قالت صحيفة الرياض السعودية إن ما يحدث في اليمن من أزمات، ساعد على تغلغل إيران وبقوة لتعويض دورها الذي تلاشى في سوريا إلى اليمن ، حيث رمت بكل ثقلها لخلق بؤر عمل لها صارت تتسع بفعل ضعف السلطة والفراغ الكبير الذي تسببت به الثورة في حالتها الانتقالية الجديدة ، حسب قولها. ووصفت الصحيفة في مقالها الإفتتاحي - الذي عنونته ب إحذروا من يمن ايراني - اليوم الأحد اليمن ب البطن الرخو الذي يسهل التموضع فيه، مؤكدة إن إيران لا تريد نهايات صعبة لها سواء في سوريا أو العراق ولبنان ، ليكون اليمن هو البطن الرخو، كما نقلت. وذكرت أن دول الخليج تدرك ما تعنيه إيران بوجودها في اليمن ، فهي تسعى لجعل المذهب الزيدي، الذي ترى أن تطابقاً معه في المذهب الشيعي يجعل التحالف المذهبي أساسياً ومن منطق التجانس والتلاقي أمام الكتلة السنيّة الكبيرة ، مشددة انه إذا ما تحقق هذا الهدف نتيجة ضعف قبضة الدولة في اليمن فإن من يدفع الكلفة الأمنية دول الخليج العربي. وقالت إن إيران بتغلغلها في اليمن بعد أن صارت العراق بيدها ، تسعى لخلق طوق بديل يحاصر دول الخليج بين كماشتي اليمن والعراق. وأكدت الصحيفة أن المخاوف من سقوط اليمن كما العراق في الحضن الإيراني متوقعة وأن نتائجها ستكون كارثية. ودعت الصحيفة دول الخليج العربي إلى تحرير رؤيتها وفهم أن المخطط ليس فقط حشد فئة من الحوثيين بل تنصيب إيران ولياً جديداً، مؤكدة أن هذا ما يجب أن نعرف إذا ما خرج الدور من سياسي ومذهبي، إلى تهديد أمني عسكري ونقل الحرب إلى الداخل العربي، وقالت إن التعامل مع النتائج الراهنة يستدعي وضع خطط مباشرة تخرج من الأحاديث إلى العمل المشترك. وقالت الصحيفة إن اليمن واقع بين حكومة تريد استعادة دورها، وتنظيف البيت من بقية ما علق به، وقد ورثت تركة ثقيلة من رجل خلق عداوات راسخة بين المجتمع اليمني حين سلط القبيلة على الأخرى ، ودفع بمتطرفين إسلاميين محاربة غيرهم، وعمّقَ الفرقة بين جنوب وشمال وتغاضى عن تنامي دور الحوثيين وتحالفهم العلني مع إيران.