الانتماء مصطلح واسع ومهم لتحديد هوية كل إنسان ،وبموجبه نعرف أتساع أفق ورحابة فكر الناس، فمن السذاجة أن ينتمي الفرد لدوائر ضيقة مقارنه بدوائر أوسع وأشمل وأسمى.. فالانتماء للإنسانية أشمل وأعم يليه الانتماء للدين ثم العرق فالأرض فالعشيرة ثم العائلة فانتماء الفرد لذاته. فالعاقل ينتمي تصاعدياً لا تنازلياً ،ليرقى ويكبر، والحصيف لا ينتمي لذاتيه أو عائلته أو عشيرته.. ويكتفي. فمن سعة الأفق الانتماء للأسمى والأرفع، ومن الغباء المطبق انتماء الإنسان لفرد غير ذاته أو عائلة غير عائلته سواء كانت جماعة أو دولة ،وهناك أسباب عديدة أخرى أذكر أهمها: 1.الرسول صلى الله علية وآله وسلم انتمى وجعلنا ننتمي ل (الإسلام) فتسمينا بالمسلمين وبهذا الاسم انتسبنا ،وهذا يؤكد تفرد وسمو نبينا وديننا عن باقي الأديان سواء كانت سماوية أو غير سماوية فالمسيحيين انتسبوا للمسيح واليهود ليهوذا والبوذيين لبوذا. 2.الانتماء للعرق يظل محدود وغير ناجح وأقل سمواً وتطبيقاً قديماً وحديثاً لأن الأعراق اختلطت فلا يمكن أن يقيم العرب دولة واحده كون من يسكن الدول العربية هو خليط من الأعراق وما الانتماء للجامعة العربية ليس إلا لغرض سياسي وليس عرقي، كون بعض الدول لا تنطق باللغة العربية وليست من العرق العربي كما أشرت سابقاً. 3.الانتماء للأرض التي نعيش عليها وهذا ما نراه منتشر في عصرنا الحالي،فأغلب دول العالم تتسمى باسم الأرض التي يقطنون عليها باستثناء دولة واحده تتسمى باسم أسرة مالكة ! 4.انتماء الدولة ل (عائلة مالكة) وهذا يعتبر ضمنياً بتبعية باقي العائلات والأسر والعشائر الساكنة في نفس الدولة لتلك العائلة، وكذا يؤكد في عدم بشرية التابع والمتبوع، فالمتبوعين أصبحوا من(النسل المقدس والرفيع)، والتابعين رضوا بأن يكونوا من (النسل دون المقدس) أي أنهم أقل رفعة من الأسرة المالكة والحاكمة. وهذا ما يرفضه الإسلام كون النبي أتى (للناس عامة)، ويبطل إدعائهم إن كلنا من آدم وأدم من تراب ،كما أن الله عز وجل قال: ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا)،وهذا دليل قاطع في عدم قدسية أي نسل، فالاصطفاء كان بموجب عمل وقول صالح وصفات أختص بها الأنبياء والصالحين والرسل دون غيرهم، ولنسل الأنبياء والرسل الشريف علينا الاحترام والمحبة والتقدير فقط ويسري عليهم ما يسري علينا وبحسب ما وصى به الرسل أنفسهم بالمحبة في القربى. أخيراً الله هو من أسمانا ب (المسلمين) فلماذا نرفض تسمية الله لنا بنص قرآني ونستبدل الأدنى بالذي هو خير. ومما سبق يتبين لنا عيوب ومزايا الانتماء .. فجميع الناس سواء ،وهم من يقررون إلى ماذا ينتمون ..وللإنسانية انتماء أوسع يضم جميعنا وهي الدائرة المحيطة بباقي الدوائر ،فعند قبولنا بالآخر نضمن قبوله بنا وانفتاحه علينا.. فلا نحدد أنفسنا ولا ننغلق على ذواتنا لننشر ( إسلام المحبة ) للإنسانية كما أرد رسول الله صلى الله علية وآله وسلم، ولنكن رسل سلام وخير وعطاء.. ولنرفض شعارات البغض والحرب والقتل والوعيد للغير إلا المعتدين فلنعتدي بمثل ما أعتدي علينا ولنخرجهم من حيث أخرجونا.. والسلام ختام