، والعمليات العسكرية لا تُعد خرقاً لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية». تنسيق مشترك ورداً على سؤال حول طلب إسرائيل من مصر سحب معداتها الثقيلة من سيناء، قال علي، إنّ «وجود القوات المسلحة المصرية بالمنطقتين ب، ج من سيناء يتم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنّ «البند السابع من الملحق الأمني لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية نص على إنشاء جهازين للتنسيق الأمني بين الجانبين». وأشاد محمد علي، بما أسماه التعاون الذي أبدته قبائل وعشائر سيناء مع القوات المسلحة لتطهير جميع مناطق سيناء من العناصر الإجرامية، مثمّناً تجاوب أهالي سيناء مع مبادرة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي مكافأة كل من يسلّم الأسلحة التي بحوزته إلى الجيش.